ترشيد استهلاك الموارد في الإسلام

ترشيد الاستهلاك في الإسلام

يشجع الإسلام على ترشيد الاستهلاك والاعتماد على الاقتصاد والاعتدال في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك العبادات كالصلاة والصيام. يأتي ذلك في إطار تخفيف الأعباء وتحقيق السهولة، بعيدًا عن التعسير. ومن الأمثلة على ذلك السماح للمسافر بالإفطار في شهر رمضان، فضلاً عن السماح للحامل والمرضع والمريض في حال الخوف من الأذى. وقد دعا الإسلام إلى الاعتدال في الإنفاق في سبيل الله، حيث لا يجوز الوصية بأكثر من ثلث المال، بينما يُعتبر الإنفاق على الأسرة واجبًا. كما وردت النصوص التي تحذر من الإسراف في سفك دماء الأعداء أثناء القتال. فيما يتعلق بالطعام والشراب، يُعتبر تناول ما يكفي لتفادي الهلاك مباحًا، مع إباحة الأكل حتى حد الشبع، بينما يُمنع ويُكرَه ما يزيد عن ذلك.

أهمية ترشيد الاستهلاك في الإسلام

يدعو الإسلام إلى ترشيد الاستهلاك من أجل تحقيق العديد من الأهداف المهمة؛ من بينها: تعزيز النهضة والرفعة للأمة. لذلك، يتوجب على المسلم أن يعلّم نفسه كيفية ترشيد استهلاكه دون أن يقع في فخ الحرمان، مما يسهل عليه القيام بدوره كخليفة في الأرض. يشكل ترشيد الاستهلاك من مظاهر العبادة المحتسبة، حيث يُساهم في حماية البيئة والحفاظ على مواردها. فالعبادة لا تقتصر على الشعائر الدينية فقط، بل تشمل كل ما يتعلق بالعناية بالبيئة وصونها. من أبرز صور العبادة أيضًا إزالة الأذى عن الطريق والمحافظة على نقاء الماء والهواء، بالإضافة إلى الاستخدام الحكيم للمرافق العامة والممتلكات المشتركة.

تعريف الاستهلاك

يعرّف الاستهلاك في الفقه بأنه تصرف تجعل الشيء غير قابل للاستخدام بالطريقة التي وُجد بها. كما يشمل التغييرات التي تطرأ على الشيء من حالة إلى أخرى. ووصف الإمام الكاساني الاستهلاك بقوله: “هو إخراج الشيء من كونه منتفعًا به بشكل طبيعي ومطلوب”. وتشمل تعريفات الاستهلاك في الفقه أيضًا فقدان المال نتيجة للإهمال أو العدوان، بالإضافة إلى إتلاف الأموال والمنافع المتعلقة بالإنسان.

Scroll to Top