يجب أن تستند العلاقة الزوجية إلى الاحترام والتقدير، بالإضافة إلى المودة والرحمة، كما أوضح الله سبحانه وتعالى في العديد من الآيات القرآنية.
حكم النفور في العلاقة الزوجية
- حدد الله سبحانه وتعالى حقوق وواجبات يجب على الزوجين الالتزام بها للحفاظ على علاقة صحية.
- على الزوجة أن تتوخي الحذر فيما يتعلق بتصرفاتها وأفعالها، وتؤدي حقوق زوجها بكامل إرادتها.
- لا يجوز لها رفض زوجها، إلا في حالات وجود مانع شرعي يمنعها من ممارسة العلاقة الحميمة، مثل الحيض أو النفاس، حيث إن نفورها عن زوجها يعتبر إثما عظيما عند الله سبحانه وتعالى.
- المرأة التي تعطي زوجها حقه في المعاشرة رغم غضبها تجازى عند الله سبحانه وتعالى، كما ورد في قوله تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
- ومع ذلك، ينبغي للزوج أن يأخذ بعين الاعتبار مشاعر زوجته ومعالجة الأمور برفق ولين، وألا يفرض حقوقه عليها باستخدام القوة أو العنف.
حكم امتناع الزوجة عن الفراش بسبب سوء المعاملة
- يتعين على الزوجة أن تفي بحقوق زوجها وأن تلبي جميع طلباته حتى لا تغضب الله عليها وتتعرض للعقاب، كما ورد في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح).
- يجب على المرأة أن تكون واعية لذلك، وتلبي دعوة زوجها حتى وإن كانت حائضًا أو نفساء أو مريضة، لأن له حق الاستمتاع بها بما هو فوق الإزار.
- اتفق علماء الأمة على أن المرأة التي لا تلبي دعوة زوجها بدون عذر تعتبر آثمة، وعليها التوبة والاستغفار، وأن تعزم على عدم تكرار ذلك.
- ووفقًا لآراء كبار الفقهاء، فإن المرأة التي لا تستجيب دعوة زوجها تعتبر ناشزة بلا حقوق في النفقة، لأن فعلها هذا يتعارض مع ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
حكم نوم الزوجة بعيدًا عن زوجها
في بعض الأحيان، تختار بعض النساء ترك غرفة النوم والابتعاد عن زوجهن عند حدوث مشكلات.
اختلف العلماء في حكم هذا النفور، ويمكن تلخيص الآراء كالآتي:
- جمهور الفقهاء يرون أنه لا يجوز للمرأة ترك غرفة النوم والنوم بعيدًا عن زوجها، لأن ذلك قد يزيد من القسوة بينهما.
- الإمام النووي يشير إلى عدم جواز نوم المرأة بعيدًا عن زوجها إذا علمت أن زوجها غاضب منها، وينبغي عليها السعي لرضاه، حتى لو كان هناك خلافات جسيمة.
- على الزوج أيضًا بذل الجهد لجلب المودة والتفاهم بينه وبين زوجته، وأن يتجاهل بعض أخطاءها.
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة، الودود الولود العؤود على زوجها…”.
- يوجد بعض الحالات التي يتماشى فيها ترك الفراش، مثل الابتعاد لفترة قصيرة لتهدئة الخلاف، ولكن إذا دعاه زوجها للفراش، يجب عليها الاستجابة، وإلا تعتبر ناشزة.
- إذا حدث نشوز من الزوجة، يجب على الزوج أن يهجرها، وإذا لم تستجب، يمكنه إلحاق الأذى بها، ولكن بشكل غير مبرح، مع الالتزام بالضوابط الشرعية كما ورد في قوله تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن…).
يمكنكم الاطلاع على:
الحالات التي يجوز فيها للمرأة الامتناع عن الفراش
- بطبيعة الحال، هناك حالات يُسمح فيها للزوجة بالامتناع عن تلبية دعوة زوجها، حيث يجب على الزوج أن يعامل زوجته بالمعروف.
- ينبغي عليه أيضًا أن يتفهم حالتها المرضية أو ما إذا كانت صائمة.
- يمكن للزوجين الاتفاق على أيام معينة لممارسة العلاقة إذا كانت الزوجة تعاني من أضرار بسبب الكثرة في الجماع.
حقوق الزوج على زوجته
- على المرأة إدراك أن الله سبحانه وتعالى قد منح حقوق الزوج أعلى منزلة، كما جاء في قوله تعالى (وللرجال عليهن درجة).
- يعالـج النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذه المسألة عندما قال: “لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن؛ لما جعل الله لهم من الحق.”
- يجب على الزوجة أن تكون على علم بأن رضا الزوج يعد من العبادات التي قد تؤدي بها إلى الجنة.
- من حقوق الزوج أيضًا أن تراعي مشاعره، وأن تضمن عدم إلحاق الضرر به، وألا تسمح لأحد بدخول البيت بدون إذن زوجها.
- ينبغي على المرأة أن تحافظ على مال زوجها، ولا تتصرف فيه دون موافقته، وذلك طبقًا لما ورد في قول الرسول صلى الله عليه وسلم (خير النساء إن نظرت إليها سرتك…).
- أيضًا يجب على الزوجة أن تستأذنه إذا رغبت بالصيام في غير أيام السفر.
حقوق الزوجة على زوجها
بناءً على ما سبق، فقد أقر الله سبحانه وتعالى حقوقًا للزوجة تتضمن:
- حق النفقة: يتعين على الزوج أن ينفق على زوجته وتوفير احتياجاتها الأساسية.
- حق الاستمتاع: يجب على الزوج مجامعة زوجته والحرص على معاشرتها بشكل لائق في جميع الأحوال.