آيات سورة ق
تعتبر سورة ق واحدة من السور المفصلات في القرآن الكريم، حيث يبلغ عدد آياتها خمسة وأربعين (45) آية. وقد أطلق بعض العلماء عليها لقب “سورة الباسقات”.
مكان النزول
تُعد سورة ق من السور المكية بإجماع العلماء، حيث نزلت في مكة المكرمة. وكانت فترة نزولها بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة، وتحديدًا في العام السابع من البعثة، أي قبل حادثة الإسراء والمعراج.
ترتيبها بين السور
نزلت سورة ق بعد سورة المرسلات، وتسبقها في الترتيب سور محمد والفتح والحجرات. يتناسب موضوعها مع المواضيع المطروحة في السور السابقة، حيث تنوع أسلوب الترغيب وترهيب السامع في كل سورة، مما يُعزز اهتمام المتلقي ويُضيف تنوعًا في الأسلوب.
سبب نزول سورة ق
يتعلق سبب نزول الآية الكريمة في سورة ق: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) بمجيء مجموعة من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، حيث استفسروا عن كيفية خلق الله تعالى للسماوات والأرض.
أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم تفاصيل خلق السماوات والأرض في ستة أيام، وسألته اليهود: وماذا بعد ذلك يا محمد؟ فقال صلى الله عليه وسلم أن الله استوى على العرش. فأثنوا عليه، ثم قالوا له: لو أكملت بأنّه سبحانه استراح في اليوم السابع. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولهم، فنزلت هذه الآية الكريمة.
وعُرف عن النبي حرصه على قراءة سورة ق خلال صلاة العيد، كما روى عمر بن الخطاب عندما سأل أبا واقد الليثي رضي الله عنه: (ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر؟ فأجاب: كان يقرأ فيهما بـ {ق وَالْقُرْآنِ المَجِيدِ} و{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القَمَرُ}).
بالإضافة إلى ما رواه أم هشام بنت حارثة بن النعمان رضي الله عنها، حيث قالت: (ما حفظت ق، إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخطب بها كل جمعة).
موضوعات سورة ق
تتناول سورة ق عدة موضوعات رئيسة تشمل:
- دعوة إلى التوحيد.
- حث على التفكير في النفس الإنسانية.
- مناقشة مصير المؤمنين والمكذبين.
- تسليط الضوء على مشاهد يوم القيامة.
- الإشارة إلى جزاء أهل الجنة من المتقين وأهل النار من العصاة.
- بيان بعض أعمال الملائكة.
كذلك، تتناول السورة أهمية تسجيل أعمال الإنسان لتعرض أمامه يوم القيامة، حيث يُحاسب كل فرد حسب ما سُجّل من أفعاله.
- تحفيز للتفكر في مظاهر قدرة الله تعالى.
ويظهر ذلك في الحديث عن قدرة الله في إنزال المطر وإنبات النبات.
- دعوة للتأمل في مصير الأمم السابقة وسنن الله في هلاك الجبابرة.
وهنا يتحقق مفهوم سنن الله تعالى في الأرض، حيث إن مآل المكذبين والمفسدين هو العذاب في الآخرة، مهما تعاظمت مظاهر الفساد في الأرض.