تُعتبر جرعة الأنسولين المناسبة موضوعاً مهماً يجب أن يتم تحديده تحت إشراف الطبيب المعالج، حيث إن هذه الجرعات لا يمكن أن تُحدد من قِبل المصاب بنفسه، الأمر الذي قد يُشكل خطرًا كبيرًا على صحته.
كما تم التأكيد سابقًا، فإن طبيب السكري هو الشخص الوحيد القادر على تحديد الجرعات التي تناسب كل مريض بشكل فردي.
مرض السكري
- يُعتبر مرض السكري حالة مزمنة تحدث نتيجة عوامل وراثية أو مكتسبة مثل زيادة إفراز الأنسولين من البنكرياس أو مقاومة خلايا الجسم للأنسولين.
- تشير الإحصائيات إلى أن عدد الأشخاص المصابين بالسكري قد وصل إلى حوالي 150 مليون شخص عالميًا، ومن المتوقع أن تتضاعف هذه الأعداد بحلول عام 2025.
- تظهر التقارير أن هناك زيادة كبيرة في عدد المصابين بمرض السكري، خاصة في البلدان النامية، لأسباب تتعلق بالنمو السكاني، والتقدم في السن، ونمط الحياة الغذائي غير الصحي، وانتشار السمنة.
يمكن تقسيم مرض السكري إلى نوعين رئيسيين:
- السكري من النوع الأول، والذي يحدث بسبب فشل البنكرياس في إنتاج الأنسولين، ويؤثر بشكل رئيسي على الأطفال أكثر من البالغين.
- أما السكري من النوع الثاني، فيحدث نتيجة عدم استجابة الجسم للأنسولين بشكل ملائم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، وهذا النوع يُعتبر الأكثر شيوعًا بين مرضى السكري.
أعراض مرض السكري من النوع الأول
- تشمل الأعراض كثرة التبول، والعطش الشديد، وفقدان الوزن، والشعور بالإرهاق، وقد تكون الأعراض لدى مرض السكري من النوع الثاني أقل وضوحًا.
- قد لا تظهر الأعراض المبكرة لمرض السكري من النوع الثاني، ما يؤدي إلى اكتشاف المرض بعد عدة سنوات من بدايته، مما يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات.
اختبارات تشخيص السكري
يمكن تشخيص مرض السكري من خلال إجراء مجموعة متنوعة من الاختبارات التي تقيس مستوى السكر في الدم، ومن هذه الاختبارات:
- اختبار HbA1c (سكر الدم التراكمي)، الذي يحدد نسبة السكر المرتبطة بالهيموجلوبين في خلايا الدم الحمراء. وتعبر هذه النسب عن مستوى السكر في الدم خلال الشهرين إلى الثلاثة أشهر السابقة، والقيمة الطبيعية لهذا الاختبار هي أقل من 5.7%، بينما القيم بين 5.7%-6.4% تدل على مقدمات السكري، ويمكن تشخيص السكري إذا كانت القيمة 6.5% أو أعلى.
اختبار سكر الدم العشوائي
في هذا الاختبار، يتم قياس مستوى السكر في الدم في أي وقت، بغض النظر عن آخر وقت لتناول وجبة، ويعتبر مستوى السكر 200 ملغ/ ديسيلتر أو أكثر مُؤشرًا على الإصابة بالمرض.
اختبار سكر الدم الصائم
- يتم قياس مستوى السكر في الدم بعد فترة صيام محددة، ويكون المستوى الطبيعي أقل من 100 ملغ/ ديسيلتر، بينما القيم بين 100-125 ملغ/ ديسيلتر هي مؤشر على مقدمات السكري. يتم تشخيص مرض السكري عند تحقيق مستوى 126 ملغ/ ديسيلتر أو أكثر في اختبارين منفصلين.
اختبار تحمل الجلوكوز بالفم
- في هذا الاختبار، يتم قياس مستوى السكر في الدم بعد الصيام، ثم يُطلب من الشخص شرب سائل سكري، ويُتابع قياس مستوى السكر خلال الساعتين التاليتين. تعتبر القراءة أقل من 140 ملغ/ ديسيلتر طبيعية، بينما تشير القراءات بين 140-199 ملغ/ ديسيلتر إلى السكري إذا كانت القراءة تفوق 200 ملغ/ ديسيلتر.
اختبارات نسب السكر المنزلية
تتوفر في الأسواق أجهزة لقياس مستوى السكر في الدم منزليًا، ومن بين هذه الأجهزة:
- أجهزة وخز الإصبع: تُستخدم هذه الأجهزة لأخذ عينة دم من خلال وخز الإصبع، حيث يتم تحليل العينة بواسطة شريط الاختبار في الجهاز، ويُطلب من المريض قياس مستوى السكر عدة مرات طوال اليوم خاصة بعد الوجبات.
- أجهزة المراقبة المستمرة: تمكن هذه الأجهزة من قياس مستوى السكر في الدم عبر مستشعر يُثبت على الجلد، مما يوفر قراءات دقيقة كل دقيقة إلى خمس دقائق، ويمكن برمجتها لجعل تنبيهات في حالات ارتفاع أو انخفاض الجلوكوز.
ما هي جرعة الأنسولين التصحيحية؟
قد يعاني بعض الأشخاص المصابين بمرض السكري من مقاومة الأنسولين. في حالات مرض السكري من النوع الأول، قد تكون الجرعات غير كافية لتخفيض مستوى السكر في الدم المستهدف. في معظم الحالات، ليست هناك أعراض خطيرة، لكن المخاطر المحتملة تشمل:
- أمراض القلب.
- ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول.
- التهابات الأعصاب والشعور بالوخز.
- مشاكل في التئام الجروح، مما قد يؤدي إلى الغرغرينا أو البتر.
- أمراض الكلى.
كيفية حساب جرعة الأنسولين المناسبة
يجب توخي الحذر عند حساب جرعة الأنسولين بناءً على الجرعات الأساسية ونوع الأنسولين المستخدم. لكل نوع من الأنسولين قاعدة خاصة، ولكنها تسير وفق نفس المبادئ.
إذا كان الأنسولين المستعمل:
قصير المفعول، يتم استخدام قاعدة 1800 لمعرفة كم مستوى السكر الذي ينخفض بجرعة واحدة من الأنسولين قصير المفعول. يتم حساب مقاومة الأنسولين عن طريق تقسيم 1800 على مجموعة وحدات الأنسولين.
مثال:
إذا كانت مجموع وحدات الأنسولين المستخدمة خلال اليوم 30 وحدة، فإن عامل مقاومة الأنسولين هو (1800/30) = 60، مما يعني أن وحدة أنسولين واحدة ستخفض مستوى السكر في الدم بمقدار 60 ملغ.
إذا كان مستوى السكر قبل تناول الجرعة هو 360 ملغ، والمعدل المستهدف هو 120 ملغ، فهذا يعني أن مستوى السكر مرتفع بمقدار 240 ملغ.
لذا، باستخدام القاعدة السابقة، فإن وحدة أنسولين واحدة ستخفض السكر بمقدار 60 ملغ، وبالتالي نحتاج إلى 4 وحدات زيادة كجرعة تصحيحية.
استخدام قاعدة 1500 مع أي نوع أخر من الأنسولين
بناءً على ما توصل إليه العديد من الأطباء، يُفضل استخدام قاعدة 1700 كقاعدة عامة لحساب جرعة الأنسولين التصحيحية، بغض النظر عن نوع الأنسولين المستخدم، وذلك لتجنب الأخطاء والمخاطر المحتملة.
للحصول على أفضل النتائج وضمان سلامتك، يُفضل دائمًا استشارة طبيبك لتحديد الجرعات المناسبة للحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية.