تاريخ الوشم في الثقافة العربية القديمة

ما هو الوشم؟

الوشم هو مصطلح باللغة الإنجليزية يعرف بـ “Tattoo”، ويعتبر علامة دائمة تُحدث على الجلد باستخدام الحبر والإبر الخاصة. يتم إدخال الحبر إلى طبقة الأدمة في الجلد، مما يتسبب في ظهور جروح صغيرة، وبعد جفاف هذه الجروح، يتقشر الجلد ليظهر تصميم الوشم بشكل واضح.

تاريخ ظهور الوشم

تعود ممارسة الوشم إلى العصور القديمة، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن المصريين هم من بدأوا هذه الممارسة حوالي 4000 قبل الميلاد. كما شهد الوشم نشاطًا ملحوظًا في اليابان حوالي 500 سنة قبل الميلاد، حيث وُظِّف لأغراض تجميلية ودينية، أو كعقوبة للمجرمين. وقد استمر الوشم في الانتشار حتى القرن التاسع عشر، حيث أصبح شائعًا بين الطبقات الأرستقراطية في إنجلترا، وارتبط أيضًا بجماعات مثل البحارة وسائقي الدراجات النارية والمساجين في أمريكا.

تاريخ الوشم في الثقافة العربية القديمة

مارس العرب الوشم منذ القدم، وكانت مصر أول دولة تمارس هذا الفن في زمن الفراعنة، حيث كان يُرسم على كبار الكهنة فقط. يُعتقد أن أمونت هي أقدم مومياء تحمل وشمًا، بينما كانت الكاهنة حتحور تُوشم نفسها بنقاط وخطوط تشكّل أنماطًا هندسية. ومع التبادل التجاري بين مصر والدول العربية، انتشر الوشم في القبائل العربية، خاصة بين البدو والأمازيغ، إذ كان يعتبر رمزًا للجمال والحماية.

أدوات رسم الوشم

يتم رسم الوشم باستخدام أدوات متخصصة لضمان ظهور العمل بالشكل المطلوب، من بينها:

  • تصميم الوشم: هو قطعة فنية تُستخدم عند الرسم، وقد تكون ملونة أو بالأبيض والأسود، وتعرض بشكل لوحات أو ألبوم من الصور.
  • المرسام: المعروف أيضًا باسم “الاستنسل”، هو جهاز نسخ يُحمّل بتصميم الوشم المرغوب، ينقل التصميم إلى الجلد باستخدام الحبر بتتبع الفنان.
  • الحبر: يأتي في زجاجات ضغط بلاستيكية، وهو سائل يتكون من صبغات معدنية، وقد يتسبب في تحسس الجلد.
  • آلة الوشم: تتضمن مجموعة من الإبر بمختلف الأشكال والأحجام، متصلة بمصدر للطاقة، تتحرك عند الضغط على دواسة، لتخترق الجلد 3000 مرة في الدقيقة، مما يسمح بحقن الحبر.

الأضرار المرتبطة بالوشم

تشمل الأضرار المحتملة للوشم ما يلي:

  • انتقال الأمراض؛ نتيجة استخدام أدوات ملوثة. من بين هذه الأمراض: الالتهابات الجلدية المختلفة، التهاب الكبد الوبائي B و C، كما أثبتت الدراسات أن الوشم قد يسهم في تطور سرطان الجلد بسبب إخفائه لأعراض المرض.
  • تأثيرات على الجهاز المناعي، حيث يؤثر الوشم على عدد كريات الدم البيضاء، مما يؤدي إلى نقص في مناعة الجسم وزيادة احتمالية التعرض للأمراض.

طرق إزالة الوشم

يمكن إزالة الوشم إذا رغب الشخص في ذلك، لكن عملية الإزالة قد تكون صعبة ومكلفة. ومن أبرز طرق الإزالة:

  • في الماضي، تم استخدام فرشاة سلكية لتنعيم الجلد الموشوم وتدمير الطبقتين الأولى والثانية للوصول إلى الحبر.
  • استُخدِم محلول من الملح أو الأحماض لترشيح الحبر عبر حرق الجلد.
  • حاليًا، تُستخدم تقنية الليزر لإزالة الوشم، حيث تساهم في تدمير الحبر وتقليل الندوب الناتجة.
Scroll to Top