تعريف سورة الجمعة في القرآن الكريم

فهم سورة الجمعة

تُعتبر سورة الجمعة سورةً مدنيَّة، نزلت على نبي الإسلام محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- في المدينة المنوَّرة بعد هجرته. ويثبت مدنيَّتها رواية الصحابي أبو هريرة، الذي أسلم في المدينة وليس قبل الهجرة، كما أن السورة تتعلق بأمور تخصّ اليهود الذين كانوا من سكان المدينة.

تتألف سورة الجمعة من إحدى عشرة آية، وقد نزلت بعد سورة التحريم وقبل سورة التغابن. وكان النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يكثر من تلاوة هذه السورة وسورة المنافقون خلال صلاة الجمعة وفي ليالي يوم الجمعة.

ثمة عدة أوجه من التوافق بين هذه السورة والسورة التي تسبقها، وهي سورة المنافقون، نلخصها فيما يلي:

  • تتناول سورة المنافقون حال النبي موسى مع قومه، بينما تسلط سورة الجمعة الضوء على وضع النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- مع أمته؛ مما يظهر الفرق بين هاتين الأمَّتين.
  • يتماشى ذكر اليهود في هذه السورة مع الإشارة إلى النبي عيسى -عليه السلام- وقومه في السورة السابقة.
  • تنتهي سورة المنافقون بالحديث عن الجهاد، مشيرة إليه كتجارة، بينما تأمر هذه السورة بإقامة صلاة الجمعة وتصفها بالتجارة، مما يدل على أنها أحد أعظم الأرباح الدنيوية التي يسعى إليها المسلم.

دلالة اسم سورة الجمعة

استحقت سورة الجمعة هذا الاسم لأنها تتضمن ذكر يوم الجمعة وفضل الاستجابة للنداء فيه. قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ). كما أن تسميتها بهذا الاسم يؤكد على أهمية يوم الجمعة، مما يعزز حرص المسلمين على الالتزام بواجباتهم وتعظيم صلاة الجمعة، مع ضرورة ترك مشاغل الدنيا أثناء وقت الصلاة، مع السماح بالسعي وراء الرزق بعد الانتهاء منها.

سبب نزول سورة الجمعة

أخبرنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن سبب نزول هذه السورة، حيث قال: (بينما نحن نصلي مع النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- إذ أقبلت من الشام عير تحمل طعامًا، فالتفتوا إليها حتى لم يبق مع النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلا اثنا عشر رجلاً، فنزلت الآية: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا)). وفي روايات أخرى، يُذكر أنهم كانوا أربعة عشر رجلاً، ومن ضمنهم أبو بكر وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهم-.

محتوى سورة الجمعة

تقدم سورة الجمعة مجموعة من الموضوعات والأحكام الهامة، منها:

  • تأكيد أن كل ما في الكون يسبح لله -تعالى-.
  • وصف الله -تعالى- بأجل صفاته؛ الملك القدوس العزيز الحكيم.
  • بيان بعثة النبي الأمّي للنّاس؛ لإخراجهم من الظلمات إلى النور.
  • تقديم الأمثلة لمن تحملوا التوراة من دون عمل بها، مثل الحمار الذي يحمل أسفارًا دون أن يدرك محتواها.
  • ذكر اليهود وكذبهم على الناس حين يدعون أنهم أولياء لله دون سواه، وبيان خوفهم من الموت وهروبهم منه.
  • حث المؤمنين على أداء صلاة الجمعة وترك الانشغال بأمور أخرى، والسماح بالسعي والعمل بعدها.

تناول المقال أهمية سورة الجمعة والتعريف بها، بالإضافة إلى ذكر سبب نزولها وتوضيح علاقتها بالسورة التي تسبقها، ثم تم تسليط الضوء على أبرز الموضوعات التي تناولتها.

Scroll to Top