الضوء الأبيض
عند النظر إلى الكائنات والأجسام المحيطة بنا، يمكن بسهولة ملاحظة أن لكل منها لوناً فريداً. وقد أيدت عدة نظريات في الفيزياء فكرة أن جميع الأجسام، سواء كانت على سطح الأرض أو في الفضاء، تعتبر عديمة اللون. إن الألوان المنبعثة من تلك الأجسام، والتي تدركها العين، هي في الواقع نتيجة لانكسار الضوء الأبيض وانعكاسه بشكل معين. لفهم هذه الظاهرة، من الضروري استكشاف التركيبة الأساسية للضوء الأبيض.
تاريخ تفسير تركيبة الضوء الأبيض
أدى اسحق نيوتن دوراً مهماً في تفسير تركيب الضوء، حيث كان الأول الذي حاول تقديم تفسيرات منطقية توضح خصائص الضوء وتركبيته. اعتمد في تفسيراته على النظريات الميكانيكية وأشار إلى أن الضوء يتألف من جسيمات دقيقة تتحرك في خطوط مستقيمة، ما لم تعترضها عوائق. وبفضل التجارب المتعلقة بخاصيتي انكسار الضوء وانعكاسه، تم دعم هذه الفرضية لعدة سنوات. ومع ذلك، أدى اكتشاف خصائص جديدة للضوء، مثل حيادية الضوء، إلى تحدي هذه الفرضيات، إذ لم تتمكن من تفسير تلك الظواهر الجديدة بنفس الطريقة المتبعة مع الانكسار والانعكاس.
تفسير تركيبة الضوء الأبيض
قدم العالم هوغنس فكرة جديدة تفسر ماهية الضوء الأبيض، حيث افترض أن الضوء الأبيض يتكون من مجموعة من الموجات المنتشرة في الفراغ، تتوالى بشكل تؤدي كل نقطة في الموجة الواحدة إلى ظهور الموجة التي تليها. وقد أكدت عدة ظواهر، بما في ذلك تجربة الشقين التي أجراها يونغ، صحة هذا التفسير الموجي. وبالتالي، يتكون الضوء الأبيض من طيف ألوان مختلف، حيث يتمتع كل لون من هذه الألوان بموجة فريدة تساعد على رؤية تلك الألوان بوضوح عند انكسار الضوء، كما هو الحال مع ألوان قوس قزح وطيف الزجاج.
تركيبة الضوء الأبيض
يتألف الضوء الأبيض من ثلاثة ألوان رئيسية: الأحمر، الأزرق، والأخضر. يمتلك كل لون منها طول موجي يساوي ثلث طول موجة الضوء الأبيض. عند دمج أي لونين من الألوان الثلاثة، يتم إنتاج ألوان جديدة، ويمكن مزجها مع بعضها البعض للحصول على تشكيلة واسعة من الألوان المختلفة. وبالتالي، يمكن الاستنتاج بأن الضوء الأبيض يتكون من مجموعة لا نهائية من الموجات الضوئية الملونة.