يُعتبر طلب العلم من الفرائض الأساسية لكل مسلم ومسلمة. فعندما يسعى الأفراد لتحقيق المراتب العليا، يتجهون نحو التحصيل العلمي بجدية، وكما يُقال: “اطلبوا العلم even إن كان في الصين”، مما يُبرز قوة هذا المبدأ في أهمية السعي إلى المعرفة بجميع الوسائل، حتى وإن كانت المسافات بعيدة. سنستعرض في هذا المقال أهمية طلب العلم وكيف يُشكل العلم جزءًا أساسيًا في حياتنا.
أحاديث عن طلب العلم
حثَّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم على طلب العلم، مما يستدعي إلى أهمية التعلم وتدريس الأبناء، سواء من أجل الحصول على الحسنات ورضى الله في الآخرة، أو لتحقيق النجاح والتميز في هذه الحياة.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سلوا الله علمًا نافعًا، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع”.
- كما قال عليه الصلاة والسلام: “سيأتيكم أقوام يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم، فقولوا لهم مرحبًا بوصية رسول الله”.
- وذكر أيضًا: “من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، ولا يُنقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، ولا يُنقص ذلك من آثامهم شيئًا”.
- أضاف رسول الله: “من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا، سَلَكَ الله به طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات والأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورّثوا العلم، فمن أخذه، فقد أخذ بحظ وافر”.
- قال أيضًا: “لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة، فهو يقضي بها ويعلمها”.
- وقال رسول الله: “من سئل عن علم فكتمه، جاء يوم القيامة ملجمًا بلجام من نار، ومن قال في القرآن بغير علم، جاء يوم القيامة ملجمًا بلجام من نار”.
- أشار النبي إلى أن “مرحبًا بطالب العلم، إن طالب العلم لَتحفّه الملائكة وتظله بأجنحتها، ثم يركب بعضهم بعضًا حتى يبلغوا السماء الدنيا”.
- وقال أيضًا: “والله، لئن يهدي الله بك رجلًا واحدًا، خير لك من أن يكون لك حمُر النعم”.
- وأوضح بأن “من جاء إلى مسجدي هذا لم يأتِه إلا لخير يتعلمه أو يعلمه، فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومن جاء لغير ذلك، فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره”.
- ذكر رسول الله: “إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا، ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالمًا، اتخذ الناس رؤوسًا جهلاء، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا”.
أحاديث عن فضل طلب العلم
يُعتبر العلم العمل الوحيد الذي يبقى للإنسان حتى بعد وفاته. فالعلم هو ما يجعله يعيش بين الناس حتى بعد رحيله، سواء كان العلم مختصًا بالدراسة أو بالمعلومات الشرعية، وكيفية الاستفادة منها، فهذا يعود بالنفع على المجتمع ككل. فطلب العلم يعد من أهم أولويات الحياة، لأنه يُعزز من تطور الأمم ويُساعدها على تحقيق التقدم.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله: “إذا مات الإنسان، انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.
- كذلك خرج رسول الله والصحابة، فقال: “أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق، فيأتي منه بناقتين كسماوين في غير إثم، ولا قطع رحم؟”، فقالوا: “يا رسول الله، نحن نحب ذلك”، فقال: “أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل، خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومِن أعدادهن من الإبل”.
- وقال أيضًا: “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسون فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده”.
السنة النبوية وطلب العلم
إن طريق العلم هو درب واسع وطويل، يسير فيه من يسعى مضحيًا بوقته، وكلما زادت حرصه على التحصيل العلمي، نال رضا الله وقد ينفتح له أبواب من العطاء الذي لا يحسب. إن نصيب كل إنسان من الجهد والاجتهاد ينعكس على حظه في العلم ودخول الجنة.
- ذكر أنس بن مالك رضي الله عنه: “من خرج في طلب العلم، كان في سبيل الله حتى يرجع”.
- وقال أيضًا: “منهومان لا يشبعان: منهوم في العلم لا يشبع منه، ومنهوم في الدنيا لا يشبع منها”.
- عن أبي هريرة وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قالا: “يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين”.
- كما جاء عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: “مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا، فكان منها نقية قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس”.
- قال رسول الله: “لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه”.
- روى أبو كبشة الأنماري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالًا وعلمًا، فهو يتقي ربه فيه، ويصل فيه رحمه، ويعمل لله فيه حقًا، فهذا بأفضل المنازل. وعبد رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالًا، فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالًا لعملت بعمل فلان، فهو بنيته، فأجرهما سواء. وعبد رزقه الله مالًا ولم يرزقه علمًا، يخبط في ماله بغير علم، لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه. وعبيد لم يرزقه الله مالًا ولا علمًا، فيقول: لو أن لي مالًا لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته، فوزرهما سواء”.
طلب العلم فريضة
يدفع طالب العلم حياته لتحقيق الأجر في الدنيا والآخرة. ولقد أكد الله سبحانه وتعالى على أهمية طلب العلم وشدد على ضرورة الالتزام به؛ إذ يُعتبر العلم سلاحًا محوريًا في حياة الأفراد والمجتمعات:
- قال: “إنكم اليوم في زمان كثير علماؤه، قليل خطباؤه، من ترك عشر ما يعرف، فقد هوى. ويأتي من بعده زمان كثير خطباؤه، قليل علماؤه، من استمسك بعشر ما يعرف، فقد نجى”.
- عن سفيان الثوري والشافعي: “ليس شيء بعد الفرائض أفضل من طلب العلم”.
- عن أبي الدرداء: “مذاكرة العلم ساعة خير من قيام ليلة”.
أحاديث في النية بطلب العلم
لطلب العلم مكانة كبيرة منذ القدم، حيث أن صاحب العلم يُميز في تفكيره ومناقشاته. لذا يتوجب على الجميع السعي في تعلم وتدريب الآخرين على المعرفة، كما جاء في الحديث “خيركم من تعلم العلم وعلمه”؛ فمَن يكتم العلم، يُحشر يوم القيامة بلجامٍ من نار. ومن الأحاديث التي تدل على أهمية النية في طلب العلم:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال النبي: “من تعلَّم علمًا مما يُبتغى به وجه الله، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة”.
- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: “لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا تماروا به السفهاء، ولا تميزوا به المجالس، فمن فعل ذلك، فالنار النار”.
أحاديث في فضل العلم
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “طلب العلم فريضة على كل مسلم”.
- وقال: “من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله”.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: “الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا”.
- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: “فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم”.
- وقال: “إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير”.
- عن سعد بن أبي وقاص، وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، قال النبي: “فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة، وخير دينكم الورع”.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: “ألا إن الدنيا ملعونةٌ، ملعونٌ ما فيها، إلا ذكر الله، وما والاه، وعالمٌ أو متعلمٌ”.
حديث عن الرحلة في طلب العلم
- حث النبي صلى الله عليه وسلم على طلب العلم من أي مكان، حتى وإن كان بعيدًا؛ فقال: “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له طريقًا إلى الجنة”.
- علمنا أن المجاهدة في سبيل العلم والمغفرة هي منزلة رفيعة، كما يأتي في قوله تعالى: “قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون”.
- الحديث النبوي يُظهر أن من يسعى لطلب العلم كالمجاهدين في سبيل الله؛ حيث يقول: “من جاء مسجدي هذا، لم يأتِه إلا بخير يتعلمه أو يعلمه، فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله”.
حديث فضل طلب العلم بعد الموت
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات الإنسان، انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.
- هذا الحديث يدل على علو مكانة العلم بعد وفاته؛ فالعلم الذي يتبعه الناس بعد رحيله يُعتبر صدقة جارية له، ويتواصل الأجر المستمر. فالعالم الذي يترك كتابًا يُستفاد منه، سيستمر أجره حتى يوم القيامة.
أحاديث في تبليغ العلم
- قال رسول الله: “نضَر الله امرأً سمع مقولتي فبلّغها، فرُب حامل فقهٍ غير فقيه، ورُب حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه”.
- روى أبو بكرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خطب النبي يوم النحر، فقال ليبلغ الشاهد الغائب، فإن رب مبلّغٍ يبلغ أوعى له من سامعٍ”.