مفهوم التقوى وأهميتها في الحياة

مفهوم التقوى لغويًا

تُعرف التقوى في اللغة بأنها الوقاية، وتعني حماية الشخص نفسه من الأذى. يقال “وقاك الله شر فلان” بمعنى أن الله قد حفظك منه. والمتقي هو من يقي نفسه من العذاب ومن ارتكاب المعاصي من خلال الالتزام بالأعمال الصالحة.

مفهوم التقوى اصطلاحًا

لقد تكرر ذكر التقوى في كلمات الصالحين، ووردت لها معانٍ متعددة تعود في غالبيتها إلى مفهوم واحد، وهو تجنب المعصية والالتزام بالطاعة. ومن بين تلك التعريفات:

  • عرفها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بقوله: “التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل”.
  • قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “تقوى الله هي أن يُطاع فلا يُعصى، وأن يُذكر فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يُكفر”.
  • أكد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أن “التقوى تتمثل في ترك ما حرمه الله وأداء ما افترضه الله”.
  • وفي تعريف الكفوي: “المتقي في اصطلاح الشرع هو من يقي نفسه من الأضرار في الآخرة، والتي تشمل الشرك الذي يؤدي إلى العذاب الأبدي”.
  • وصف الراغب الأصفهاني التقوى بأنها “وضع النفس في وقاية من المخاوف، وخاصتها أن يُطلق على الخوف لقب التقوى، إذ يُعرف الخوف بتسميات مختلفة حسب المقتضيات والأكثر شيوعًا في الشرع هو حفظ النفس عن الآثام، والامتناع عن المحرمات”.
  • أما طلق بن حبيب فقال: “التقوى أن تعمل بطاعة الله بشكل ينير لك الطريق، مع انتظارك لثواب الله، وأن تتجنب معصية الله مع خوفك من عقابه”.
  • من التعريفات المعروفة أيضًا: “ألا يراك الله حيث نهاك، ولا يفتقدك حيث طلبك”.

العوامل المساعدة على تحقيق التقوى

تحقيق التقوى يعتمد على مجموعة من الخطوات التي ينبغي على الفرد الالتزام بها. يجب أن يكون الشخص دقيق المحاسبة لنفسه، وأن يُقِف شهواته، ويسارع إلى أداء الأعمال الصالحة والعبادات، مع توخي الحذر من الذنوب الكبيرة والصغيرة مع تجنب وساوس الشيطان.

من المهم أيضًا الالتزام بالتوبة والإنابة، فالذين يخشون ربهم ويخافونه هم من يتحلى إيمانهم ويتعمق في قلوبهم وتتحكم جوارحهم؛ لذا فإن التقوى تنبع من القلب، وهو ملك الأعضاء وموجهها. إذا صلح القلب، صالح الجسد، وإذا فسد القلب، فسد الجسد.

ومتى تواجدت التقوى في القلب، يتجلى أثرها في جميع الأعضاء من خلال القول والعمل، إذ لا جدوى من الكلام دون فعل. وتعد التقوى أفضل زاد يتزود به الإنسان ليوم مماته ويوم بعثه، حيث تحقق له الفوز والنجاح، فليس ما يخدمه في قبره هو الطعام والشراب أو ما جمعه من الأموال والبيوت، ولا عائلته وأبناؤه.

Scroll to Top