تشخيص مرض الصدفية وأعراضه

تشخيص مرض الصدفية

حتى الآن، لا يوجد اختبار مخصص أو تحاليل مخبرية دقيقة تُساعد في تشخيص مرض الصدفية (Psoriasis) الذي يُعرف أيضًا بالصُداف. ومع ذلك، فإن تشخيص المرض غالبًا ما يكون واضحًا نسبيًا. يعتمد الطبيب في تحديد الحالة على مجموعة من الأساليب، وفيما يلي نستعرض أبرزها:

الفحص البدني

يُعد الفحص البدني والكشف عن الأعراض التي يشتكي منها المريض من أهم الطرق لتأكيد أو نفي الإصابة بمرض الصدفية. خلال هذا الفحص، يستفسر الطبيب عن طبيعة الأعراض التي يعاني منها الفرد، ويقوم بفحص المناطق الجلدية المتأثرة، مشيرًا إلى أي علامات قد تشير إلى الإصابة، مثل الاحمرار، القشور الجلدية، والالتهابات. كما يؤخذ في الاعتبار أي تغييرات غير طبيعية في الجلد والأظافر. يُلاحظ أن الأعراض قد تختلف باختلاف نوع الصدفية، وفيما يلي توضيح لأهم الأنواع:

  • الصدفية اللويحية: Plaque psoriasis، تُسبب ظهور لويحات حمراء مغطاة بقشور بيضاء إلى فضية، وتؤثر عادةً في أسفل الظهر والركبتين والمرفقين وفروة الرأس، وتكون الأكثر شيوعًا، حيث تمثل 80-90% من الحالات وفقًا للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية.
  • الصدفية النقطية: Guttate psoriasis، تُسبب ظهور بقع حمراء صغيرة على مختلف أنحاء الجسم، غالبًا ما تتواجد على الصدر والساقين والذراعين، وتمثل 10% من حالات الصدفية.
  • الصدفية البثرية: Pustular psoriasis، تؤثر بشكل أكبر على البالغين، وتظهر ككتل مليئة بالقيح مع احمرار وتورم حولها، وعند جفافها قد تترك بقع متقشرة بنية اللون، وعادةً ما تظهر على راحتي اليدين وباطن القدمين.
  • صدفية الثنيات: Inverse psoriasis، تظهر في ثنيات الجسم مثل تحت الثدي والإبط ومنطقة الفخذ، وتسبب احمرار الجلد وتقرحه.
  • الصدفية المُحَمِّرة للجلد: Erythroderma psoriasis، حالة نادرة وشديدة تتميز بالاحمرار الواسع للجلد والذي يشبه الإصابة بالحروق، مع ألم شديد وحكة، وفقدان السوائل، مما يتسبب في تلف الجلد، وقد يؤثر في قدرة الشخص على الحفاظ على درجة حرارة جسمه.
  • التهاب المفاصل الصدفي: Psoriatic arthritis، هو نوع من التهاب المفاصل قد يتطور بين المصابين بالصدفية، مما يسبب انتفاخًا وتصلبًا في المفاصل مع الشعور بالألم، وعادة ما يؤثر في مفاصل اليدين أو القدمين أو الركبة أو العمود الفقري.

التاريخ العائلي والطبي

يتضمن التشخيص أيضًا الاستفسار عن التاريخ العائلي والوراثي للمريض عند الاشتباه في مرض الصدفية، حيث وُجد أن العوامل الوراثية تلعب دورًا في تطور المرض. تشير تحليلات تحالف الصدفية والتهاب المفاصل الصدفي إلى أن حوالي ثلث المصابين بالصدفية لديهم فرد من العائلة يعاني الجيد من المرض. كما أن التاريخ الطبي مهم، لأن تناول بعض الأدوية أو وجود عوامل نمط الحياة قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة أو تفاقم حالتها.

فحوصات أخرى

توجد بعض الفحوصات التي قد تساعد في التمييز بين مرض الصدفية ومشاكل صحية أخرى تظهر نفس الأعراض، من بينها الخزعة (Biopsy) والتي تُستخدم بشكل نادر، حيث يأخذ الطبيب عينة صغيرة من جلد المريض تحت تأثير التخدير الموضعي، ثم يتم فحصها تحت المجهر. وهناك أيضًا فحوصات إضافية تُستخدم للكشف عن أنواع معينة من الصدفية، ونستعرض أبرز تلك الفحوصات أدناه:

الفحوصات الخاصة بالتهاب المفصل الصدفي

توجد اختبارات تُساعد في تشخيص التهاب المفاصل الصدفي واستبعاد الحالات الأخرى، ومن أهمها:

  • فحوصات الدم: تشمل الكشف عن عدة مؤشرات، مثل:
    • سرعة ترسيب كريات الدم الحمراء (Erythrocyte sedimentation rate)، التي تعطي فكرة عن وجود التهابات في الجسم، حيث قد ترتفع في حالات التهاب المفاصل الصدفي.
    • تحليل الحديد، لكون بعض المصابين قد يعانون من فقر الدم.
    • اختبار الجسم المستضاد (HLA-B27)، حيث يعتبر وجود هذه العلامة مؤشراً على التهاب المفاصل الصدفي.
    • فحوصات أخرى، مثل تحليل العامل الروماتويدي (Rheumatoid factor) لاستبعاد التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • التصوير بالأشعة السينية: (X-Rays)، إذ تُظهر أي تغييرات في الغضاريف أو العظام المتعلقة بالتهاب المفاصل.
  • اختبار سوائل المفصل: حيث يسحب الطبيب عينة من سوائل المفصل المؤلم لاستبعاد مرض النقرس.
  • تحليل كثافة العظام: لقياس قوة العظام بسبب التأثير السلبي لالتهاب المفاصل الصدفي.

الفحوصات الخاصة بالصدفية القطروية

قد يستطيع الطبيب تشخيص الصدفية القطروية من خلال الفحص البدني وتقييم الأعراض، كما قد يحتاج لأخذ عينة دم أو مسحة من الحلق للكشف عن وجود بكتيريا قد تحفز ظهور المرض.

الفحوصات الخاصة بالصدفية البثرية

في الحالات الشديدة، يمكن أن يطلب الطبيب إجراء فحوصات تشمل تحليل عدد خلايا الدم البيضاء والوظائف الكبدية والكُلوية ومستويات الفوسفات والكالسيوم.

تشخيص شدة مرض الصدفية

يؤدي تقييم شدة الإصابة بالصّدفية إلى اختيار العلاج المناسب، ويمكن استخدامه كمعيار لقياس التحسن. تم تصنيف شدة الصدفية إلى معتدلة، ومتوسطة، وشديدة بناءً على عدة عوامل، منها: نسبة تأثر الجسم ودرجة الأعراض ومدى تأثيرها على الحياة اليومية، وفيما يلي تفصيل ذلك:

  • الصدفية المعتدلة: إذا كانت نسبة تأثر الجلد أقل من 3%، وعادة ما تكون الأعراض تحت السيطرة بالأدوية الموضعية.
  • الصدفية المتوسطة: إذا كانت النسبة تتراوح بين 3-10%، وقد تؤثر الأعراض على الذراعين والساقين والجذع.
  • الصدفية الشديدة: إذا كانت نسبة التأثر تتجاوز 10% أو تؤثر على مناطق حرجة مثل الوجه أو راحتي اليدين.

نصائح وإرشادات لمرضى الصدفية

يوجد العديد من النصائح التي تساعد مريض الصدفية على التعايش مع حالته والتخفيف من الأعراض، وأبرزها ما يلي:

  • اتباع نظام غذائي متوازن: يُفضل الابتعاد عن الأطعمة التي قد تزيد الأعراض مثل السكر والدهون المشبعة، والتركيز على تناول الأغذية الصحية مثل الفواكه والخضروات.
  • تخفيف التوتر: من خلال تقنيات استرخاء مثل التأمل، مما يساعد على الحد من حدة الأعراض.
  • ممارسة الرياضة: مثل المشي والسباحة، لتعزيز الصحة العامة وتحفيز إنتاج فيتامين “د”.
  • ترطيب البشرة: يجب العناية بترطيب البشرة مرتين يوميًا على الأقل.
  • تقبل الحالة الجلدية: الابتعاد عن الأفكار السلبية وتعزيز الشعور الإيجابي، مما يُساهم في تحسين الصحة النفسية.
  • فقدان الوزن للذين يعانون من السمنة: حيث أثبتت الدراسات أن تقليل الوزن يساعد في تخفيف شدة المرض.
Scroll to Top