تعريف سورة النحل في القرآن الكريم

نبذة عن سورة النحل

أسماء سورة النحل

تحمل سورة النحل العديد من الأسماء، وفيما يلي بعض هذه الأسماء:

  • سورة النحل: يُطلق عليها هذا الاسم في المصاحف وكذلك في كتب التفسير والسنة. سبب التسمية هو أن كلمة “النحل” لا توجد إلا في هذه السورة، كما في قوله تعالى: (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ).
  • سورة النعم: حيث تناولت السورة عددًا من النعم التي منحها الله تعالى لعباده وفضلها عليهم.

نزول سورة النحل وعدد آياتها

تُمثل سورة النحل السورة السادسة عشر في ترتيب المصحف الشريف. أما من حيث النزول، فهي السورة التاسعة والستون، حيث نزلت بعد سورة الكهف. وتشير بعض الأقوال إلى أنها نزلت في مكة المكرمة بعد نزول سورة الأنعام. وقد أشار إلى هذا في موضعين منها، مثل قوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ)، وقد اتفق العلماء على أن المحرمات المذكورة تخص ما ورد في سورة الأنعام. إذ يقول: (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا). ووفقًا لتفسير أبي السعود، فإن السورة مكية حتى آية (وإن عاقبتم) وآخر السورة، وهي من آخر الآيات التي نزلت في المدينة بعد غزوة أحد، وفقًا لروايات ابن عباس وابن الزبير. وجاء أيضًا عن قتادة وجابر بن زيد أن أولها مكي حتى الآية الحادية والأربعين، في حين أن ما تبقى منها فهو مدني.

اتفق العلماء على أن عدد آيات سورة النحل هو 128 آية، وعدد كلماتها يقارب 2840 كلمة، بينما عدد حروفها يصل إلى 7707 حرف.

التوافق في سورة النحل مع السور السابقة واللاحقة

تُعتبر سورة النحل من السور المكية، حيث نزلت قبل الهجرة. وقبلها، نزلت خمسة عشر سورة، وتحديدًا قبل سورتي الكهف والإسراء. وفي ترتيب المصحف، سبقت سورة الحِجر، حيث اختتمت بالتأكيد على أهمية الاستمرار في عبادة الله حتى النهاية، ومن ثم بدأت سورة النحل بالتأكيد على أن وعد الله سيأتي في وقته. وفيما يلي بعض أوجه التوافق مع سورة الإسراء التي تليها:

  • ناقشت سورة النحل كيفية الاستفادة من المخلوقات الأرضية، بينما تناولت سورة الإسراء قواعد الحياة الاجتماعية، مثل بر الوالدين وتحريم الزنا.
  • أشارت سورة النحل إلى أن القرآن الكريم هو من عند الله، في حين بينت سورة الإسراء الهدف من نزوله.
  • تحدثت السورتان عن النعم الكثيرة التي منحها الله للإنسان.
  • طلبت سورة النحل من النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الصبر على أذى المشركين، في حين ذكرت سورة الإسراء مكانته العالية.
  • ذكرت سورة النحل نهاية الآية: (إِنَّما جُعِلَ السَّبتُ عَلَى الَّذينَ اختَلَفوا فيهِ)، بينما تحدثت سورة الإسراء عن التوراة وما شرعه لبني إسرائيل.

موضوعات سورة النحل

تناولت سورة النحل مجموعة من الموضوعات، ويجمل ذلك على النحو التالي:

  • تحذير المشركين بالعذاب، وإبطال شركهم، والرد على شبهاتهم، واختتمت بذكر نعم الله عليهم وجحودهم لها.
  • زيادة الأدلة على وحدانية الله وانفراده بالألوهية، وإثبات نبوة محمد -عليه الصلاة والسلام-، وارتباط أصولها بدين إبراهيم -عليه السلام-.
  • الإشارة إلى البعث والجزاء، وإبطال عقائد الشرك، وتذكيرهم بخلق السماوات والأرض وما فيهما.
  • التحذير من الرجوع عن الإسلام، والتذكير بأسس الشريعة مثل العدل والإحسان، والوفاء بالعهد.
  • الحديث عن يوم القيامة، واعتباره حقًا لا مجال للشك فيه، بجانب الحديث عن نعم الله -تعالى- على الإنسان.

أما الموضوعات المفصلة التي تناولتها السورة، فهي كما يلي:

  • الآيات من (1-23)؛ تناولت وحدانية الله -تعالى- بإثباتها من خلال الأدلة، وبيان إبطال الشرك.
  • الآيات من (24-34)؛ تتحدث عن رد القرآن الكريم على الشبهات التي يطرحها الكافرون، وعاقبتهم، ومدح المؤمنين وثوابهم.
  • الآيات من (38-42)؛ تبرز حقيقة البعث والجزاء، وتوضح أن إنكار الكافرين لهما هو كذب وافتراء.
  • الآيات من (43-50)؛ تؤكد على حقيقة النبوة، وتبطل الشبهات حول إنكارها.
  • الآيات من (51-100)؛ تواصل إبطال الشرك بكل أشكاله.
  • الآيات من (101-111)؛ تركز أيضًا على الرد على الكافرين وشبهاتهم تجاه القرآن.
  • الآيات من (112-128)؛ تشير إلى سبب استحقاق الكافرين للعذاب بسبب كفرهم بنعم الله، وتذكر إبراهيم -عليه السلام- وعمله في بناء الكعبة، وتحث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.
Scroll to Top