حكم الصوم عندما تظهر افرازات بنية

تتساءل الكثير من النساء عن حكم الصيام في ظل وجود إفرازات بنيّة، إذ توجد أحكام دينية عدة تتعلق بطهارة المرأة وعلاقتها بالصيام. فالكثير منهن يعانين من الإفرازات البنيّة دون أن يعرفن حكم الصوم في هذه الحالة. وفيما يلي أبرز الأحكام المتعلقة بالصوم في حال تواجد إفرازات بنيّة.

ما هي الإفرازات البنيّة؟

  • تشير الإفرازات البنيّة إلى تلك الإفرازات التي تخرج من جسم المرأة، وقد عرّفها العلماء على أنها الكدرة أو الصفرة.
  • أما الصفرة فهي الإفرازات التي يكون لونها مائلاً إلى البني، ويعتبرها العلماء مشابهة للقيح.
  • وقد وضّح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن الصفرة والكدرة عبارة عن سوائل تخرج من المرأة في فترة ما قبل الحيض، وأحيانًا بعده.
  • وقد تم التفرقة بين الصفرة والكدرة، حيث تشبه الصفرة ماء الجرح بينما تشبه الكدرة ماءً ممزوجًا بعروق حمراء.

حكم الإفرازات البنيّة أثناء الصيام

اختلاف الفقهاء حول حكم الإفرازات البنيّة أثناء صيام المرأة، لذا تُعددت الآراء بين المذاهب الأربعة كالتالي:

1- رأي الحنفية

  • يعتبر الحنفية أن الإفرازات البنيّة تُعتبر حيضة، حيث يصفون دم الحيض بوجود ستة ألوان منها:
  • ” الكُدْرة، الصُّفْرة، الخُضرة، الترْبِية، السواد، والحُمْرة”.
  • لذا، يجب على المرأة أن تمتنع عن الصوم في حال وجود هذه الإفرازات وتقوم بقضاء الأيام التي فاتتها لاحقًا.

2- رأي الحنابلة

  • يرى الحنابلة أن الإفرازات البنيّة التي تظهر بعد فترة الحيض ليست حيضًا، بل تُعتبر طهارة، وعليه يُمكنها الصيام والصلاة دون الحاجة للاغتسال.
  • واستندوا في ذلك إلى قول أم عطية، “كُنَّا لا نَعُدُّ الصُّفْرَةَ والكُدْرَةَ بعدَ الطُّهرِ شيئًا”.
  • لكن إذا كان نزول الإفرازات البنيّة خلال فترة الحيض، فتتبعها أحكام الحيض.
  • كما ذكرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، “كُنَّ يُرسلنَ الدُّرَجَةَ فيها الشيءُ من الصُّفرةِ إلى عائشةَ فتقولُ: لا تَعْجَلْنَ حتى تَرَيْنَ القَصَّةَ البيضاءَ”.
  • ويستند هذا الرأي إلى قول الله تعالى، “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى”.

3- رأي الشافعية

  • يعتبر الشافعية أن الإفرازات البنيّة تُعد حيضًا حتى لو كانت خارج أيام الحيض المعروفة.
  • فيعتبرون هذه الإفرازات حيضًا سواء كانت قبل أو بعد فترة الحيض، أو خلال أيام النزول.
  • واستندوا إلى الحديث الذي ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، “لا تَعجلنَ حتَّى ترَيْنَ القَصَّةَ البيضاءَ” في إشارة إلى الطهارة من الحيض.

4- رأي المالكية

  • توافق المالكية مع الشافعية في أن الإفرازات البنيّة تُعتبر جزءًا من الحيض، حيث تصبح حيضًا في حال نزولها خلال فترة الحيض.
  • أما إذا ظهرت في النفاس فتُعتبر نفاس، وإذا ظهرت أثناء الاستحاضة فهي استحاضة.
  • واستندوا إلى حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، “كنَّا نعُدُّ الصُّفرَةَ والكُدرةَ حيضًا”.

أراء العلماء المعاصرين حول الإفرازات البنية

هناك بعض الآراء المعاصرة التي تعبر عن حكم شرعي بشأن الإفرازات البنيّة وما لها من تأثير على الصوم والصلاة، وفيما يلي أبرز هذه الآراء:

1- دار الإفتاء المصرية

  • أوضحت دار الإفتاء المصرية أن دم الحيض يأتي بعدة ألوان تشمل الخضرة والحمرة والصفرة والكدرة والتربية.
  • إذا ظهرت الإفرازات البنيّة بعد الحيض، فهي تُعتبر حيضًا، أما إذا كانت قبل الحيض أو بعد الطهارة فلا تُعتبر جزءًا من الحيض.

2- رأي ابن باز

  • يرى الشيخ ابن باز رحمه الله أن الإفرازات البنيّة لا تُعتبر حيضًا إذا نزلت قبل الحيض أو بعده، شريطة أن لا ترتبط بالحيض.
  • يجب أن يكون هناك فاصل زمني بينهما كيوم أو يومين، وإلا فتُعتبر حيضًا إذا تزامنت.

3- رأي ابن عُثيمين

  • ذكر ابن عثيمين أن الإفرازات البنيّة ليست حيضًا إذا كانت قبل أو بعد الحيض، لكن إذا ظهرت في غضون فترة الحيض فتعتبر حيضًا.
  • على سبيل المثال، إذا كانت مدة الحيض لم تكن تزيد عن 7 أيام، فإن الإفرازات في منتصف هذه الفترة تُعتبر حيضًا.
  • بينما قبل الحيض أو بعد الطهارة، فلا تُعتبر.

4- رأي يوسف القرضاوي

يصرّح الشيخ القرضاوي بأن الإفرازات البنيّة لا تُعتبر حيضًا ولا تسري عليها الأحكام المتعلقة به، إلا إذا كانت أثناء الحيض نفسه.

5- دار الإفتاء الأردنية

  • ترى دار الإفتاء الأردنية أن الإفرازات البنيّة تُعتبر حيضًا إذا ظهرت خلال فترة الحيض، بشرط ألا تزيد فترة الحيض عن 15 يومًا.

وجود دم مع الإفرازات البنية وتأثيرها على الصيام

  • يتفق معظم الفقهاء على أن الإفرازات البنيّة تُعتبر حيضًا في حال نزولها خلال فترة الحيض المعتادة.
  • لذا، يجب على المرأة ان تمتنع عن الصلاة والصيام وتقوم بقضاء يؤجل لاحقًا.
  • في حال استمرت الإفرازات البنيّة لأكثر من 15 يومًا مع وجود دم، فيجب الاغتسال والتطهر لأداء العبادات كالصلوات والصيام.
  • واستدل الفقهاء لذلك بما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حين سُئلت عن تكليف الحائض بقضاء الصيام وعدم قضاء الصلاة.
  • فيما ذهب عدد من الفقهاء إلى أن الإفرازات البنيّة التي تظهر قبل الحيض أو أثناء انقطاعه تُعتبر حيضًا.
  • لذلك، يتطلب من المرأة أن تتجنب الصيام والصلاة عند رؤيتها لهذه الإفرازات، لكن إذا اعتبرت وفقًا لبعض المذاهب أنها ليست حيضًا، فيمكنها الاستمرار في صلاتها وصيامها مع الوضوء بعد كل صلاة.
  • يجب التمييز بين الإفرازات الطبيعية وتلك الناتجة عن حالات مرضية، وفي الحالة الأخيرة، يُنصح بزيارة الطبيب للتخلص من المشكلة الصحية وبالتالي تجنب الأحكام الشرعية المتعلقة بالحيض.
  • يعتبر البعض أن بعض الإفرازات قد تكون نجسة، لذا يجب غسل الملابس منها، وهناك آراء تشير إلى أن الأحكام قد تختلف بناءً على طبيعة الإفرازات وشكلها.
Scroll to Top