تطور الجنين في الشهر السادس
يمثل الشهر السادس من الحمل الفترة بين الأسبوع الثالث والعشرين والأسبوع السابع والعشرين، حيث يستمر الجنين في الحركة، وقد تكون هذه هي الفترة التي تظهر فيها حركته لأول مرة. يتميز هذا الشهر بانتهاء نمو الرئتين، لكن يجدر بالذكر أن الرئتين لا تزالان غير قادرتين على العمل خارج الرحم.
الأسبوع الثالث والعشرون
تشمل التطورات التي تحدث في الأسبوع الثالث والعشرين من الحمل تحريك الجنين لعينيه بسرعة. كما تبدأ العديد من الحواف في راحة يديه وباطن قدميه في الظهور، وهذه الحواف ستتطور لاحقًا إلى بصمات الأصابع. بالنسبة لوزن الجنين، فإن وزنه سيتضاعف خلال الأسابيع الأربع القادمة، مما يجعله ضعف وزنه في هذه الفترة. يُظهر جلد الجنين ترهلاً لأن نمو الجلد أسرع من تكوين الدهون، مما يجعل الأعضاء والعظام تحت الجلد تبدو حمراء قليلاً. هذا اللون ناتج عن الشرايين والأوردة تحت الجلد، ومع مرور الوقت، ستتراكم الدهون على جسم الجنين مما يقلل من شفافيته. فيما يتعلق بالرئتين، لا يزال عملهما غير كامل، ولكنها تبدأ في ممارسة حركات التنفس استعدادًا للحياة خارج الرحم، وتبدأ أجزاء من الممرات الهوائية السفلية بالتكون، المعروفة بالحُويصلات الهوائية. يمكن القول أن الجنين يعتمد كليًا على المشيمة للحصول على الأكسجين حتى موعد الولادة.
على الرغم من أن الجنين يبدأ في سماع الأصوات ابتداءً من الأسبوع السادس عشر، إلا أنه يكون أكثر حساسية للأصوات خلال هذا الشهر، مما يجعل الأصوات أكثر وضوحًا.
الأسبوع الرابع والعشرون
تشهد الجنين العديد من التغيرات خلال الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل، حيث يظهر جلد الجنين تجاعيد ملحوظة. تصبح مواعيد نوم الجنين واستيقاظه أكثر وضوحًا، لكنه لا يمكن التحكم فيها من قبل الأم، حيث قد يستيقظ الجنين عندما تخلد الأم إلى النوم. في بداية هذا الأسبوع، قد لا تشعر المرأة الحامل بحركة جنينها بوضوح، ولكن مع زيادة حجمه، ستصبح حركته أكثر وضوحًا. عندما يصبح حجم الجنين كبيراً، قد تتراجع حركته بسبب ضيق مساحة الرحم. من حيث تطورات الدماغ، ينمو بسرعة ملحوظة، كما تتطور حركات وجه الجنين بشكل واضح، مما يمكّن الجنين من الابتسام والعمل على حركات وجه متعددة. عيونه لا تزال مغلقة، لكن أذنه الداخلية اكتملت، مما يمنحه القدرة على إدراك وضعيته في السائل الأمينوسي. تُظهر الإحصائيات أن الجنين لديه فرصة للبقاء على قيد الحياة إذا وُلد في هذا الشهر.
الأسبوع الخامس والعشرون
يقارن الباحثون حجم الجنين خلال الأسبوع الخامس والعشرين بحجم حبة اللفت السويدي أو بحجم عبوتين صغيرتين من العصير. يصل طول الجنين إلى حوالي 23 سم، بينما يزن حوالي 680 غرامًا. في هذا الأسبوع، يفتح الجنين جفنه لأول مرة، ويبدأ بتطوير العديد من الأعضاء التي لم تكتمل بعد، مثل الدماغ والرئتين والجهاز الهضمي. ومن التطورات الأخرى ما يلي:
- الرأس والرقبة: تشهد تطورات في حاستي السمع والبصر. يبدأ الجفن في الحركة، وتصبح الفم والشفتان أكثر حساسية، كما تفتح فتحتا الأنف.
- الرئتان: تنمو بسرعة وتبدأ بإنتاج مادة تساعد على تمدد عضلاتها بعد الولادة، ولكنها لا تزال غير ناضجة.
- الدم: تبدأ أوعية دموية صغيرة تحت الجلد في النمو.
- نبض القلب: يُقدر معدل ضربات القلب بحوالي 140 نبضة في الدقيقة.
- الوزن: يستمر الجنين في اكتساب الوزن بسرعة.
حركات الجنين تكون واضحة جداً في هذا الأسبوع، وقد تُحفز بعض الأصوات الخارجية حركته. صحيح أن هذه الحركات غالباً لا تكون مؤلمة للأم، إلا أنها قد تزيد من ارتباكها. يجب الإشارة إلى أن البول الذي يخرج من الجنين يتواجد في السائل الأمينوسي الذي يحميه، مما يساعد على الحفاظ على حرارته.
الأسبوع السادس والعشرون
من خصائص هذا الأسبوع أن عيني الجنين قد تأخذان اللون الأزرق. يصل طول الجنين إلى حوالي 35 سم، بينما يزن حوالي 900 غرام. يستمر الجنين في التحسن ويظهر تزايد في كثافة النسيج الدهني والعضلي، مما يجعله يقترب من شكل حديث الولادة. تطور مهاراته الحركية، مثل المص والنظر، يبدأ بل قد يتحرك استجابة للمس الأم لبطنها. كما أن الخصيتين تأخذان وضعيتهما الصحيحة، وتواصل الرئتان النمو، رغم عدم اكتمالهما. إذا ولد الجنين في هذا الشهر، فإن احتمالية بقائه على قيد الحياة تصل إلى 80% في حالة دخوله غرفة العناية المركزة.
الأسبوع السابع والعشرون
وزن الجنين في هذا الأسبوع يصل إلى حوالي 907 غرام، وطوله يبلغ نحو 36.6 سم، مما يعادل حجم رأس حبة القرنبيط. يستمر تطوير نمو الجنين، مع زيادة وزن رأسه الذي يتخذ موضعه في أسفل الرحم. يُنصح الحوامل بالحصول على الراحة الكافية في وقت راحة الجنين. في حالة حركة الجنين ليلاً، قد تعاني الأم من الأرق، لذلك يُنصح بأخذ قيلولة نهارية. تزداد تنظيمية نوم الجنين، وقد تشعر الأم بحازوقة طفلها، وعليها مراجعة الطبيب إذا كانت الحازوقة متكررة. في المجمل، الجنين يكون في أعلى نشاطه خلال فترات الظهيرة والمساء.
نظرة عامة حول تطور الجنين
قبل مناقشة تطور الجنين في الشهر السادس، يجدر بالذكر أن معظم عمليات النمو تحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى. عند نهاية الثلث الأول من الحمل، يكون أغلب الأعضاء والتراكيب قد تطورت. يعتمد المختصون في الأغلب على فكرة أن الحمل يبدأ من أول يوم في آخر دورة شهرية، وبالتالي يبدأ عمر الجنين من الأسبوع الثالث الأخير للدورة. وبناءً عليه، تُقسم فترة الحمل إلى ثلاثة أثلاث: الأول يمتد من بداية الحمل حتى الأسبوع الثالث عشر، الثاني من الأسبوع الرابع عشر حتى السابع والعشرين، والثالث من الأسبوع الثامن والعشرين حتى موعد الولادة. إن تقسيم الحمل بهذه الطريقة يساعد في مراقبة صحة الأم والجنين وفهم ما يحدث في كل أسبوع.