خلق الله الجن من النار، وتثير هذه الحقيقة العديد من التساؤلات حول طبيعة الجن ومتى تم خلقهم، إضافة إلى صفاتهم والحكمة من وجودهم. في هذا المقال، سنستعرض إجابات لهذه الأسئلة مستندين إلى القرآن الكريم والسنة النبوية.
المادة التي خُلق منها الجن
لقد خلق الله الجن من النار، وقد تم الإشارة إلى ذلك في القرآن الكريم، بالإضافة إلى ما ذكره النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
الأدلة على خلق الجن من النار
الدليل من القرآن الكريم
- قال الله تعالى في سورة الرحمن، الآية 15: “وخلق الجان من مارج من نار”.
- كما ورد في سورة الحجر، الآية 27: “والجان خلقناه من قبل من نار السموم”.
الدليل من السنة النبوية
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “خُلقت الملائكة من نور، وخُلق الجن من مارج من نار، وخلق آدم مما وُصف لكم”.
متى تم خلق الجن
- بعد تحديد المادة التي خلق منها الجن، نحتاج إلى معرفة متى تم خلقهم.
- على الرغم من عدم تحديد الله عز وجل في القرآن الكريم متى تم خلق الجن، إلا أنه أوضح أن الجن خُلِقوا قبل خلق الإنسان.
- البرهان على ذلك هو قوله تعالى في سورة الحجر، الآية 26:
- “ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإٍ مسنون، والجان خلقناه من قبل من نار السموم”.
- وبالتالي، يتضح من الآية أن الجن وُجدوا قبل الإنسان.
صفات الجن
- بعد التعرف على أن الجن خلقوا من النار وقبل الإنسان، ننتقل للحديث حول صفاتهم.
- يعتبر الجن من الكائنات الغيبية التي لا نعرف الكثير عنها إلا من خلال ما أخبرنا به الله سبحانه وتعالى في القرآن والسنة النبوية.
سوف نستعرض فيما يلي خصائص الجن وفقاً للسنة النبوية:
الجن يأكل ويشرب
- أحد الأدلة على أن الجن يأكلون ويشربون هو ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يأكلن أحد منكم بشماله، ولا يشربن بها، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بها”.
- كما أكد الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: “لا تستنجوا بالروث، ولا بالعظام، فإنه زاد إخوانكم من الجن”.
الجن يتناسلون
- أوضح الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أن الجن يتكاثرون.
- الدليل على ذلك هو قوله تعالى: “وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه، أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلاً”.
القدرة على التشكّل في صورة الإنسان والحيوانات
- تُظهر الجن قدرة على التشكّل في هيئة البشر أو الحيوانات.
- الدليل على ذلك هو قول الله تعالى: “وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم، وقال لا غالب لكم اليوم من الناس، وإني جار لكم، فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه، وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله”.
الحكمة من خلق الجن
- لقد خلق الله الإنس والجن لغرض عظيم وهو توحيده وعبادته دون شريك، والامتثال لأوامره والابتعاد عن نواهيه.
- تشير الآية الكريمة: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” إلى هذا الغرض.
- فالله عز وجل لا يحتاج عبادة الجن والإنس، بل نحن الذين بحاجة إلى عبادته وطاعته، لأننا جميعاً فقراء إليه وهو الغني الكريم.