مقدمة حول سورة طه

مقدمة حول سورة طه

تُعتبر سورة طه من السور المكية، حيث تحتوي على مئة وخمس وثلاثين آية. وتعد السورة غنية بالكلمات، إذ تتضمن ألفاً وثلاثمئة وإحدى وأربعين كلمة، بينما يصل عدد حروفها إلى خمسة آلاف ومئتين واثنين وأربعين حرفاً. نزلت هذه السورة بعد سورة مريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك بعد الهجرة إلى الحبشة وقبل الإسراء والمعراج؛ لذا فإن نزول سورة طه يراوح بين السنة السابعة والسنة الحادية عشرة من البعثة.

توافقها مع السور السابقة

تظهر صلة سورة طه بالسور التي سبقتها من خلال النقاط التالية:

  • تتعلق المحتويات، وخاصة قصص الأنبياء، بما تم ذكره في سورة مريم.

تحدثت سورة مريم عن مجموعة من قصص الأنبياء، حيث تناولت بعضها بطريقة مبسطة كما في قصص زكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام، في حين تناولت قصة موسى عليه السلام بإيجاز. ولكن في سورة طه، تم تناول قصة موسى بشكل شامل، إلى جانب سرد مفصل لقصة آدم عليه السلام، الذي ذُكر اسمه فقط في سورة مريم.

  • ترتبط البداية في سورة طه بالنهاية في سورة مريم.

فقد ذُكر في نهاية سورة مريم أن الله سبحانه وتعالى يسّر القرآن بلغة النبي العربي ليكون بشرى للمتقين وإنذاراً للمعاندين، فقال تعالى: (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا).

في بداية سورة طه، يبرز هذا المعنى حيث يقول تعالى: (طه* مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى* إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى)، مما يوضح مسؤولية النبي صلى الله عليه وسلم في إيصال هذه الرسالة السامية.

أهداف سورة طه

تتضمن سورة طه عدة مقاصد، ومن أبرزها ما يلي:

  • بدأت السورة بخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، موضحةً مهمته ورفعة مكانة القرآن الذي أُنزل عليه.
  • تناولت السورة بشكل موسع قصة موسى عليه السلام، وافتتحت بالتوجيه الإلهي له، مؤكدةً اختياره لحمل الرسالة.
  • عرضت السورة الحوار الذي دار بين موسى وفرعون، وكذلك النقاشات مع السحرة الذين جمعهم فرعون لمواجهة موسى، وكيف أن السحرة اعتنقوا الإيمان بعد ذلك.
  • كشفت السورة ما حدث لبني إسرائيل أثناء غياب موسى، وكيف أن السامري أضلهم وعرضهم لعبادة العجل، مما استدعى غضب موسى عندما عاد، حيث حطّم العجل وأحرقه وألقاه في البحر، وذكر لهم: (إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً).
  • أوضحت السورة وظيفة القرآن الكريم، وبيّنت بعض آثار يوم القيامة، وما ينتظر الكافرين من عاقبة سيئة، مقابل ما يحظى به المؤمنون من حسن العاقبة.
  • تناولت السورة في نهايتها جانباً من قصة آدم، مشيرةً إلى سجود الملائكة له، ونسيانه لأمر ربه، وقبول الله تعالى لتوبته بعد وسوسة الشيطان له.
  • اختتمت السورة بتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر، وذكر الله بكثرة، والرد على افتراءات المشركين، مع تحذيرهم من العذاب إذا استمروا على كفرهم وضلالهم.
Scroll to Top