حديث شريف حول آداب البيع والشراء في الإسلام

أحاديث نبوية حول التجارة

أحاديث تتعلق بفهم البيع والشراء

تناولت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة الأحكام المتعلقة بعمليتي البيع والشراء، مما يتعين على البائع والمشتري الالتزام به. وفيما يلي بعض من هذه الأحاديث:

  • أورد الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، أوْ يُخبرُ أحدُهم الآخر باختيارِه، وقد ذكرَ بعضُهم أن ذلك يُعتبر بيعَ خيارٍ”؛ في هذا الحديث، يُشير النبي إلى وجوب الالتزام بعقد البيع ما دام الأطراف موجودين معًا، حيث يمكن لكل منهما إلغاء العقد خلال فترة التفاوض.
  • ورد عن الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرَّ على صبرة طعام، فأدخل يده فيها، فوجد بللًا، فسأل: “ما هذا يا صاحب الطعام؟” فأجابه: “أصابته السماء”، فقال النبي: “أفلا جعلته فوق الطعام لكي يراه الناس؟ من غشَّ فليس مني”؛ إذ يدل هذا الحديث على تحذير الشريعة الإسلامية من الغش وأهمية الالتزام بالنزاهة في المعاملات التجارية.
  • كما أورد الإمام مسلم في صحيحه عن معمر بن عبد الله بن نضلة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَنِ احْتَكَرَ فَهو خاطئٌ”، وأكد أنه يشير إلى تحريم احتكار السلع، وهو تصرف يقصد به شراء السلع وتخزينها بهدف بيعها لاحقًا بأسعار مرتفعة.
  • كما ورد عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “يا مَعْشَرَ المهاجرينَ خِصالٌ خَمْسٌ، إذا ابتُلِيتُمْ بهِنَّ، أعوذُ باللهِ أن تُدْرِكُوهُنَّ، لم تَظْهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قَطُّ حتّى يُعْلِنُوا بها، إلا فَشَا فيهم الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تَكُنْ مَضَتْ في أسلافِهِم، ولم يَنْقُصُوا المِكْيالَ والميزانَ إلا أُخِذُوا بالسِّنِينَ والشدّة وجرّ السلطان عليهم”، حيث يبرز الحديث أهمية الحفاظ على الأمانة والعدل في الميزان في التعاملات التجارية.

هدي النبي في البيع والشراء

تم رصد عدد من الأحاديث التي توضح التوجيهات النبوية -عليه الصلاة والسلام- في مجالات البيع والشراء، منها:

  • كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يقوم بنفسه بعمليات البيع والشراء، ويُكلف أيضًا غيره بذلك. ومن الروايات التي أوردها الإمام البخاري في صحيحه عن عروة بن أبي الجعد البارقي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أعطاه دينارًا لشراء شاة، فاشترى له شاتين وباع إحدى الشاتين بدينار، وأتى بدينارٍ وشاةٍ، فدعا له بالبركة في تجارته، حتى لو اشترى التراب لربح فيه.
  • بالإضافة إلى ذلك، كان النبي -عليه الصلاة والسلام- مثالًا يحتذى به في الالتزام بالصدق والأمانة، وقد ذكرنا عن قيس بن أبي غرزة -رضي الله عنه- أنه قال: “كنا نبيع الأوساق ونبتاعها، فنُسمي أنفسنا السماسرة، فخرج إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم فقال: يا معشر التجار، إن الحلف يحتضر ويجلب المشترين، فشوبوه بالصَّدقة”.
  • وبيّن النبي -عليه الصلاة والسلام- أهمية السماحة في البيع والشراء، فقال: “رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى”.

أحاديث متعلقة بالبيوع المحرّمة

حرمت الشريعة الإسلامية بعض البيوع بسبب آثارها السلبية على البائع والمشتري، والتي قد تؤثر على المجتمع ككل. ومن أبرز هذه البيوع ما يلي:

  • أورد الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن النجش، الذي يعني رفع سعر السلعة بدون نية شرائها، بل بقصد الإضرار بالآخرين.
  • كذلك، قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: “نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بيع حاضر لبادٍ، ولا تنادوا، ولا يبيع الرجل على بيع أخيه”.
Scroll to Top