شرح مفهوم التمني والترجي

تعريف أسلوب التمني

يُعتبر أسلوب التمني أحد الأنماط البارزة في اللغة العربية. وفيما يلي توضيح لهذا الأسلوب:

التمني من حيث اللغة

يعرف التمني في اللغة على أنه الرغبة في الحصول على شيء، حتى وإن كان تحقيقه أمرًا صعبًا أو مستحيلًا. ويرتبط مصدر الكلمة بالجذر اللغوي {م ن ي}، حيث يشير إلى الفعل “تمنّى”.

التمني من المنظور الاصطلاحي

يمكن أن يظهر التمني مصحوبًا بالندم، حيث يشعر الشخص بالأسف على شيء قام به ويتمنى لو لم يحدث. وقد وردت معاني التمني في آيات القرآن الكريم بمختلف الأساليب، مثل قوله تعالى: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ} [النِّسَاء: 73].

أدوات أسلوب التمني

تتضمن أهم أدوات أسلوب التمني ما يلي:

  • ليت

تُعتبر “ليت” الكلمة الأساسية في أسلوب التمني، وهي عبارة عن أحد الحروف الناسخة، حيث تطرأ تغييرات على الجملة الإسمية عند دخولها. ينصب اسمها، مما يجعل اسم “ليت” منصوبًا، بينما يكون الخبر مرفوعًا.

  • هل

تستخدم “هل” كأداة استفهام، لكنها قد تشير أيضًا إلى التمني، كما ورد في قوله تعالى: {فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ}.

  • لو

تعتبر “لو” حرف شرط غير جازم، ويفيد التمني لشيء قد يبدو محالًا، كما في قوله تعالى: {أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرةً فأكون من المحسنين} [الزمر: 58].

إعراب أسلوب التمني

تعتبر “ليت” واحدة من الحروف الناسخة ضمن مجموعة إن وأخواتها. حيث تُنصب اسمها ويكون اسمها منصوبًا، بينما يُرفع خبرها، ليصبح خبر “ليت” مرفوعًا، كما يظهر في المثال التالي:

  • ليت المسلمين يتحدون

ليت: حرف ناسخ مبني على الفتح.

المسلمين: اسم ليت منصوب وعلامة نصبه الياء، لأنه جمع مذكر سالم.

يتحدون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وواو الجماعة ضمير متصل، مبني في محل رفع فاعل. الجملة الفعلية (يتحدون) في محل رفع خبر ليت.

أما “هل”، فهي تعرب كحرف استفهام يفيد التمني، ولا محل لها من الإعراب، كما في المثال:

  • هل من شفعاء لنا

هل: حرف استفهام يفيد التمني، ولا محل له من الإعراب.

وتعرب باقي الجملة حسب موقعها.

وأخيرًا، تعتبر “لو” حرف شرط غير جازم، وإعرابها كالتالي:

  • لو أشتري جزيرة فأهرب من ضجيج المدينة الصاخبة.

لو: حرف يفيد التمني، مبني على السكون، ولا محل له من الإعراب. وتعرب باقي الجملة حسب موقعها.

أمثلة على أسلوب التمني

نستعرض الآن مجموعة من الأمثلة التي توضح أسلوب التمني:

  • ليتني سمراء

ليتني: حرف ناسخ مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب، والنون للوقاية لا محل لها من الإعراب، والياء ضمير متصل، مبني في محل نصب اسم ليت.

سمراء: خبر ليت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

  • هل لنا من منقذين

هل: حرف استفهام يفيد التمني، مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.

لنا: اللام حرف جر، و”نا” ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر.

من: حرف جر.

منقذين: اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم.

  • لو أن المجاهدين يصبرون

لو: حرف تمني مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.

أن: حرف ناسخ مبني على الفتح.

المجاهدين: اسم أن منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم.

يصبرون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، و”واو الجماعة” ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. الجملة الفعلية (يصبرون) في محل رفع خبر “أن”.

تعريف أسلوب الترجي

يمكن أن نعرف أسلوب الترجي من جوانبه اللغوية والاصطلاحية كما يلي:

الترجي لغويًا: {ر ج ي} هو فعل جامد يشير إلى توقع حدوث شيء مرغوب وممكن.

الترجي اصطلاحًا: يعني الحصول على أمر مرغوب فيه ومتوقع، ويتعلق فقط بالأمور الممكنة، حيث لا يكون صعب المنال. وقد ورد في القرآن الكريم في عدة مواضع، مثل قوله تعالى: {لا تدري لعله يحدث بعد ذلك أمرا}، وكذلك {ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل}.

أدوات أسلوب الترجي

لقد أُدرجت أهم أدوات أسلوب الترجي كما يلي:

لعل: تعتبر واحدة من الحروف الناسخة، حيث تشير إلى الترجي والتوقع لأمر مرغوب ولكن يصعب تحصيله. تدخل على الجملة الاسمية كما في: “لعلّني أنجح في دروسي”.

عسى: تستخدم كأحد أفعال الرجاء، ويمكن أن تكون جامدة، وهي واحدة من أدوات الترجي في الأمور المحببة، مثل: “عسى الخير يعم” أو للإشفاق في الأمور المكروهة، مثل: “عسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم”.

إعراب أسلوب الترجي

  • لعل: هي حرف ناسخ من حروف إن وأخواتها، تنصب الاسم ويصبح اسم لعل منصوبًا، ويرفع خبره ليصبح خبر لعل مرفوعًا كما في المثال:

لعلّ الفرج قريب.

لعلّ: حرف ناسخ مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب.

الفرج: اسم لعل منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

قريب: خبر لعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

  • عسى هو من الأفعال الجامدة من أفعال الرجاء، يرفع المبتدأ وينصب الخبر، ويجوز اقترانه بـ «أن» كما في قول الشاعر:

عسى الكرب الذي أمسيت فيه.

أمثلة على أسلوب الترجي

  • لعلّني أدرس جيدًا

لعلّني: حرف ناسخ مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب. النون نون الوقاية لا محل لها من الإعراب، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب اسم لعل.

أدرس: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا.

جيدًا: حال منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح. الجملة الفعلية (أدرس جيدًا) في محل رفع خبر لعل.

  • عسى الله يستجيب دعائي

عسى: حرف ناسخ مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب.

الله: لفظ الجلالة، وهو اسم عسى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

يستجيب: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

دعائي: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. الجملة الفعلية (يستجيب دعائي) في محل رفع خبر عسى.

ما الفرق بين أسلوب التمني وأسلوب الترجي؟

بينما يمتلك أسلوبا التمني والترجي بعض أوجه الشبه، إلا أنهما يختلفان بطريقة ملحوظة، ومن أبرز تلك الفروق:

التمنيالترجي
تعبير عن الرغبة في الحصول على شيء صعب أو مستحيل، وغالبًا ما يصحبه نقص في العمل.تعبير عن الرغبة في شيء يمكن تحصيله، وغالبًا ما يكون له إمكانية للحدوث.
Scroll to Top