تعتبر إزالة الشعر في منطقة الإبط والعانة من الأمور التي أوصت بها السنة النبوية الشريفة واعتبرتها جزءاً من خصائص الفطرة الإنسانية التي يجب على كل مسلم الالتزام بها.
مفهوم خصائص الفطرة
- الإسلام يحث على تعزيز الفطرة السليمة التي فطر الله عليها الإنسان، حيث يُعتبر مفهوم الفطرة مرتبطاً بالسنة النبوية. ووضعت خصال الفطرة في مقدمة الجوانب الإنسانية مثل الطهارة على الصعيدين الروحي والجسدي.
- تتضمن خصائص الفطرة تلك الأفعال التي أقرها الشرع وقدمها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي مرتبطة بشكل وثيق بطبيعة البشر وما خُلقوا عليه.
- تتعلق هذه الخصائص بالإنسان بصفة عامة وتتمحور حول السلوكيات التي يُفترض أن يمارسها.
تفصيل خصائص الفطرة
- خصال الفطرة عبارة عن مجموعة من السنن التي ينبغي للإنسان العمل بها، وقد ذُكرت في الحديث النبوي حيث قال: “عشر من الفطرة، قص الشارب وإعفاء اللحية”.
- وتشمل هذه الأفعال السواك واستنشاق الماء، وقص الأظافر، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، والاهتمام بالماء والمضمضة.
- الختان يعد من هذه الخصال، وقد اعتبره الشافعي واجباً في حين رأى الإمام مالك أنه سنة. وقد أشار الإمام النووي إلى أن الختان جائز في حق الصغير وليس بواجب، مع توضيحات حول توقيته.
في هذا المجال، تم تفضيل السنة في حق الإناث، بينما واجب ذكرها يتناول الجوانب الصحية المتعلقة بالنظافة.
فطرة الإنسان في إزالة الشعر
- بالنسبة لنتف الإبط، يُعتبر النتف من أنسب وسائط الإزالة، حيث يقلل من ظهور الشعر ويساهم في الحفاظ على نظافة الغدد العرقية، مع إمكانية استخدام وسائل أخرى حسب الراحة.
- الاستحداد هو إزالة شعر العانة باستعمال أداة حادة، ويُنصح بشدة باستخدام الحلق كطريقة مفضلة لهذا الغرض.
- تتمثل العادة أيضاً في قص الشارب بحيث تُظهر أطراف الشفاه العليا.
- تقليم الأظافر يُعتبر من السلوكيات الموصى بها للدين، إذ يُسهم في تجنب تراكم الأوساخ تحت الأظافر التي قد تؤدي إلى الأمراض.
- إعفاء اللحية يُعد من الأمور القاطعة، حيث لا يجوز لمسلم أن يقص لحيته في أي حال.
- يتطلب الانتقاص بالماء الاستنجاء لإزالة النجاسات، بينما غَسل البراجم يعني التخلص من الأوساخ العالقة بالجسم.
- الاستنشاق والمضمضة يُعتبران من أركان الوضوء، حيث يساعدان على تنظيف الفم والأنف.
- يعد السواك سنة نبوية تستخدم لتنظيف الأسنان.
حكم عدم إزالة شعر الإبط والعانة
- إن ترك شعر العانة والإبط يعد مخالفًا للخصائص الفطرية التي وردت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكر فيها هذه الصفات.
- عدم الالتزام بتلك الفطرة يعتبر مكروهاً من الناحية الشرعية، ويزداد هذا الاستياء كلما زاد بعد المسلم عن خصال الفطرة.
- لم تضع السنة أو الشريعة قيوداً على الأدوات المستخدمة في إزالة الشعر، بل تُركت المسألة لاختيار المسلم، شريطة أن تكون الوسيلة آمنة.
الفترة المسموح بها لترك شعر الإبط والعانة
- تشير السنة النبوية إلى أن الحد الأقصى لترك حلق شعر العانة والإبط هو أربعون يوماً فقط.
- على المسلم تجنب تجاوز هذه المدة لتفادي الوقوع في دائرة الكراهة وللالتزام بخصال الفطرة التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم.
- يجوز للمسلم إزالة الشعر قبل الوصول لهذه الفترة.
- وقد أشار الإمام النووي إلى أن الأهم هو طول الشعر، مما يعني ضرورة العناية بحلق شعر العانة ونتف الإبط وتقليم الأظافر.
لا تؤثر عدم إزالة شعر الإبط والعانة على الصلاة
- تساؤلات كثيرة تدور حول تأثير عدم إزالة شعر الإبط والعانة على الصلاة، وفي الواقع، فإن الصلاة تبقى صحيحة بغض النظر عن إزالة الشعر في هاتين المنطقتين.
- ومع ذلك، يُفضل عدم ترك الشعر لأكثر من أربعين يوماً، لتفادي الأفعال المكروهة في الدين.
- وقد روى أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد على عدم ترك قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة لأكثر من أربعين ليلة.
- وبالتالي، لا توجد علاقة مباشرة بين إزالة شعر العانة والإبط وصحة الصلاة.
اتباع الأساليب الصحيحة في إزالة شعر العانة
- ينبغي لمن يقومون بإزالة شعر العانة الالتزام بأساليب آمنة مع تجهيز الأدوات المناسبة لتجنب أي مشاكل صحية.
- يمكن اعتبار استخدام الشفرات من أفضل الطرق لإزالة الشعر، ومع ذلك ينبغي استخدام المرطبات بعد عملية الإزالة لتجنب جفاف الجلد.
- الأخذ بعين الاعتبار استخدام مقشرات لإزالة الجلد الميت في هذه المنطقة، سيساعد في منع الجروح وخروج الشعر تحت الجلد.
تأثير الهرمونات على شعر العانة
- تلعب الهرمونات دورًا مهمًا في توازن الجسم على مختلف الأصعدة الصحية والنفسية، لكن يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية إلى مشاكل صحية إذا حدث خلل فيها.
- تشمل آثار انهيار الهرمونات زيادة الوزن، والشعور بالتعب البدني، وكثافة الشعر في مناطق معينة، مما يستلزم زيارة الطبيب.
- تزايد الشعر في منطقة العانة قد يكشف عن مشاكل صحية جدية، مثل اضطرابات الغدد أو مشاكل في المبايض.
- كما قد تشير الزيادة في هرمون التستوستيرون إلى وجود مشاكل صحية معينة، وقد تكون هذه الزيادة ناتجة عن تناول أدوية معينة أو تكيس المبايض.