خصائص مرحلة الطفولة المتأخرة وفهم مراحل نمو الأطفال

تعتبر مرحلة الطفولة من أبرز الفترات التطورية التي يمر بها الإنسان، حيث تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل مستقبل الفرد وتحديد قدرته على التفاعل الإيجابي مع بيئته. تمتد هذه المرحلة من المهد حتى سن الثامنة عشرة أو الحادية والعشرين، لذا يُفضل تقسيمها إلى مراحل فرعية تتناسب مع الفئات العمرية المتنوعة.

تعريف الطفولة المتأخرة

عامةً، تُعرَف الطفولة المتأخرة بأنها الفترة من عمر 9 إلى 12 سنة.

خلال المراحل السابقة من هذه الفترة، يمكن التنبؤ بمعدلات نمو الأطفال بسهولة نسبية. لكن في مرحلة الطفولة المتأخرة، يعدّ ذلك أكثر تعقيدًا بسبب التغيرات السريعة والملحوظة التي يمر بها الطفل.

تختلف التغيرات من طفل لآخر، وقد تستمر حتى مرحلة المراهقة أو تتجاوزها في بعض الحالات.

معلومات عن الطفولة المتأخرة

غالبًا ما تظهر العلامات الأولى للبلوغ خلال مرحلة المراهقة، أو أحيانًا في الطفولة المتأخرة. يمكن تحديد فترة النضج بمقدار خمس سنوات؛ إذ يحدث النضج لدى الفتيات بشكل عام بين سن 8 و13، بينما يبدأ لدى الفتيان غالبًا من سن العاشرة.

قد تحمل هذه المرحلة بعض الأوقات السعيدة والبسيطة، وأحيانًا أخرى قد تأتي مع تحديات وضغوطات. قد يواجه الفتيان والفتيات صعوبات في التأقلم إذا لم يتزامن نموهم مع أقرانهم الذين سبقوهم في البلوغ.

تظهر طفرات النمو بوضوح على الفتيات بين سن التاسعة والرابعة عشرة، بينما تختلف وتيرة النمو لدى الفتيان، إذ تكون أبطأ لكنها تمتد لفترة أطول. يحدث النمو الجسدي بشكل ملحوظ بين 10 و18 عامًا، وتكون فترة سن 14 هي الأكثر سرعة في نمو الطول.

بشكل عام، يعد النمو الجسدي خلال هذه المرحلة تمهيدًا للتطورات التي ستحدث لاحقًا. يعكس الأطفال في هذه المرحلة تحسنًا كبيرًا في الجوانب العقلية والجسدية والمعرفية، حيث تزداد هذه المميزات كلما اقتربوا من مرحلة الرشد.

تطورات مرحلة الطفولة المتأخرة

فترة التطور البدني

تتميز فترة النمو هذه بكونها بطيئة وثابتة؛ حيث يصبح النمو البدني متوقعًا إلى حد ما، رغم اختلافه بين الأفراد. يشمل ذلك قياسات الطول والوزن، كما يشهد نمو العظام وزيادة في المهارات الحركية والقدرة على التحمل.

يُعتبر من الضروري أن يستغل الطفل طاقته وحماسه خلال هذه المرحلة؛ من خلال المشاركة في الأنشطة التي تُعزز من مهاراته الاجتماعية، مثل المهارات الذاتية والمساعدات الاجتماعية، بالإضافة إلى المهارات المرتبطة بالدراسة واللعب.

يتعزز لديه القدرة على تقديم المساعدة للآخرين، كما يتطور مهاراته الدراسية في الكتابة والرسم والخياطة وغيرها، بالإضافة إلى المهارات الحركية المتعلقة بالرياضات المختلفة.

فترة تنمية القدرة الفكرية

تتضح معالم التقدم الفكري والتفاعل الفكري لدى الأطفال في هذه المرحلة، حيث يصبح بإمكانهم التذكر والانتباه والتفكير والإبداع بشكل أكبر. تزيد لديهم القدرة على حل المشكلات واستخدام العقل لاكتشاف ما حولهم.

في نهاية هذه المرحلة، يستقر مستوى معرفتهم وقدراتهم العقلية، مما يعزز نشاطهم في القراءة والكتابة والحساب، ويتزايد شعورهم بالمسؤولية. يعتمد الأطفال على التقليد في تعلم واكتساب المهارات والخبرات.

فترة التنمية الاجتماعية

تُعتبر مرحلة الطفولة المتأخرة أيضًا فترة حيوية للتنشئة الصحية النفسية. تبدأ خلال هذه الفترة في تكوين هوية الطفل، حيث توفر المدرسة بيئة مناسبة للنمو والتطور.

من خلال المدرسة، يتم توسيع دائرة معارف الطفل، ويبدأ في تعلم كيفية التعامل مع الآخرين والمشاركة في المناسبات الاجتماعية. يعزز ذلك اكتساب الطفل لقيم التعاون والعمل بروح الفريق، وتكوين علاقات إيجابية مع المحيطين به.

يساهم انخراط الطفل في اللعب، وبخاصة الألعاب الجماعية، في تطوير الذكاء الاجتماعي وتعزيز تفاعله مع المجتمع. مع مرور الوقت، يفضل الطفل الحياة الاجتماعية على الحياة الفردية.

خصائص مرحلة الطفولة المتأخرة

تشكل هذه المرحلة الأساس في العملية التعليمية، حيث يبدأ الطفل فيها الذهاب إلى المدرسة. ومن أبرز خصائصها الجسمية والنفسية والاجتماعية:

الخصائص العقلية

يميل الطفل إلى الاستكشاف والتساؤل، والبحث عن إجابات، بدءًا من الاعتماد على التفكير المجرد بدلاً من التفكير الحسي. كما يرتفع مستوى انتباهه وقدرته على الانتباه لمزيد من المواضيع في آن واحد.

الخصائص الجسمية

تتركز هذه المرحلة على زيادة الطول مع تقليل التركيز على الوزن، مما يجعل الطفل يبدو أنحف. وعادةً ما تبدأ الأسنان اللبنية بالتساقط لتنمو الأسنان الدائمة. ولكن بسبب التغيرات السريعة، قد يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

الخصائص الاجتماعية

يتغير سلوك الطفل ليصبح أكثر اجتماعية، إلى جانب تقليده للكبار. يُعتبر التعاون مع الأصدقاء واحترام العادات والتقاليد من أبرز معالم النمو الاجتماعي في هذه المرحلة.

Scroll to Top