تحليل رواية الأرملة السوداء
تعتبر رواية الأرملة السوداء للكاتب الأردني صبحي فحماوي عملاً أدبيًا مميزًا، تمتد على مائتين وثمانٍ وخمسين صفحة. وقد خُصصت صفحتان للإهداء، بالإضافة إلى خمس صفحات في نهاية الكتاب تتضمن توضيحات ومراجع. صدرت هذه الرواية عن وزارة الثقافة الأردنية في عام 2015 في العاصمة عمان.
تتكون الرواية من سبع وعشرين لوحة، كل واحدة منها تحمل عنوانًا خاصًا. ومن خلال القراءة المتأنية، يتبين أن عنوان الرواية يختلف عن تلك العناوين، ولكنه يتقاطع في المضمون مع بعض اللوحات الأخرى. مثلاً، جاءت اللوحة الأولى تحت عنوان “هي”.
في هذه اللوحة، يتناول الكاتب موضوع بحث المرأة عن الرجل، حيث تسعى لتزيين نفسها وتعزيز جمالها الخارجي. ويتوج الكاتب هذه اللوحة بتعبير قائلًا: “هذا هو أحد الأفلام الوثائقية التي شاهدها المدعي العام شهريار في مركز البحث الجنائي، وذلك في إطار بحثه لتقديم رسالة الدكتوراه حول الجريمة النسوية تحت عنوان الأرملة السوداء.”
المكان الذي تدور فيه رواية الأرملة السوداء
كما يشير الكاتب صبحي فحماوي، فإن أحداث الرواية تدور في مدينة عمان. حيث يستحضر الروائي شخصية شهريار بطريقة عصرية. أما سيرة شهريار فلم تقتصر على الاسم فقط، بل تتواصل بعد أن كبر ونضج، حيث درس في مدارس الأشرفية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وكان يتوجه كل صباح سيرًا على الأقدام من منطقة جبل النظيف برفقة زملائه.
تتميز هذه الجبال بعلوها الشاهق، حيث يطل مسجد أبو درويش على جبال عمان السبع، وكأن قمة الجبل ترمز إلى ربة عمون الجميلة والشامخة، التي تواجِه العواصف والرياح. وبطن الجبل مُمْتَدٌ إلى الينابيع في رأس العين، ويظل شهريار متسائلًا عن كيفية تمكن السيارات من تسلق هذا الشارع للوصول إلى القمة.
وعند عودتهم في المساء، ينزلون مثقلين بكتبهم، وتعتريهم مشاعر القلق من الانزلاقات المرورية في الشوارع المنحدرة، حيث شبه الكاتب هذا الهبوط بانزلاق في لعبة جبلية للمدينة، حيث ينطلقون من القمة نحو الأسفل.
الشخصيات الرئيسية في رواية الأرملة السوداء
تُعبر مضمون الرواية عن تصوير المناطق الفقيرة في مدينة عمان. ومن الشخصيات الرئيسية في الرواية نجد شهريار وشهرزاد، حيث يتم تناول علاقتهما في إطار تساؤلات عن اللقاء بين الأسطورة شهريار وشهرزاد في العصر الحديث، خصوصًا في سياق العلاقة بين الجنسين. هل يعكس الرجال الشخصية المذكورة، أم أن أنوثة المرأة تحمل دلالات مختلفة؟
الشخصيات الثانوية في رواية الأرملة السوداء
تتواجد عدة شخصيات ثانوية في الرواية، من أبرزها أخو شهريار، والذي يُطلق عليه اسم شهزمان. كان يعمل في بيع واستيراد قطع السيارات، ومن خلال ما كان يسمعه من قصص حول الرجال، قرر هو ومجموعة من أصدقائه تأسيس جمعية تهدف لحماية الرجل.