تعتبر خطبة الإسراء والمعراج واحدة من الرحلات الإعجازية العظيمة في الإسلام، التي قام بها نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم.
ينبغي على جميع المسلمين الاطلاع على تفاصيل هذه الرحلة التي تضم معجزات كبيرة حتى نتمكن من استخلاص الدروس والعبر منها، ومن خلال هذا المقال سنقدم شرحًا وافيًا حول خطبة الإسراء والمعراج.
خطبة الإسراء والمعراج
-
الحمد لله، نستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، فمن يهده الله فلا مضل له.
- ومن يضلل فلن يجد له وليًا مرشدًا، ونشهد أن لا إله إلا الله، ونشهد أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء وأفضل خلق الله، الذي أرسله الله سبحانه وتعالى لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور.
- كما قال الله في كتابه العزيز: “لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولًا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين”. صدق الله العظيم.
- ومن المعجزات الكبرى التي أتى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي رحلة الإسراء والمعراج، والتي تم ذكرها في سورة الإسراء في القرآن الكريم.
مكان وزمان الرحلة
- قد جرت هذه الرحلة العظيمة في الفترة الأخيرة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة.
- وقد أشار بعض المؤرخين إلى أن توقيت الرحلة كان في شهر رجب، بينما ذكر آخرون أنه قد حدث في شهر آخر، ولكن لم يتم تأكيد اليوم بشكل دقيق.
- ومع ذلك، اتفق جميع المؤرخين على أهمية هذا اليوم الذي يجب على المسلمين الاحتفاء به.
- لأن هذه المعجزة تتجاوز كافة الحدود.
رحلة الإسراء والمعراج
- قال الله تعالى في القرآن الكريم: “سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير”. صدق الله العظيم.
- فإن رحلة الإسراء هي رحلة أرضية تمت في لمح البصر.
- حيث انتقل النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى بيت المقدس.
- وكان من المعروف أن تلك الرحلة في ذلك الوقت كانت تستغرق شهورًا عديدة لتنفيذها.
- لأن وسائل النقل كانت محدودة، حيث كانت الناقة هي الوسيلة الشائعة وتحتاج لوقت طويل جدًا.
- أما رحلة المعراج فهي رحلة سماوية انتقل خلالها الرسول من بيت المقدس إلى السموات السبع.
- إلى سدرة المنتهى.
- ورأى النبي الكريم العديد من العجائب الغير متخيلة.
- كما شهد النبي آيات ربه الكبرى حيث قال الله تعالى: “لقد رأى من آيات ربه الكبرى”. صدق الله العظيم.
تفاصيل رحلة الإسراء والمعراج من السنة النبوية
- لقد ذكر هذا الحدث الإعجازي في الأحاديث الصحيحة، حيث رويت القصة في الصحيحين والسنن بعدة صياغات.
- يُدَوِّن الحديث أنه بينما كان النبي نائمًا في الحطيم، وهو الحجر في المسجد الحرام، أتى إليه كائن فشق صدره، واستخرج قلبه. وقد فسر العلماء ذلك بأن الملائكة جاءت لتكريمه بالرحلة العظيمة.
- ثم أحضروا له طستًا من ذهب مملوء بالإيمان والحكمة، وقاموا بتنظيف قلبه وإعادته.
- بعد ذلك قدم له البراق، وهو دابةً تفوق سرعة تخيّلات البشر.
بداية رحلة الإسراء والمعراج بالتفصيل
- ثم انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس.
- هناك حضر له سيدنا جبريل ومعه إناء يحتوي على خمر وآخر يحتوي على لبن.
- اختار النبي إناء اللبن، فقال له جبريل: “هديت وهديت أمتك.”
- ثم جمع الله عز وجل جميع الأنبياء في بيت المقدس.
- حيث إن النبي محمد هو خاتم الرسل، والذي يحمل الرسالة السماوية الأخيرة التي توحد بين كافة الرسل السابقين.
- أدى الرسول صلى الله عليه وسلم صلاةً مع جميع الأنبياء ركعتين في بيت المقدس.
- ثم أصعده جبريل إلى السماء الدنيا.
- استقبله حارس السماء وسأله: “من معك؟”، فأجاب: “محمد”، فقال: “أوقد بعثت؟”، فأجاب: “نعم”، فتقبلوه بترحيب حار.
- وعندما صعد النبي إلى السماء الأولى، وجد سيدنا آدم عليه السلام الذي قال له: “مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح”.
- وفي السماء الثانية، قابل النبي سيدنا عيسى بن مريم وسيدنا زكريا عليهما السلام.
- كما التقى في السماء الثالثة، سيدنا يوسف عليه السلام.
- وفي السماء الرابعة كان سيدنا إدريس عليه السلام.
- وفي السماء الخامسة، وجد سيدنا هارون عليه السلام.
- وفي السماء السادسة، قابل سيدنا موسى عليه السلام.
- وفي السماء السابعة، قابل سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي كان مستندًا إلى البيت المعمور.
سدرة المنتهى
- ثم أخذ جبريل النبي إلى سدرة المنتهى، وهي آخر السماوات وتُعتبر منطقة نهاية المخلوقات، وقد ذُكرت في القرآن الكريم: “إذ يغشى السدرة ما يغشى”. صدق الله العظيم.
- وأوضح الرسول صلى الله عليه وسلم أن سدرة المنتهى مكان لا يمكن وصفه، لأنه يفوق تصورات البشر، ثم جاءه وحي الله وفرض على المسلمين خمسين صلاة.
- وعندما نزل النبي، قابل سيدنا موسى الذي نصحه بمراجعة الله لتخفيف الخمسين صلاة.
- استجاب النبي، لكنه استحى من ربه، فقال الله: “إنه لا يبدل القول لدى، قد أمضيت فريضتي على عبادي: خمس في العمل وخمسون في الميزان”.
- وأثناء الرحلة، عاين النبي صلى الله عليه وسلم أهل الجنة وأهل النار، حيث شاهد مجموعة من الناس يتلقون النعيم وآخرين يعانون من العذاب.
نهاية الرحلة
- عاد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى فراشه قبل فجر اليوم التالي بفترة قصيرة.
- وعندما استيقظ، بدأ يحكي تفاصيل الرحلة للناس.
- لكن كان هناك العديد من المشركين الذين لم يصدقوا كلامه.
- بل استخفوا به وظلوا يسخرون من حديثه ويتهمونه بالجنون.
- ويُذكر أن سيدنا أبو بكر كان يصدقه، بينما كان أبو جهل يشكك في ذلك قائلًا: “أتصدق أنه ذهب وعاد إلى بيت المقدس في ليلة واحدة؟”.
- لأن هذه الرحلة في الأقل تحتاج إلى شهر للذهاب وشهر للعودة.
- فرد أبو بكر الصديق قائلًا: “أصدقه بخبر يأتيه من السماء، أليس من الأجدر أن أصدقه ببيت المقدس؟”، ومن هنا أُطلق عليه لقب الصديق.