تُعد درجات ارتخاء الصمام الميترالي من الأمور المؤثرة على كفاءة عضلة القلب، مما ينعكس سلباً على الصحة العامة للإنسان. لذلك، من الضروري التعمق في فهم الصمام الميترالي، ودرجات ارتخائه، وأسباب حدوثه، ومضاعفاته، فضلاً عن طرق العلاج المتاحة. كل ذلك يُساعد في المحافظة على صحة القلب وسلامته.
درجات ارتخاء الصمام الميترالي
يمكن أن تتراوح درجات ارتخاء الصمام الميترالي من بسيطة لا تسبب أعراضاً إلى شديدة تؤدي إلى مضاعفات خطيرة. وفيما يلي تفصيل لثلاث درجات من ارتخاء الصمام الميترالي:
- الدرجة الأولى: ويطلق عليها المرحلة المتوازنة، حيث لا يشعر المرضى بأي أعراض.
- في هذه المرحلة، يكون التضخم في عضلة القلب طبيعياً، ويحدث نتيجة لجهود القلب في تعويض الضغط الزائد الناتج عن زيادة كمية الدم الراجعة إليه.
- الدرجة الثانية: وهي المرحلة الانتقالية، حيث يحدث تضخم في عضلة القلب، مما يزيد الضغط عليها وتبدأ الأعراض في الظهور بصورة واضحة.
- يواجه المريض صعوبة في ممارسة الأنشطة البدنية، ويعاني من صعوبة شديدة في التنفس، مما يستدعي استشارة طبية وقد يتطلب الأمر التدخل الجراحي في بعض الحالات.
- الدرجة الثالثة: وهي المرحلة التي لا يحدث فيها تعويض، حيث لا يكون هناك تضخم في عضلة القلب، وإنما يصاب المريض بفشل قلبي واعتلال في العضلة، وقد تستمر الأعراض حتى بعد إصلاح الصمام الميترالي.
ما هو ارتخاء الصمام الميترالي؟
الصمام الميترالي هو أحد الصمامات الأربعة في القلب التي تنظم تدفق الدم، ويعمل على النحو التالي:
- يتواجد بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر في القلب.
- يتحكم في تدفق الدم من الأذين إلى البطين، ويغلق تماماً عند انقباض القلب لمنع عودة الدم.
- في حالة ارتخاء الصمام، قد يحدث انتفاخ في وريقاته، مما يمنع الإغلاق الكامل ويؤدي إلى تدفق الدم العكسي، وهو ما يعرف بالقلس الميترالي.
- تعتمد كمية الدم الراجعة على شدة حالة الارتخاء.
ما هي أسباب ارتخاء الصمام الميترالي؟
يحدث ارتخاء الصمام الميترالي نتيجة لاضطرابات في الصمام التاجي، والتي تشمل:
- تمدد وريقات الصمام التاجي بشكل غير طبيعي.
- توسع فتحة الصمام الميترالي مما يمنع الإغلاق الكامل.
- دفع وريقات الصمام التاجي إلى الأذين نتيجة زيادتها في الحجم.
- وجود خلل في النسيج الضام، مثل متلازمة مارفان.
- بعض الأسباب الأخرى مثل التقدم في العمر أو العوامل الوراثية قد تساهم أيضاً في حدوث ارتخاء الصمام.
ما هي أعراض ارتخاء الصمام الميترالي؟
غالبية الأشخاص المصابين بارتخاء الصمام الميترالي لا يشعرون بأعراض واضحة، ولكن إذا واجهت بعض الأعراض التالية، فقد تكون مصاباً:
- زيادة ضربات القلب وعدم انتظامها.
- ألم حاد في الصدر قد يستمر لوقت طويل.
- الشعور بالقلق أو الاكتئاب أو نوبات من الذعر، نتيجة لاضطراب في الجهاز العصبي اللاإرادي.
- الشعور الدائم بالتعب والإرهاق.
- الصداع النصفي نتيجة توتر الأوعية الدموية في الدماغ.
- الوذمة الرئوية، حيث يحدث تسرب للسوائل من الأوعية الدموية إلى الرئتين، مما يسبب تورم الأنسجة المحيطة.
- يجب استشارة الطبيب في حال ظهور أي من هذه الأعراض.
ما هي مضاعفات ارتخاء الصمام الميترالي؟
يمكن أن تنجم عدة مضاعفات عن ارتخاء الصمام الميترالي، منها:
- الارتجاع الميترالي، الذي يعد من أكثر المضاعفات شيوعاً، ويحدث عندما يتسرب الدم إلى الأذين الأيسر.
- هناك عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالارتجاع الميترالي، مثل الذكورة وارتفاع ضغط الدم.
- قد يحتاج المريض إلى عملية استبدال أو إصلاح الصمام لتفادي الفشل القلبي.
- اضطراب نبضات القلب، الذي قد يصبح عرضاً مزعجاً.
- يمكن أن يصاب المريض أيضًا بالتهاب الشغاف، وهي عدوى تصيب غلاف القلب الداخلي، وتزداد احتمالية الإصابة بها في حالة وجود صمام ميترالي غير طبيعي.
- من المهم تناول المضادات الحيوية قبل إجراءات الأسنان أو الطبية لتفادي الإصابة بالعدوى.
كيف يتم تشخيص حالة ارتخاء الصمام الميترالي؟
يتم غالباً تشخيص الحالة بعد سماع الطبيب لصوت غير منتظم في دقات القلب، ويتطلب الأمر إجراء بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص، ومنها:
- فحص الموجات الصوتية للقلب (الإيكو) الذي يساعد على تأكيد التشخيص.
- الأشعة السينية على الصدر لإظهار حالة القلب والرئتين والأوعية الدموية، والتأكد إذا ما كان هناك تضخم.
- رسم القلب لتسجيل الأنشطة الكهربائية للقلب، مما يساعد في التعرف على أية اضطرابات.
- اختبار الجهد، حيث يقوم المريض بممارسة تمارين رياضية أو تناول أدوية لتحفيز ضربات القلب لتحديد أي أمراض قد تكون موجودة.
- تصوير الأوعية التاجية، والذي يستخدم فيه الأشعة السينية لتقييم حالة الأوعية الدموية.
كيف يتم علاج ارتخاء الصمام الميترالي؟
لا تحتاج الحالات التي لا تظهر بها أعراض إلى علاج، ولكن في الحالات الأخرى، تتضمن خيارات العلاج ما يلي:
- المتابعة الدورية مع الطبيب، تبني نمط حياة صحي وتجنب الكافيين والمنشطات.
- ممارسة الرياضة والتخفيف من التوتر.
- تناول الأدوية المناسبة لمواجهة مضاعفات مرض الصمام الميترالي.
- تناول الأسبرين لتقليل خطر الجلطات.
- استخدام أدوية لتنظيم ضربات القلب.
- مدرات البول للتخلص من السوائل الزائدة في الرئتين.
- حاصرات بيتا للحد من ضغط الدم وتحسين تدفق الدم.
- المعالجة الجراحية، مثل إصلاح أو استبدال الصمام الميترالي، خصوصاً إذا تطورت الحالة إلى ارتجاع الشديد.
ارتخاء الصمام الميترالي ودور التمارين الرياضية في تقويته
تمثل الرياضة وسيلة مهمة لتقوية عضلة القلب، ومن أنواع الرياضات الملائمة:
- المشي، السباحة، الركض، وركوب الدراجات.
- توصي بممارسة الرياضة على الأقل ثلاثين دقيقة يومياً.
- يجب أن تتم هذه الأنشطة بحذر مع مراعاة حالة المريض.
- يتعين مراقبة معدل التنفس ونبض القلب أثناء التمارين.
- إذا شعر المريض بأي أعراض مزعجة، يجب عليه التوقف فوراً.
- من الحكمة مناقشة الأنشطة المناسبة مع الطبيب المراعي، حيث يختلف الأمر من مريض لآخر.