الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود
عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي المكي هو أحد الصحابة البارزين في التاريخ الإسلامي. يُعتبر من السابقين في الإسلام، حيث كان سادس ستة شهدوا هذا الدين العظيم، ولم يكن على ظهر الأرض مسلم سواهم في بدايات الدعوة. شارك في غزوة بدر وجميع الغزوات الأخرى، وكان ملازماً للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، حيث كان يقوم بخدمته ويتولى حمل نعليه وطهوره وسواكه ووساده. وقد هاجر الهجرتين، حيث آخى النبي بينه وبين سعد بن معاذ في المدينة. روى عبد الله بن مسعود الكثير من الأحاديث النبوية، وكان يتمتع بخصائص خلقية بارزة، حيث كان شاباً ذو بشرة داكنة ونحيف البنية.
كنية ولقب عبد الله بن مسعود
يُعرف الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود بكنية “أبو عبد الرحمن”، كما يُلقب بـ”ابن أم عبد”. وقد ذُكر لقبه في العديد من الأحاديث، منها ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام: “اقرؤا القرآن من أربعة نفر، من ابن أم عبد – فبدأ به – ومن أُبي بن كعب، ومن سالم مولى أبي حذيفة، ومن معاذ بن جبل”.
فضائل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
تميّز عبد الله بن مسعود بقربه الشديد من رسول الله عليه الصلاة والسلام، واعتبر من أبرز قراء القرآن الكريم الذين كان النبي يستمتع بسماع تلاواتهم. وكان من أعلم الناس بتفسير القرآن، حيث قال في إحدى المرات: “والله الذي لا إله إلا هو، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت وفيم نزلت، ولو أعلم أحداً من الناس يناله المطي يُعلم من كتاب الله أكثر مما علمت لأتيته”. وفي حديث أبي الأحوص، أُشير إلى فضله، حيث قال: “شهدت أبا موسى وأبا مسعود حين توفي ابن مسعود، فقال أحدهما لصاحبه: أترى أنه ترك بعده مثله؟ فقال: إن قلت ذلك، إنه كان يُؤذن له إذا حُجبنا ويشهد إذا غبنا”، مما يدل على المكانة العالية الذي كان يحظى بها بين الصحابة. كما كان يُعتقد أنه وأمه من أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام بسبب كثرة دخولهم عليه ولزومهم له.