يعتبر دعاء دخول الحمام والخروج منه من الأمور التي يمكن أن يذكرها الفرد في حياته اليومية. وقد اعتُبر الحمام من الأماكن غير المحبذة، وذلك بسبب تواجد الشيطان وأعوانه فيها.
دعاء دخول الحمام
يرتبط دعاء دخول الحمام بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يقال عند دخول الحمام وخروجه صيغ مختلفة من الأدعية، ومنها:
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند الدخول: أعوذ بالله من الخبث والخبائث.
- وعند الخروج، كان يقول: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني.
- كما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي كان يستغفر الله عند الخروج.
معنى دعاء دخول الحمام
لا يُنطق شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم عبثاً، ولذا فإن هذا الدعاء يحمل تفسيرات واضحة، منها:
- القول بأن “الخبث” تُنطق بضم الخاء وتسكين الباء، وقد تعددت الآراء حول نطق الباء.
- يذكر بعض المفسرين أن الدعاء يُقال للتعوذ من الأفعال الخبيثة ومن كل شر.
- ويفسر البعض أن هذا دعاء يهدف للتعوذ من الشيطان، بسبب وجود عدد من الشياطين في الحمام، سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً.
- من المهم أن يذكر هذا الدعاء حتى في الأماكن المنعزلة، ويجب قوله قبل قضاء الحاجة وليس بعدها.
أدعية دخول الحمام
توجد مجموعة من الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وتقال قبل دخول الحمام، والدعاء الأساسي هو البداية، والبقية تُذكر بعدها، وتشمل:
- أوضح أحد العلماء أن النبي كان يقول “بسم الله” قبل دخول الحمام للتعوذ من الشيطان، ويقال بعد الدعاء الأساسي.
- وفيما يتعلق بصحة هذا القول، فإنه يعد ضعيفًا نظرًا لوجود آراء متعددة بين العلماء.
- رُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي كان يقول عند دخوله: اللهم إني أعوذ بك من الوحش النجس الخبيث وشيطان الرجيم، كما رواه الطبراني في كتاب الدعاء.
المكروهات خلال قضاء الحاجة في الحمام
هناك مجموعة من الأمور المُحبّذ تجنبها أثناء قضاء الحاجة، منها:
- الكلام أثناء قضاء الحاجة يُعتبر فعلاً مكروهاً، ولكن يمكن التحدث عند الضرورة.
- من عطس أثناء قضاء الحاجة، يجب عليه ألا يحمد الله، ولا يشمت عاطساً.
- عدم الرد على السلام أو الاستجابة لمن ينادي.
- كل هذه الأمور تعتبر مكروهة، وإذا قام بها الشخص بغير قصد فلا تعتبر حراماً، ويكون حمد الله بعد العطس في القلب أمرًا عاديًا.
حكم الاستعاذة في الخلاء
ورد عن الله عز وجل أنه يحظر الاستعاذة من الشيطان أثناء قضاء الحاجة لأسباب عدة، منها:
- يُنسب المفسرون أن الشياطين في الحمام أقوى تسلطاً بمساندة الله مقارنة بأي مكان آخر في العراء.
- يُعتبر الحمام من أكثر الأماكن نجاسة، لذا يحرم ذكر اسم الله فيه.
- بسبب تسلط الشيطان في الحمام، تم تحديد دعاء خاص لدخول الحمام كوسيلة استعانة بالله سبحانه وتعالى.
- يعد هذا الدعاء بمثابة حماية للفرد وحاجز قوي بينه وبين الشيطان.
- ويُوضح أحد الشيوخ أن الحكمة من هذا الدعاء هي التوجه إلى الله، لأن الحمام يعتبر مكانًا خبيثًا يتواجد فيه الخبثاء.
آداب الدخول والخروج من الحمام
هناك عدة آداب يُستحسن اتباعها قبل دخول الحمام، وهي من السلوكيات التي كان يمارسها النبي صلى الله عليه وسلم وأوصى بها:
- يجب دخول الحمام بالقدم اليسرى، وعدم دخول اليمنى لأنه مكان غير طاهر.
- يجب الابتعاد عن نظر الناس أثناء قضاء الحاجة.
- يجب أن يكون الحمام بعيداً عن موضع القبلة، فقد نهى النبي عن استقبال القبلة أو الاستدبار بها أثناء قضاء الحاجة.
- ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ببول ولا غائط ولكن شرّقوا أو غرّبوا).
- يُفضل عدم التنظيف باليد اليمنى، فقد ورد عن النبي أنه قال: (إذا بال أحدكم فلا يأخذن ذكره بيمينه ولا يستنجي بيمينه).
- يجب عدم البدء في قضاء الحاجة إلا بعد الجلوس في المكان المُخصص لذلك.
- تجنب استخدام الماء الراكد لأنه يُعتبر غير طاهر.
- القيام بمسح مكان النجاسة عدة مرات، لا تقل عن ثلاث مرات.
- يجب الامتناع عن كشف العورة إلا عند الاقتراب من الأرض أو المكان المخصص.
- يُفضل عدم الحديث مع الآخرين عن دخول الخلاء وعدم ذكر ذلك بأي مكان.
عند الخروج من الحمام، هناك آداب يجب الالتزام بها، وهي مما أمرنا به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، منها:
- يجب على الفرد أن يخرج من الحمام بالقدم اليمنى أولًا، إذ يخرج من المكان غير الطاهر.
- يستحب الاستغفار وقول دعاء الخروج.
حكم من نسى دعاء دخول الخلاء
إزاء نسيان دعاء الدخول قبل الدخول للحمام، يُطرح السؤال عن كيفية التصرف. الإجابة تتلخص فيما يلي:
- إذا نسي الفرد الدعاء قبل دخوله، فلا يُمكنه أن يقوله، لأنه قد فات الأوان.
- يمكنه أن يذكر الدعاء بعد الدخول في قلبه وليس باللسان إذا رغب في الاستعانة بالله.
دعاء الخروج من الحمام ومعناه
- رُوي عن النبي أنه كان يقول عند الخروج من الحمام: “غفرانك”.
- معنى “غفرانك” هو طلب المغفرة والعفو من الله.
- وهناك روايتان حول سبب قول “غفرانك” بعد الخروج:
القول الأول
يجب على المسلم أن يطلب المغفرة من الله تعالى لأنه ترك الذكر فترة دخوله للحمام، حيث كان النبي لا يذكر الله أثناء وجوده في الخلاء.
القول الثاني
يكون طلب المغفرة من الله تعالى على التقصير في حمده على نعمة الإخراج، إذ تُعد عملية دخول الطعام وهضمه وإخراجه من الجسد نعمة كبيرة قد يغفل الإنسان عن شكرها.