تاريخ رياضة التزلج على الجليد
يعتقد العديد من المؤرخين أن رياضة التزلج على الجليد بدأت في الدول الإسكندنافية حوالي 1000 قبل الميلاد. وتشير الدلائل إلى أن الزلاجات الأولى قد صنعت من عظام الساق أو الأضلع الخاصة بالأيائل والثيران والرنة وكذلك بعض الحيوانات الأخرى. بينما لا توجد معلومة دقيقة تحدد فترة استخدام الشفرات المعدنية في أحذية التزلج، إلا أن بعض المطبوعات الهولندية المبكرة تعرض زلاجات مزودة بشفرات معدنية. بحلول منتصف القرن التاسع عشر، كان الجزء المعدني من حذاء التزلج مثبتاً بقاعدة خشبية، حيث كان يتم تثبيت الحذاء بالكامل بالقدم باستخدام أساور جلدية أو أحزمة. وقد شهدت هذه الرياضة تطورات ملحوظة بعد عام 1900، مما ساعد المتزلجين على أداء الحركات بشكل أفضل، خاصة حركات القفز.
من ناحية أخرى، يرى البعض أن التزلج على الجليد ظهر في فنلندا منذ أكثر من 4000 عام، حيث اكتشف الفلنديون أنهم يستطيعون التنقل بفاعلية أكبر عندما يتزلجون بدلاً من المشي، مما يساعدهم على الحفاظ على الطاقة.
اختراع رياضة التزلج على الجليد
لا يمكن نسب اختراع التزلج على الجليد إلى شخص واحد بعينه، لكن هناك بعض الأفراد الذين ساهموا في تطوير هذه الرياضة بشكل ملحوظ. على سبيل المثال، قام (جاكسون هينز) بتطوير التزلج الفني على الجليد، في حين ساهم (جيمس كريتون) في تطوير رياضة الهوكي.
شعبية رياضة التزلج على الجليد
لم تصبح رياضة التزلج على الجليد شعبية كبيرة إلا بعد إدخال الجوائز النقدية للفائزين في السباقات في إنجلترا خلال القرن الثامن عشر تحت حكم الملك جيمس الثاني. ومع مرور الوقت، انقسمت هذه الرياضة إلى ثلاثة أنواع رئيسية: (التزلج الفني على الجليد، التزلج السريع، والهوكي).
تشير الدراسات إلى أن الدول ذات المناخ البارد تميل إلى أن يكون لديها لاعبين محترفين وفرق قوية في مجالات التزلج الفني والسريع والهوكي. ومن بين الدول التي تعتبر رائدة في هذا المجال، نجد (روسيا، فنلندا، كندا، النرويج، والولايات المتحدة الأمريكية).
أنواع التزلج على الجليد
تركز رياضة التزلج على الجليد على عدة أنواع، منها:
التزلج الفردي (رجال، نساء)
في هذا النوع، يقوم المتزلجون بأداء برنامج يتضمن حركات معقدة ودورانات وقفزات، وتُؤدى هذه الحركات بطريقة جمالية وبسرعة على حلبة جليدية وبمرافقة موسيقية. يتطلب هذا النوع أسلوبًا فنيًا وحذاءً ذا شفرة طويلة، بالإضافة إلى زي مناسب لا يعيق الحركة. تم إدخال حركات الرقص إلى هذا النوع من التزلج في عام 1863 على يد جاكسون هينز، الذي حاول نشر هذا النمط، وفي عام 1892، أُسست مدرسة فيينا للاتحاد الدولي للتزلج، وهي واحدة من أقدم الجمعيات الرياضية التي لا تزال قائمة، حيث أقيمت أولى الفعاليات الأولمبية في لندن في عام 1908، وهي أول رياضة شتوية تُضاف إلى الأولمبياد.
التزلج الزوجي
بشكل مشابه للتزلج الفردي، يقوم المتزلجون بأداء حركات معقدة من القفز والدورانات بصحبة الموسيقى. وقد تطورت هذه الرياضة مع تطور التزلج الفردي، ودخلت الأولمبياد في نفس العام.
الرقص على الجليد
تشبه هذه الرياضة الرقص ولا تتضمن غالبًا القفز، وتحتاج إلى زلاجات خاصة للرقص ذات شفرات قصيرة. ظهر الرقص على الجليد لأول مرة كرياضة استعراضية في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 1968، وأضيف بشكل كامل في أولمبياد 1976.
التزلج المتزامن
هو نشاط يتضمن من 8 إلى 16 متزلجاً، يتم تنظيمهم في مجموعات يؤدون فيه حركات تناغمية ومنسقة بشكل كامل. كان ظهور هذا النوع يُطلق عليه “التزلق الدقيق” في الولايات المتحدة.
المسرح على الجليد
يعرف في أوروبا بلباليه على الجليد، حيث يتم أداء عروض من قبل 8 إلى 30 متزلجًا، ويوحد هذا النوع بين عناصر التزلج والمسرح والرقص.
الهوكي الجليدي
تعتبر الهوكي رياضة جماعية تتطلب فريقين، يتم استخدام العصي والقرص لتسجيل الأهداف في الفريق المنافس. تعود أصول هذه الرياضة إلى القرن الثامن عشر، وازدهرت بشكل أكبر في القرن التاسع عشر.
التزلج السريع بالمضمار الطويل
هو سباق يتم في مضمار طويل حيث يقطع المتسابقون مسافة معينة، ويتم تحديد شكل المضمار ليكون بيضاويًا بطول 400 متر. كان أول سباق رسمي على مضمار تحدث في عام 1763 في إنجلترا.
التزلج السريع بالمضمار القصير
يُعرف هذا النوع من السباقات بأنه يتم في مضمان قصير لا يتجاوز ربع طول المضمار الطويل، ويبلغ طوله حوالي 111.12 مترًا. والهدف منه هو الفوز بالمركزين الأول والثاني للانتقال إلى الدور التالي.