تشخيص مرض الروماتيزم وأعراضه

هل هناك طريقة موثوقة لتشخيص الروماتيزم؟

يمكن لمختص الروماتيزم تشخيص الحالات المتعلقة بالروماتيزم، إلا أن الأمر لا يعتمد على طريقة واحدة مؤكدة. بل، يتطلب الأمر من الطبيب إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية والصور الإشعاعية لضمان دقة التشخيص. ومن الجدير بالذكر أن أعراض الروماتيزم قد تتشابه مع أعراض حالات مرضية أخرى، مما يزيد من صعوبة عملية التشخيص، حيث تشمل تلك الحالات الذئبة، التهاب المفاصل الصدفي، وآلام العضلات الروماتيزمية.

طرق التشخيص المستخدمة من قبل الأطباء للروماتيزم

يعتبر التهاب المفاصل الروماتويدي واحدًا من أمراض المناعة الذاتية، حيث يحدث نتيجة تفاعل غير طبيعي من الأجسام المضادة ضد خلايا الجسم السليمة. مما يؤدي إلى التهاب وألم في الأجزاء المتضررة وأعراض أخرى متعددة. يحتاج الطبيب إلى إجراء مجموعة من الفحوصات البدنية والمخبرية لتشخيص الروماتيزم بشكل دقيق.

ومن أبرز الوسائل المتبعة في تشخيص الروماتيزم الآتي:

تقييم أعراض الروماتيزم والتاريخ الطبي للمريض

تبدأ عملية التشخيص بتقييم الأعراض التي يعاني منها المريض، بما في ذلك مدة هذه الأعراض وتكرارها وشدتها. كما يتعين الاطلاع على أي تأثيرات على المفاصل المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر التاريخ الطبي العائلي مهمًا؛ إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليه بشكل كامل بسبب التشابه بين أعراض الروماتيزم وأعراض حالات مرضية أخرى، خاصة في المراحل الأولية.

وتتضمن الأعراض التي يركز عليها الطبيب ما يلي:

  • الشعور بالألم أو التصلب في أكثر من مفصل.
  • تورم أو ألم عند لمس أكثر من مفصل.
  • فقدان الوزن.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • الشعور بالضعف والتعب.

تشخيص الروماتيزم من خلال الفحوصات المخبرية

تتضمن الفحوصات المخبرية المستخدمة في تشخيص الروماتيزم ما يلي:

اختبار العامل الروماتويدي

يهدف هذا الاختبار إلى قياس مستويات البروتين (العامل الروماتويدي) الذي ينتجه الجهاز المناعي، والذي يمكنه مهاجمة الأنسجة السليمة. يعتبر ارتفاع مستوى هذا العامل علامة على وجود أمراض مناعية ذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي. ومع ذلك، فإن نتيجة فحص إيجابية لا تعني وجود المرض بشكل قاطع.

من المهم ملاحظة أن اختبار العامل الروماتويدي قد يُظهر نتائج طبيعية حتى في حالة وجود أمراض مناعية ذاتية، بينما يمكن أن يكون مرتفعًا أيضًا في بعض الأفراد الأصحاء، مما يستدعي المزيد من الفحوصات.

تحليل أضداد ببتيدات السيترولين الدورية

يشير هذا التحليل إلى الكشف عن الأجسام المضادة للببتيدات. تعتبر النتيجة الإيجابية مؤشرًا على الإصابة بالروماتيزم أو احتمالية حدوثها في المستقبل، بينما تشير النتيجة السلبية إلى عدم الإصابة.

فحص الأجسام المضادة للنواة

يستهدف هذا الفحص تحديد كميات البروتينات داخل نواة الخلية. تشير ارتفاع مستويات الأجسام المضادة للنواة إلى وجود مرض مناعي، لكن ليست كل نتيجة إيجابية تعني وجود مرض مناعي، حيث يجب إجراء المزيد من الفحوصات للتأكيد.

يمكن أن تتأثر مستويات الأجسام المضادة لعدة عوامل، مثل:

  • تناول بعض الأدوية.
  • التعرض للعدوى.
  • الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان.

فحص الدم الشامل

يساعد تحليل الدم الشامل في تقييم مستويات خلايا الدم وكشف وجود فقر الدم، الذي يعتبر عرضًا شائعًا مرتبطًا بالروماتيزم. تشمل النتائج الطبيعية لهذا الفحص:

  • العدد الإجمالي للخلايا البيضاء: 4.8 – 10.8 ألف خلية لكل مايكرولتر.
  • العدد الإجمالي للخلايا الحمراء: 4.7 – 6.1 مليون خلية لكل مايكرولتر.
  • مستوى الهيموغلوبين: 14.0 – 18.0 جرام/ديسليتر.
  • الهيماتوكريت: 42 – 52%.
  • صفائح الدم: 150- 450 ألف لكل مايكرولتر.

فحص سرعة ترسب الدم

يساعد هذا الفحص على تشخيص الروماتيزم، لكنه يحتاج إلى أن يتم تفسير نتائجه بالتزامن مع نتائج غيره من الفحوصات. يُعبر عن سرعة الترسب بالميلليمترات من السائل (البلازما) في الجزء العلوي بعد ساعة. تجدر الإشارة إلى أن هذه النتيجة ليست حاسمة بمفردها.

اختبار البروتين المتفاعل C (CRP)

يهدف هذا الاختبار إلى قياس مستويات البروتين الذي تنتجه الكبد استجابة للالتهاب. تشير المستويات المرتفعة إلى وجود التهاب، وقد ترتبط بأمراض مناعية ذاتية مثل الروماتيزم والذئبة. من الأفضل أن تكون مستويات هذا البروتين أقل من 10 مليجرام/لتر.

تحليل مستضدات الكريات البيضاء البشرية (HLA)

يبحث هذا الاختبار في وجود مستضدات كريات الدم البيضاء الموروثة (HLA). تشير الدراسات إلى أن 60% من حالات الروماتيزم تكون موروثة، وبالتالي، وجود هذه المستضدات يزيد من احتمالية تطور التهاب المفاصل الروماتيدي.

تشخيص الروماتيزم باستخدام التصوير الإشعاعي

يحتاج الطبيب إلى الاستعانة بالتصوير الإشعاعي لتحديد درجة شدة الروماتيزم، كما تساعد على متابعة تقدم الحالة. تشمل أنواع الصور الإشعاعية المطلوبة:

  • صور الأشعة السينية (X-ray) لتحديد التلف الذي قد يلحق بالمفاصل.
  • صور الرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم خطورة المرض.
  • صور الموجات فوق الصوتية (Ultrasound) لتقديم تفاصيل دقيقة عن الحالة.

ملخص المقال

يؤثر الروماتيزم على المفاصل مُسببًا ظهور أعراض متعددة في أجزاء مختلفة من الجسم، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة. يعتمد التشخيص على مجموعة من الفحوصات والتحاليل للكشف عن وجود علامات الالتهاب أو الأجسام المضادة المهاجمة للخلايا السليمة. تشمل هذه الفحوصات اختبار العامل الروماتويدي، الفحوصات المخبرية، بالإضافة إلى الفحص البدني والإشعاعي الذي يدعم النتائج ويُحدد مدى الأضرار إن وجدت.

Scroll to Top