أبو هريرة
تعددت آراء المؤرخين حول اسم أبي هريرة، فقيل إنه عبد الرحمن بن صخر، وقيل أيضاً إنه عبد شمس أو عبد عمرو. كما يُعتقد أنه كان يعرف باسم عبد شمس قبل اعتناقه الإسلام، ثم أطلق عليه اسم عبد الله بعد إسلامه. ومع ذلك، فإن الأكثر شيوعًا هو أنه عبد الرحمن بن صخر الدوسي الأزدي اليمامي، ولقب بأبي هريرة نسبةً إلى حبه لاهتمامه بهرة صغيرة. أسلم خلال فترة الحديبية وقبل غزوة خيبر، على يد الطفيل بن عمرو الدوسي. هاجر أبو هريرة إلى المدينة المنورة مع مجموعة من قومه تتراوح بين سبعين وثمانين شخصًا، وأصبح ملازمًا للنبي -عليه الصلاة والسلام-، حيث حصل على معرفة واسعة. يُعتبر أبو هريرة من أكثر الصحابة حفظًا وروايةً للحديث النبوي، إذ يُقال إن ما رواه من الأحاديث بلغ خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وستين حديثًا.
حياة أبي هريرة
عاش أبو هريرة -رضي الله عنه- فقيرًا، حيث لم يكن متمتعًا بالمال أو الثراء. بالرغم من ذلك، تميز بعبادته العميقة وطاعته لله -سبحانه وتعالى-، مع حرصه الدائم على ذكر الله ومداومته على ذلك. كما كان لديه رغبة قوية في طلب العلم وحفظ الحديث النبوي، مما جعله واحدًا من كبار الفقهاء. ويشهد على ذلك ثناء الرسول -عليه الصلاة والسلام- على جهوده وشغفه في التعلم، بالإضافة إلى تكريم كبار الصحابة له -رضي الله عنهم-. ويرجع ذلك إلى بركة دعاء النبي -عليه السلام- له. كذلك، كان أبو هريرة رضي الله عنه يحمل حبًا كبيرًا للنبي وآل بيته، وكان يشجع الآخرين على ذلك.
وفاة أبي هريرة
توفي أبو هريرة -رضي الله عنه- في السنة السابعة والخمسين للهجرة النبوية، وقد عُمر ثمانٍ وسبعين سنة، قضاها أربع سنوات في صحبة النبي -عليه الصلاة والسلام- وسبعًا وأربعين سنة بعد وفاته. قضى أغلب حياته في نشر العلم، وتعليم القرآن والسنة، والدعوة إلى الإسلام والإيمان برسالة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.