حكم المرأة التي ترفض ممارسة العلاقة الزوجية مع زوجها

حكم امتناع الزوجة عن معاشرة زوجها

توافقت آراء العلماء على أن العلاقة الزوجية تشمل حقوقًا مهمة يجب أن تُراعى، ومن أبرز هذه الحقوق هي العلاقة الحميمة بين الزوجين. فما هو الحكم الشرعي بشأن الزوجة التي تمتنع عن معاشرة زوجها؟

  • أجمع الفقهاء على حرمة امتناع الزوجة عن تلبيّة دعوة زوجها للفراش، إلا في حال وجود عذر شرعي.
  • من واجب الزوجة أن تستجيب لزوجها في الفراش ما لم يكن هناك سبب مقبول لذلك.
  • إذا لم يكن هناك عذر واضح ورفضت الزوجة معاشرة زوجها، فإنها بذلك ترتكب ذنبًا عظيمًا تتسبب في سخط الله عليها.
  • ينبغي على الزوجة التي قامت بذلك أن تتوب إلى الله وتطلب مغفرته، بالإضافة إلى النوايا الصادقة بعدم تكرار هذا الخطأ.
  • كما يجب عليها الاعتذار لزوجها وإبداء ندمها على تجاهل حقٍ من حقوقه.
  • الزوجة التي تمتنع عن زوجها تُعتبر عاصية، ويُصنّف تصرفها على أنه ناشز، مما ينفي عنها الحق في النفقة.
  • وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف تحذير من هذه الفعلة، حيث قال:
    • (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح).
  • هذا الحديث الصحيح يُظهر بوضوح عواقب هذا السلوك، وما يترتب عليه من تهديدات روحية.

للمزيد من المعلومات، اقرأ مقالنا حول:

كيفية تعامل الزوج الذي ترفضه زوجته في الفراش

أوضحنا أن المرأة التي ترفض معاشرة زوجها تعتبر ناشزًا، بينما الشريعة تحدد كيفية تعامل الزوج مع هذا الموقف:

  • يتوجب على الزوج أن ينصح زوجته بلطف ويُبيّن لها انزعاجه من تصرفها، ويذكّرها بعقاب الله سبحانه وتعالى.
  • إذا لم تستجب الزوجة، يمكن للزوج أن يهجرها في الفراش، وفي حال عدم الاستجابة الدائمة، يُسمح له بتوجيه ضربة غير مبرحة.
  • في حال استمرار الرفض، يُمكنه أن يمنع عنها النفقة، وله الحق في اتخاذ قرار الطلاق أو الهجر.
  • وكما ورد في كتاب الله في سورة النساء الآية 34:
    • “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”.

متى يمكن للمرأة الامتناع عن دعوة زوجها للفراش؟

هناك حالات معينة تُعطي الزوجة الحق في رفض معاشرة زوجها:

  • إذا كانت الزوجة في فترة الحيض أو النفاس، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم:
    • “اصنعوا كل شيء إلا النكاح”.
  • كما يُمنع على الزوج أن يطلب من زوجته القيام بعلاقة حميمية أثناء صيام الفريضة.

حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب المرض

الأساس في العلاقة الزوجية هو المودة والرحمة:

  • قال الله سبحانه وتعالى: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”، في سورة الروم الآية 21.
  • وعلى الزوج أن يعامل زوجته بما يُناسب قدراتها ولا يُحمّلها ما لا طاقة لها به، وفقًا لما أمر به الله.
  • إذا كانت الزوجة مريضة ولا تستطيع ممارسة الجماع، فعلى الزوج أن يُعذرها ولا يُجبرها على ذلك.
  • كما جاء في سورة النساء الآية 19:
    • “يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما أتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا يجعل الله فيه خيرا كثيرا”.

اقرأ أيضًا عن:

حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب الغضب وسوء معاملة الزوج

تتواجد مجموعة من الحقوق والواجبات بين الزوجين يجب الالتزام بها لزيادة الألفة والمحافظة على العلاقة:

  • يجب على الزوجة أن تفصل بين مشاعرها وحقوق زوجها، فالمرأة الحكيمة هي من تعرف كيف تُدير بيتها وتحافظ على ود الزوج.
  • يجب أن تدرك الزوجة أن امتناعها عن زوجها يجب أن يكون بعذر شرعي فقط كحيض أو نفاس، خلاف ذلك تعتبر آثمة.
  • إذا غضبت الزوجة من زوجها ومع ذلك حرصت على أداء حق المعاشرة، فإن الله سبحانه وتعالى سيجازيها، كما ورد في سورة الزمر الآية 10:
    • “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب”.

حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب حالتها النفسية

من الممكن أن تعاني الزوجة من حالات نفسية صعبة نتيجة ضغوط الحياة أو غيرها:

  • وقال البهوتي الحنبلي:
    • (وفعله مع الشهوة أفضل من نوافل العبادة، لأنه يشمل مصالح كثيرة كتحصين فرجه وفرج زوجته).
  • لذا على الزوجة الاستجابة لطلب زوجها للفراش حتى في حال معاناتها من ظروف نفسية صعبة، إذ يتعين عليها الالتزام بأحكام الشرع.
  • وتستحق الزوجة الأجر في هذه الحالة، فضلاً عن أن الزوج الذي يراعي ظروف زوجته النفسية يُثاب أيضًا.
  • يجب على الزوج أيضًا تلبية طلب زوجته إذا احتاجت لذلك، فلا يحق لأي عمل منهما أن يمتنع عن الآخر.

حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب خيانته

  • لا شك أن الخيانة تعتبر من الأمور العظيمة، وقيام الزوج بعلاقة محرمة يوجب عليه عواقب وخيمة، فهو ذنب كبير يتحمل تبعاته أمام الله.
  • إذا كانت الزوجة ما زالت في عصمة زوجها، فعليها طاعته وعدم رفض طلبه لها في الفراش.
  • إذا عجزت عن ذلك، فيجب عليها طلب الطلاق والانفصال عنه.

حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب التعب والنعاس

يعبر العديد من الأزواج عن استيائهم من رفض زوجاتهم لهم بسبب تعبهن من الأعمال المنزلية ورغبتهن في النوم:

  • أجمع الفقهاء على أن امتناع الزوجة عن معاشرة زوجها غير جائز شرعًا، إلا في حالات الأعذار الشرعية مثل المرض أو الحيض.
  • ومع ذلك، يُنصح الزوج أن يتحلى بالصبر ويُعامل زوجته بلطف، حتى لا يُحمّلها فوق طاقتها.
Scroll to Top