تأسيس الاتحاد السوفيتي: كيف تم تشكيل هذا الكيان السياسي الفريد

الاتحاد السوفيتي

كان الاتحاد السوفيتي دولة اشتراكية شيوعية تاريخية تتألف من 15 جمهورية تتمتع بحكم ذاتي، بما في ذلك روسيا وأوكرانيا وجورجيا وأرمينيا وكازاخستان. وبلغت مساحة الاتحاد السوفيتي حوالي 22,400,000 كيلومتر مربع.

تأسيس الاتحاد السوفيتي

تأسس الاتحاد السوفيتي كدولة اشتراكية في أوراسيا بين عامي 1922 و1991، وكانت موسكو هي العاصمة. تم تشكيل هذا الاتحاد بشكل تدريجي بناءً على الأحداث التالية:

  • تسبب ثورة أكتوبر عام 1917 في تأسيس الاتحاد السوفيتي بعد أن أطاح البلاشفة بالحكومة الروسية المؤقتة التي تولت الحكم بدلاً من القيصر نيكولاس الثاني، وكان ذلك تحت قيادة فلاديمير لينين، مما أدى إلى إنشاء جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية.
  • تلا ذلك اندلاع الحرب الأهلية الروسية بين الثوريين الحمر والمعارضين لها المعروفين بالبيض، حيث تمكن الجيش الأحمر من السيطرة على مناطق واسعة من الأراضي السابقة للإمبراطورية الروسية، وساعد الشيوعيون المحليون في استعادة السلطة عبر مجالس عُمالية تُعرف بالسوفيتات، والتي مثلت الفلاحين والعمال.
  • في عام 1922، انتصر الشيوعيون الحمر وتم تأسيس الاتحاد السوفيتي من خلال توحيد الجمهوريات الروسية والأوكرانية والجمهوريات القوقازية وبيلاروسيا تحت سيطرة الحزب الشيوعي.
  • تم قمع جميع الآراء والسياسات المناهضة للحزب الشيوعي الروسي، إذ كان الحزب يدعي تمثيل البروليتاريا، واعتُبرت جميع الأنشطة المتعارضة مع معتقداته معادية للثورة.
  • أنجز الحزب الشيوعي في نهاية المطاف قمع جميع المعارضين، وانتشر حكم السوفيت بشكل سريع في جميع أنحاء روسيا.
  • في العقود التي تلت تأسيس الاتحاد السوفيتي، أصبح واحدًا من أقوى الدول وأكثرها نفوذًا على مستوى العالم، حيث ضم في النهاية 15 جمهورية، تشمل كازاخستان وروسيا وجورجيا وأرمينيا وقيرغيزستان وبلاروسيا ومولدوفا وأوزباكستان وتركمانستان ولاتفيا وإستونيا وطاجيكستان وأوكرانيا وأذربيجان.

انهيار الاتحاد السوفيتي

حينما علم شعوب أوروبا الشرقية الشيوعية بتجاهل الحكومة الروسية لأي تحرك لإخماد المعارضة، بدأوا بتحدي الأنظمة الحاكمة والسعي نحو إقامة أنظمة متعددة الأحزاب في بلادهم. ساعد ذلك في انهيار الأنظمة الشيوعية تدريجياً في أوروبا الشرقية، حيث بدأت الانتفاضات في هنغاريا وبولندا عام 1989، ثم انتشرت إلى تشيكوسلوفاكيا وبلغاريا ورومانيا، وامتدت المظاهرات لتشمل ألمانيا الشرقية، مما أدى في النهاية إلى انتقال المواطنين إلى الغرب ثم توحيد ألمانيا في عام 1990. وفي عام 1991، انهار الاتحاد السوفيتي مع نهاية الحرب الباردة وتفكك النظام الشيوعي في أوروبا.

أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي

توجد العديد من الأسباب التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتي، ومن بينها:

  • سياسة ميخائيل غورباتشوف: تولى غورباتشوف الرئاسة عام 1985، وقدم خطة لمستقبل البلاد ترتكز على مبدأين رئيسيين: إعادة الهيكلة وتحرير القيود على الشعب السوفيتي. منح هذا النهج الشعب السوفيتي قدرة أكبر على التعبير عن آرائهم، وسرعت إصلاحاته في النهاية من سقوط الاتحاد السوفيتي، حيث أظهر تخفيف الضغوط على المواطنين ضعف الحكومة السوفيتية، مما جعلها عرضة للاعتراضات من قبل الآخرين الذين انتقدوا الحكومة بسلطاتهم الجديدة، مما أدى إلى إنهاء الحكم السوفيتي في عام 1991.
  • الضغوط الغربية: بدءًا من عام 1979، ازداد التوتر في الحرب الباردة بقيادة الولايات المتحدة تحت إدارة جيمي كارتر، حيث أصبح رونالد ريغان رئيسًا معارضًا للاتحاد السوفيتي، وزاد من الإنفاق العسكري الأمريكي، فضلاً عن البحث عن أسلحة متطورة ودعم مبادرة الدفاع الاستراتيجي، مما أثر سلبًا على الترسانة النووية السوفيتية. من جهة أخرى، استهدف الاقتصاد السوفيتي، وعزلته عن باقي الاقتصاد العالمي، وأدى انخفاض أسعار النفط إلى تدهور العمالة وإيرادات الاتحاد السوفيتي مما ساهم في انهياره.
  • فساد الفكر داخل المكتب السياسي: كان قادة الاتحاد السوفيتي مدفوعين بأفكار ماركسية، ومن بين أبرز هؤلاء القادة: ليون تروتسكي، وفلاديمير لينين، وجوزيف ستالين. أدت إزاحة نيكيتا خروتشوف إلى تغييرات جذرية في السياسة السوفيتية، حيث كان يعتبر آخر الزعماء الذين عملوا تحت قيادة الثوريين الأصليين. بعد عام 1963، ابتعد المكتب السياسي عن رؤية لينين، ومع زيادة ثروة النخبة الحزبية، عانى الملايين من الجوع في البلاد، مما أثار ردود فعل عنيفة من الشعب.
Scroll to Top