استكشاف أسماء الله الحسنى وخصائصه الإلهية

مفهوم أسماء الله وصفاته

تعريف أسماء الله

في اللغة، يُعرف الاسم بأنه كل ما يُمكن من خلاله التعرف على الشيء ودلالته. وقد عرّفه النحاة بأنه ما يدل على معنى معين لا يقترن بزمن. أما اسم الله العظيم، فهو الاسم الذي يجمع بين معاني صفاته. إضافةً إلى ذلك، يُعرف اسم الجلالة بأنه الله، وتُعتبر أسماء الله هي الأسماء التي أطلقها الله على ذاته واستأثر بها لنفسه. وقد سُمّيت أسماء الله بالحسنى لكونها تحمل جمالًا في الألفاظ وتلامس القلوب، كما أنها تُعبر عن وحدانيته، وعظمته، ورحمته، وفضله. ومن الآيات القرآنية التي تشير إلى ذلك قوله تعالى: “اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى”. وتُعتبر أسماء الله الحسنى تلك التي أوضحها الله لنفسه وأكدها نبيّه -عليه الصلاة والسلام-، وآمن بها جميع المؤمنين.

تعريف صفات الله

تنقسم صفات الله -تعالى- إلى نوعين، الأول: الصفات الذاتية، وهي الصفات التي لا تنفصل عن ذات الله، مثل العلم والقدرة. وهذه الصفات تعتبر ملازمة لله ولا يمكن أن تفارقه. والنوع الثاني هو الصفات المتعلقة بمشيئته وقدرته، مثل الاستواء والضحك والغضب. وهذه الصفات يضبطها المبدأ القائل بأن الله -تعالى- يفعلها حسب إرادته، إذ يمكنه أن ينزل إلى السماء الدنيا في الوقت الذي يراه مناسبًا، بشكل يُليق بجلاله. وبذلك، تتوزع صفات الأفعال على نفس النمط.

وقد قام بعض العلماء بتقسيم الصفات الإلهية إلى ثلاثة أقسام:

  • القسم الأول: يتعلق بالدليل، ويتضمن الصفات الشرعية والعقلية، حيث يُستدل على بعض الصفات كصفة الحياة من خلال العقل، بينما تُعتبر صفة النزول من الصفات الشرعية.
  • القسم الثاني: يختص بالصفات المتعلقة بالمشيئة، وتشمل الصفات الذاتية والعملية.
  • القسم الثالث: ينقسم إلى الصفات المنظمة بين النفي والإثبات، حيث تُعتبر الصفات الثبوتية ما أثبته الله لنفسه مثل العلم، في حين أن الصفات المنفية هي تلك التي نفاها الله عن نفسه مثل النوم.

ويُعرف ضابط الصفات الإلهية بأنها الأمور المتميزة التي تنفرد بها الذات الإلهية، والتي جاءت في الأدلة من الكتاب والسنة.

التمييز بين أسماء الله وصفاته

يمكن التمييز بين أسماء الله -سبحانه- وصفاته من خلال النقاط التالية:

  • جميع الأسماء تُشير إلى ذات الله، بينما تختلف الصفات بين كونها ذاتية أو فعلية.
  • يمكن أن تُضاف الأسماء إلى تعبيرات عبادية مثل “عبد الله”، بينما لا يصح ذلك مع الصفات، كما في “عبد العلم”.
  • الصفات تُشتق من الأسماء؛ مثل صفة الرحمة التي تُشتق من اسم الرحيم. إذ تحتوى جميع أسماء الله على صفاتٍ تناسب كماله، حيث تشير الأسماء إلى شيئين: الذات والصفة، بينما تشير الصفات إلى عنصر واحد وهو الصفة.

مصادر معرفة أسماء الله وصفاته

فضل الله -تعالى- الإنسان بالعقل، لكن لا يمكن للعقل أن يكون مقياسًا شاملًا لجميع الأمور. لذلك، فإن الإيمان بأسماء الله وصفاته يعتمد على إثبات ما جاء به الله ورسوله، ونفي ما نُفي عنه. ويتم ذلك من خلال الوحي، لذا يجب على المسلم التمسك بالقرآن والسنة كمصادر أساسية لأسماء الله وصفاته. بينما من الممكن للعقل إدراك بعض البديهيات مثل صفة الحياة.

أهمية معرفة أسماء الله وصفاته

تحمل معرفة أسماء الله وصفاته أهمية كبيرة، منها ما يلي:

  • الإيمان بها هو جزء لا يتجزأ من الإيمان بالله، ويعتبر عنصرًا حيويًا في استقامة المسلم. كما تجلى ذلك في العبادات التي أمرنا الله بالتوجه إليها، وتساعد في تجنب الانحراف والضلال، وابتعادنا عن العذاب. كذلك، تحمل معرفة أسماء الله قيمة عالية، فهي من أعظم العلوم وأجلها، حيث ذُكرت في العديد من الآيات.
  • يساهم الإيمان بها في الابتعاد عن الشرك والقرب من الهداية، وتعزيز المعرفة بالله -جلّ جلاله-.

عدد أسماء الله وصفاته

تعددت آراء العلماء حول عدد أسماء الله الحسنى، وجاءت هذه الآراء كما يلي:

  • الرأي الأول: يشير إلى أن عددها غير محدود، ولا يُحصيها إلا الله، حيث استأثر ببعضها لنفسه. كما جاء في دعاء النبي -عليه الصلاة والسلام-: “لا أُحصي ثناءً علَيكَ”، مما يدل على عدم إمكانية حصره لأسمائه، وبهذا لا يمكن حصر صفاته أيضًا.
  • الرأي الثاني: يعتقد بأنها محصورة بعدد معين، لكن الآراء اختلفت بشأن العدد، حيث قيل: ثلاثمائة، أو ألف، أو ألف وواحد، أو أربعة آلاف، أو مئة وأربعة وعشرون ألفًا، أو تسعة وتسعون.

أما صفات الله، فهي مستمدة من القرآن، وهي كثيرة ومتنوعة.

Scroll to Top