تزايدت ظاهرة الزواج العرفي بشكل ملحوظ بين العديد من الشباب دون التأكد من صحة هذا النوع من الزواج، مما يثير تساؤلات حول مدى بطلانه. في هذا المقال، سنوضح حكم الزواج العرفي سواء في حالة وجود الشهود أو عدم وجودهم.
حكم الزواج العرفي بدون شهود
- يعتبر الزواج العرفي بدون شهود زواجًا باطلًا، حيث يعد وجود الشهود شرطًا أساسيًا لصحة الزواج، طبقًا لما اتفق عليه الأئمة الأربعة.
- كما أوضح الأئمة أن عقد الزواج يتطلب ركنا أساسيين هما وجود ولي وشهود.
- غالبًا ما يؤدي عدم توفر الشهود إلى عدم صحة الزواج، حيث أن الزواج العرفي يُعتبر زواجًا غير مكتمل، ومع ذلك إذا توافرت شروط صحته، يصبح الزواج العرفي جائزًا، وهذه الشروط تشمل:
- وجود ولي للمرأة.
- وجود شهداء.
- تقديم المهر.
- الإيجاب والقبول.
- صيغة عقد الزواج.
- أوضحت دار الإفتاء المصرية أن هذه الشروط ليست من باب التعقيد، وإنما تهدف إلى حماية حقوق الزوجة، ومنع حدوث أي مشكلات مستقبلية قد تؤدي إلى فقدان حقوقها نتيجة عدم صحة عقد الزواج العرفي.
حكم الزواج بدون شهود في مذهب المالكية
- لا يُعتبَر الزواج صحيحًا إلا إذا استوفى جميع الشروط، وأحد أهمها هو وجود الشهود أثناء عقد الزواج، حيث يشترط مذهب المالكية أن يتواجد الشهود لضمان صحة العقد.
- في حال تم الزواج دون شهود، يتطلب الأمر أن يوجد شهداء قبل الدخول وفق مذهب المالكية، مع ضرورة أن يكون الشهود رجلين بالغين مسلمين.
هل يجوز الزواج بين شخصين فقط؟
- لا يسمح بالزواج بين شخصين فقط، حيث يلزم حضور ولي المرأة وشاهدين عدل لجعل عقد الزواج صحيحًا.
- إذا حضر ولي وشهود، يصبح الزواج رسميًا والعقد ساريًا حتى وإن لم يُوثق.
- في حال كانت المرأة ثيبًا، يحق لها الزواج بدون ولي وفقًا لرأي الإمام أبي حنيفة بشرط أن تكون عاقلة وبالغة.
- أشار مفتي الديار المصرية إلى أنه إذا تم الزواج بين شخصين بدون شهود، يصبح زواجًا معلقًا لمدة ثلاثة أيام، وإذا لم يشهد أحد، يُعتبر الزواج باطلًا ويجب إعادته.
- من الأفضل توثيق الزواج لدى مأذون شرعي لضمان حقوق الزوجة، ولتجنب مواجهة أي صعوبات مستقبلية مثل إنكار الزوج للزواج أو عدم حصول الزوجة على حقوقها.
شروط الزواج الصحيح
توجد عدة شروط يجب أن تتوفر حتى ينعقد الزواج، ومن أبرزها:
- وجود ولي للزوجة في حال كانت بكرًا، أما في حالة كانت ثيبًا، يحق لها الزواج بنفسها وفقًا للمذهب الحنفي.
- صيغة الإيجاب التي تتضمن تأكيد الزوجة أو وليها بشكل واضح.
- صيغة القبول التي تُعلَن من الزوج.
- وجود شاهدين عدل أثناء عقد الزواج، ويجب أن يكونوا رجال بالغين مسلمين وعاقلين، وأن يتجاوزوا سن 18 عامًا.
- تقديم مهرب متفق عليه.
- إذا لم تتوفر أي من هذه الشروط، يعد الزواج غير صحيح ولا يُعقد.
هل يجوز الزواج بالكلام فقط؟
- أعلنت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز الزواج بالكلام فقط دون الحاجة لتوثيق عقد الزواج.
- لكن يجب توفر جميع شروط الزواج من وجود ولي وشهود ومهر، حيث أن الإشهار هو الأصل في الزواج.
- أما إذا كان الزواج سريًا بين الزوجين مع وجود الشهود دون إشهار، فلا يُعتبر زواجًا صحيحًا وينبغي الفصل بين الزوجين.
- كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أظهروا النكاح”.
- لذا، انقسم الفقهاء إلى فريقين؛ أحدهما يرى جواز الزواج بالكلام بموجب شروط الصحة، والآخر يرى ضرورته تسجيل عقد الزواج لحماية حقوق الزوجة وتجنب المشكلات المستقبلية.
كيفية إبطال الزواج العرفي
- يعتبر الزواج العرفي زواجًا غير رسمي وغير مُعترف به قانونيًا لأنه لا يتم توثيقه، لكن إنهاء الزواج العرفي يتطلب أحيانًا إتمام إجراءات الطلاق بشكل واضح حتى يصبح الطلاق واقعًا.
- في بعض الحالات، قد يختفي الزوج، مما يجعل الخلع الحل الوحيد الذي يمكن أن تلجأ إليه الزوجة لإبطال الزواج العرفي، مما يمكنها أيضًا من إثبات نسبة أبنائها.
- ولذا، يُنصح بعدم اللجوء إلى الزواج العرفي لأنه لا يضمن حقوق الزوجة ولا يعتبر شكلًا صحيحًا للزواج.
هل الزواج العرفي حلال؟
- الأصل في الزواج هو الإشهار بوجود شهود، ولذلك يُعتبر الزواج العرفي غير حلال إذا لم يتوفر فيه الشهود أو كانت أركانه غير مكتملة.
- إذا استوفى الزواج العرفي جميع شروط الزواج، يُعتبر زواجًا صحيحًا وحلالًا بدون أي معوقات.
- بينما يُعتبر الزواج العرفي بين الرجل والمرأة بدون شهود أو إعلان زواج حرامًا، وقد يُعتبر زنا لأنه لا يُعَد زواجًا.
- ولا يُعتبر توثيق الزواج العرفي شرطًا أساسيًا، ولكن الإشهار يُعد الحل الأكثر أمانًا لحماية الحقوق المستقبلية للزوجة.