يُعرف يوم الشك بأنه اليوم الأخير من شهر شعبان والذي يُصادف الثلاثين من هذا الشهر. في هذا اليوم، يحتار المسلمون حول كيفية التعامل مع الصيام، إذ يتساءلون ما إذا كان هذا اليوم يمثل بداية شهر رمضان المبارك أم أنه اليوم المكمل لشهر شعبان، وما حكم الصيام فيه.
سنتناول في هذا المقال كافة التفاصيل والأحكام، بالإضافة إلى آراء المذاهب الفقهية مثل المالكية والحنابلة والشافعية وغيرها من العلماء حول صيام هذا اليوم.
ما هو يوم الشك؟
يُعتبر يوم الشك بمثابة اليوم المكمل لشهر شعبان، ما لم يتم رؤية الهلال في هذا اليوم. وإذا تمت رؤية هلال رمضان، فإنه يصبح بداية لشهر رمضان المبارك.
حكم صيام يوم الشك
صيام يوم الشك يُعتبر محرمًا، نظرًا لوجود احتمال كبير لرؤية الهلال في هذا اليوم. ومن الجدير بالذكر أن الشافعية والحنابلة يحرمان أيضًا صيام هذا اليوم بدافع الاحتياط.
أدلة صيام يوم الشك
هناك بعض الأدلة من القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تدعم فكرة صيام يوم الشك، وسنستعرضها كما يلي:
آيات من القرآن
تشير بعض الآراء إلى أن يوم الشك قد يكون بداية شهر رمضان، مستندة إلى قوله تعالى: “من شهد منكم الشهر فليصمه” صدق الله العظيم.
أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تَقَدَّمُوا رمضانَ بِصَومِ يومٍ ولا يومينِ، إلَّا رجلٌ كان يصومُ صَومًا فليصُمْه”
- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الشهر تسعٌ وعشرونَ ليلة، فلا تصومُوا حتى تَرَوْه، فإنْ غُمَّ عليكم فأكملُوا العِدَّةَ ثلاثين”
أدلة أخرى
كالقول: “أكملوا العدة ثلاثين”، مما يدل على وجوب إتمام الشهر، فإذا كان شهر شعبان مكتملًا بثلاثين يومًا، يُحرم صيام آخر يوم.
هل يجوز صيام يوم الشك في حالة تواجد غبار أو ظروف جوية غير مستقرة؟
في هذه الحالة، يُمنع الصيام إلا إذا تمت رؤية الهلال بوضوح. حتى في حالة سوء الأحوال الجوية أو تواجد السحب، يبقى الأمر كما هو.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا عدة الشهر ثلاثين.”، ولم يأمر النبي عليه الصلاة والسلام بالصيام بدافع الاحتياط في هذه الظروف.
وقد وُجدت بعض الروايات تُظهر أن ابن عمر كان يصوم يوم الثلاثين من شعبان رغم وجود الغيم، لكن ذلك يُعتبر اجتهادًا شخصيًا، ويجب الالتزام بما جاء به النبي.
اتّباع سنة النبي في صيام يوم الشك
قال رسول الله: “تركت فيكم ما إن اتبعتوه لن تضلوا بعدي أبدًا، كتاب الله وسنة رسوله.”
على جميع المسلمين الالتزام بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في صيام يوم الشك، مشددًا على أنه يجب اعتبار يوم الثلاثين من شهر شعبان مكملًا للشهر ما لم يُر الهلال بوضوح.
ما هو حكم صيام يوم الشك بنية تعويض ما فاته من رمضان؟
من المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يوم الشك. ومع ذلك، إذا كان الصيام بنية تعويض ما فات من رمضان فإنه يجوز.
فالنهي الذي جاء عن الرسول لا يُعني المنع عن الصيام للأشخاص الذين اعتادوا على صيام أيام معينة. فلو صادف أن يوم الشك هو أحد أيام الصيام المعتمدة مثل الإثنين أو الخميس، فلا مانع من الصيام.
حكم صيام يوم الشك في الفقه
اختلف الفقهاء حول صيام يوم الشك بين المذاهب، حيث نظر بعض الفقهاء إليه كونه يومًا مُعتمَدًا ويختلف آخرون في كيفية التعاطي معه. بعض الفقهاء مثل المالكية والشافعية أكدوا على أهمية النية في صيام يوم الشك، بينما الحنابلة والحنفيون كان لهم رأي آخر.
الختام، يجب على المسلمين الالتزام بالتحقق من رؤية الهلال وعدم البدء في الصيام إلا بعد التأكد من الأمر، وذلك حفاظًا على سنة النبي والتمسك بتعاليم ديننا الحنيف.