حمل الملائكة جنازة سعد بن معاذ
- تم الإشارة إلى أن نعش سعد بن معاذ كان خفيف الوزن بشكل غير متوقع، نظرًا لوسامته وطوله. وقد فسر النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك بقوله إن الله أرسل سبعين ألف ملك لتحمل جنازة سعد بن معاذ.
- ولعلو مكانته عند الله، نزل جبريل -عليه السلام- في جنازته مرتديًا عمامة من الاستبرق، وقد أبتهج أهل السماء بموت سعد.
نبذة عن سعد بن معاذ
- هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، وكان يعرف بلقب أبي عمرو.
- أمه هي كبشة بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن الأبجر، وقد كانت من النساء اللواتي بايعن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
- تميز سعد بن معاذ بكونه سيد الأوس، وكان طويل القامة وحسن الخلق.
إسلام سعد بن معاذ
- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستثمر قدوم الحجاج إلى مكة سنويًا للدعوة إلى الإسلام.
- في إحدى السنوات، التقى النبي بسبعة رجال من الخزرج كانوا يعبدون الأصنام في مكان يعرف بالعقبة.
- فدعاهم إلى الإسلام، وكان هؤلاء قد سمعوا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من اليهود الذين كانوا يعيشون بينهم في يثرب، فأدركوا أنه نبي من عند الله وصدقوا رسالته.
- عند عودتهم إلى المدينة، قاموا بإخبار الناس عن رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- ودين الإسلام، وفي العام التالي جاء اثنا عشر رجلاً من الأنصار لمبايعته.
- أقيمت البيعة في العقبة وسميت ببيعة العقبة الأولى.
- عند مغادرتهم، أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- معهم مصعب بن عمير -رضي الله عنه- ليعلمهم دين الإسلام والقرآن الكريم.
- أقام مصعب بن عمير في المدينة عند أسعد بن زرارة، حيث سمع عنه سعد بن معاذ وأسيد بن حضير -رضوان الله عليهم-.
- في البداية، ذهب أسيد لإيقافه عن دعوة الناس، لكنه سرعان ما آمن بالله واعتنق الإسلام بعد سماعه.
- تلاه سعد بن معاذ -رضي الله عنه- الذي ذهب أيضًا إليه واستجاب له وأسلم بعد سماع تعاليم الدين الإسلامي.
- وبمجرد إسلام سعد بن معاذ وأسيد بن حضير -رضوان الله عليهما-، عادا إلى قومهم، حيث قال سعد: “يا بني الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟”، فأجابوا: “سيدنا وأفضلنا”.
- فقال سعد: “فإن كلام رجالكم ونسائكم حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله”، فما كان من الناس إلا أن أسلموا جميعًا.
- استمر مصعب بن عمير -رضي الله عنه- في الدعوة إلى الإسلام حتى أسلم جميع سكان المدينة.
- لقد كان إسلام سعد بن معاذ -رضي الله عنه- نصرا كبيرا للإسلام بسبب مكانته العالية، حيث ساهم إسلامه في تسريع انتشار الإسلام في المدينة.
- تجلت مساعدة قبيلة بني عبد الأشهل عندما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون من مكة إلى المدينة، حيث استقبلوا المهاجرين بحفاوة، وشاركوا في أموالهم وممتلكاتهم دون أي تردد.
صفات سعد بن معاذ
- كان سعد بن معاذ ضخم الجسم، عريض المنكبين وطويل القامة، وكان ذو بشرة بيضاء ولحية حسنة.
- قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: “كان هناك ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا، وهم: أسيد بن حضير، سعد بن معاذ، وعباد بن بشر”.
- كان سعد معروفًا بحبه الشديد وحمايته للنبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث كان يدافع عنه إذا سمع الكافرين يسبونه.
- وفي غزوة بدر، عرض سعد على النبي أن يقيم له عريشًا ليجلس فيه خوفًا عليه، لكن النبي أثنى على طلبه ودعا له.
- كان بن معاذ شديد الغيرة على زوجته، وظهر ذلك عندما نزل الوحي على النبي -صلى الله عليه وسلم- بآية الملاعنة في سورة النور.
- فقد قال: “لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح”.
- عندما وصل هذا القول إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “أتعجبون من غيرة سعد، والله أغير مني”.
واعلموا أنه يمكنكم التعرف على:
بطولات سعد بن معاذ
شهدت حياة سعد بن معاذ العديد من البطولات والغزوات مثل غزوة بدر والأحزاب، وكانت مشاركته كالتالي:
غزوة بدر
- تُعتبر غزوة بدر من الغزوات التي كان فيها عدد الكافرين يفوق عدد المسلمين، فقد استشار النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين حول قتال المشركين خارج المدينة.
- كان يخشى أن يفكر الأنصار أنه لن يتمكن من الانتصار إلا خارج المدينة.
- رد عليه سعد بن معاذ نيابة عن الأنصار: “يا رسول الله لقد آمنا بك وصدقناك، وعاهدناك على السمع والطاعة، فامضِ بما أردت، فنحن معك.
- والذي بعثك بالحق لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك، وما تخلف منا رجل واحد، وإنا لنحب أن نلتقي عدونا غدا، لعل الله يريك منا ما يقر به عينك”.
غزوة الأحزاب
- عندما اجتمعت الأحزاب لمحاصرة المسلمين، أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- زعزعة صف الكفار لتخفيف الحصار عن المسلمين.
- ولتحقيق ذلك، أعلن أنه سيتصالح مع قبيلة غطفان مقابل أن يعطيهم ثلث ثمار المدينة.
- عندما تم عرض هذا الأمر على سعد بن معاذ، قال له: “يا رسول الله، إن كان الله قد أمرك بهذا فسمعًا وطاعة، وإن كان أمرًا تصنعه لنا فلا حاجة لنا فيه، فقد كنّا نحن وهؤلاء قوم على الشرك وعبادة الأوثان.
- وهم كانوا لا يطمعون في ثمرة واحدة إلا بثمنها، فبعد أن أكرمنا الله بالإسلام، وأعزنا بك، لن نعطيهم أموالنا، والله لن نعطيهم إلا السيف”.
كيف توفي سعد بن معاذ
- استشهد سعد بن معاذ -رضي الله عنه- في غزوة الخندق عن عمر يناهز 37 عامًا، وقد أكد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن الملائكة حملت جنازته.
- قُتل على يد رجل من قريش يُدعى حبان بن العرقة، الذي أصابه بسهم في كاحله، حيث يعتبر الكاحل عرقًا إذا تم قطعه ينزف حتى الموت.
- كان سعد يدعو ربه أن يبقيه حيًا حتى يحقق انتصار المسلمين على بني قريظة الذين خانوا العهد، فاستجاب الله لدعائه.
- لم يجد النبي -صلى الله عليه وسلم- خيارًا إلا أن أمر بإقامة خيمة تمريض لسعد في المسجد ليكون قريبًا منه.
اهتزاز العرش لوفاة سعد بن معاذ
- تروي السيدة عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- زار سعد بن معاذ وهو يحتضر برفقة عمر بن الخطاب وأبي بكر الصديق -رضوان الله عليهما-.
- كان حال جرحه يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، فضمّه النبي إلى صدره داعيًا له.
- رفع سعد رأسه ونظر إلى النبي وقال: “السلام عليك يا رسول الله، أما إني أشهد أنك رسول الله”، ثم توفي ودفن في البقيع.
- وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم وفاته إن عرش الرحمن اهتز لموت سعد فرحًا بقدومه إلى السماء، وتم حمل جنازته بواسطة الملائكة.