مقال علمي
يعتبر التعبير الذاتي هدفاً يسعى إليه العديد من الأفراد، حيث يسعون إلى إيصال أفكارهم وآرائهم بحرية وجرأة. وقد أدى ذلك إلى مساعي الكثيرين لتطوير مهاراتهم في فنون التعبير الصوتي وتوظيف لغة الجسد بطرق فعالة، من أجل إقناع الآخرين وتعزيز مكانتهم في المجتمع.
مع تقدم التكنولوجيا وظهور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت الكتابة وسيلة لا غنى عنها للتعبير عن الأفكار والمعتقدات. يسعى الكثيرون للحصول على إعجاب الآخرين من خلال ما يكتبونه، أحياناً لإيصال أفكار يعتقدون بصوابها. ومع ذلك، يلاحظ أن الساحة العربية تفتقر إلى المقالات العلمية الموجهة لجمهور تلك المجتمعات، إذ تتسم غالبية المحتويات بالعناوين الاستفزازية والأساطير بهدف جذب المزيد من المشاهدات والإعلانات. هكذا، نجد أن المحتوى العلمي في العالم العربي لا يزال فقيراً، حيث يتركز معظم المحتوى على تبادل الشائعات، الفضائح، والمسلسلات، دون تقديم معلومات علمية دقيقة.
تتميز التعريفات المرتبطة بالمقالات العلمية بتنوع وجهات النظر، حيث يراها البعض مجرد نقل لمعلومات جديدة، بينما يعتبرها آخرون مخصصة فقط للعلوم الطبية والتقنية. وغالباً ما تنتمي الفئة التي تُعرف المقال العلمي بالمعلومات المجتزة إلى الأفراد الذين يكتبون في تلك المواضيع، ومدى تفاعل آرائهم غالباً ما يكون مشوباً بالضعف والركاكة.
سنتناول في هذا المقال مفهوم المقال العلمي بزاوية شاملة؛ بحيث لا نستثني أي من وجهات النظر. إذا نظرنا إلى المصطلح باللغة الإنجليزية، نجد أن المقال العلمي يعتمد على العلوم القائمة التجريبية والرياضية. ولكن، نظراً لتعدد المعاني لكلمة “علمي” في لغتنا العربية، سنعمل على توسيع مفهوميته. العلم في اللغة العربية يشير إلى كل ما يتعلق بالحقيقة استناداً إلى المنطق. لذا، يجب أن يكون للمقال العلمي قاعدة منطقية، بعيداً عن الأساطير والخرافات. شرط آخر هام هو أن يتم بناء الفرضيات بشكل عقلاني، ويجب تجنب استخدام أي دليل تاريخي غير مثبت أو اقتباس لأي عالم دون الرجوع للمصدر الذي استند عليه.
مقال علمي عن البكاء
أظهرت الأبحاث الحديثة فوائد البكاء على الصحة، حيث تختلف أنواع الدموع الناتجة عن المواقف العاطفية من حيث التركيبة والوظيفة. تُعد الدموع تفاعلات كيميائية تنشأ استجابة للمشاعر، وتحتوي بشكل أكبر على البروتينات. تشير الدراسات إلى أن الدمعة، سواء كانت ناتجة عن الفرح أو الحزن، تساهم في إعادة التوازن الكيميائي في الجسم، كما تمنح الفوائد العلاجية النفسية.
تشير إحدى الأبحاث إلى أن النساء يبكين بشكل مسموع حوالي 64 مرة في السنة، بينما يبكي الرجال حوالي 17 مرة. الدكتور بيل فري من مركز أبحاث الدمع وجفاف العين في ولاية مينيسوتا الأمريكية يؤكد على أن البكاء يعد مفيداً، حيث عبر 85% من النساء و73% من الرجال الذين شاركوا في الدراسة عن شعورهم بالراحة بعد البكاء. التنظيف الكيميائي الذي يحدث أثناء البكاء يساهم في التخلص من المواد الكيميائية المرتبطة بالتوتر، خاصة تلك الموجودة في الدموع الناتجة عن الحالات العاطفية. الدموع العاطفية غنية بهرموني البرولاكتين وACTH، الذين يتواجدان في الدم عند تعرض الفرد للضغط. لذلك، فإن البكاء ليس مجرد استجابة عاطفية، بل هو أيضًا يمنح آثارًا صحية إيجابية، حيث يتواجد البرولاكتين بكميات أكبر لدى النساء، مما يفسر زيادة حدوث البكاء بينهن.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن تصنيف الدموع إلى ثلاثة أنواع: الدموع المطرية التي تحافظ على رطوبة العين، الدموع الناتجة عن الحساسية، ودموع العواطف. عند البكاء، تتزايد كمية الدموع بشكل ملحوظ، بما يتراوح بين 50 إلى 100 ضعف من المعدل الطبيعي في الدقيقة. تُنتج العين عادة 5 ملليمترات من الدموع في اليوم.
تجدر الإشارة إلى أن حركة فتح وإغلاق العين بشكل لاإرادي بمعدل 20 مرة في الدقيقة تلعب دوراً هاماً في الحفاظ على مرونة العين.
تعبير علمي حول ما يتنفسه الغطاس
يتكون معظم هواء الغوص من مزيج من النيتروجين والأكسجين بنسبة 4:1. يعتبر النيتروجين غازاً غير نشط كيميائياً، يمر عبر الجسم أثناء التنفس دون التأثير على العمليات الكيميائية. ومع تزايد العمق في الماء، يزداد الضغط، مما يتطلب زيادة ضغط مزيج الهواء الذي يحتاجه الغطاس. عند عمق ثلاثين متراً، يحتاج الغطاس إلى استنشاق هواء يزيد ضغطه أربع مرات عن الضغط الجوي.
إذا استمر الغطاس في استخدام هواء عادي عند الأعماق، ستبدأ أنسجة الجسم بامتصاص كميات زائدة من النيتروجين مما قد يؤدي إلى ما يعرف بتخدير الغطاس. هذه الحالة تشبه التسمم الكحولي. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر آخر ناتج عن استنشاق مزيج النيتروجين في عمق البحر، وهو مرض نقص الضغط (الانحناءات)، والذي يحدث إذا نزل الغطاس بسرعة، مما يؤدي إلى تكوين فقاعات من النيتروجين في الدماغ أو الحبل الشوكي.
لتجنب هذه المخاطر، يفضل الغطاس استنشاق مزيج من الهيليوم والأكسجين بدلاً من الهواء العادي. الهيليوم هو غاز خامل لا يتفاعل مع الأنسجة، كما أن نسبة امتصاصه أقل من النيتروجين. ولكنه يسبب فقدان حرارة الجسم بشكل أسرع، مما يتطلب من الغطاس ارتداء بدلة غطس دافئة لحمايته من البرودة.
تعبير علمي عن سبب زُرقة السماء
تتدرج ألوان السماء من النيلي الداكن إلى البرتقالي أو الأحمر أثناء الغروب، لكننا نميل إلى اعتبار اللون الأزرق هو اللون الطبيعي للسماء. وبما أن الشمس مصدر الضوء، فإنها تُصدر ضوءًا أبيضَ، مما يُثير الدهشة حول لماذا نراها زرقاء.
يتكون اللون الأبيض من مزيج الألوان السبعة: الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق، البنفسجي. الأجسام المختلفة تمتص وتعاكس الضوء بطرق تختلف بحسب التركيب الكيميائي لها. على سبيل المثال، المادة الحمراء تمتص جميع الألوان ما عدا الأحمر الذي تعكسه، بينما المادة السوداء تمتص جميع الألوان. يتعرض شعاع الضوء للانكسار في الهواء وفقًا لكمية الجزيئات، مما يؤدي إلى انكسار الموجات القصيرة الأكثر (الزرقاء) بدرجة أكبر من تلك الأطول (الحمراء).
عندما تكون الأجواء صافية، تكون كمية الجزيئات في الهواء أقل، مما يجعل السماء تبدو زرقاء فاتحة. ومع انخفاض الضوء في المساء، تزداد كمية الجزيئات في الجو، مما يؤثر في تشتت الضوء، فتظهر الألوان الدافئة كالصفراء والحمراء.
لو كانت الأرض مثل القمر، خالية من الغلاف الجوي، لظهرت السماء سوداء في كل الأوقات.
تعبير علمي عن سبب تساقط أوراق الأشجار
أوراق الأشجار تعد من عجائب الطبيعة، حيث ليست مجرد قطع جميلة بل تساعد في تغذية النبات وتوفير الغذاء لكافة الكائنات. تتكون الأوراق من الألياف والأنسجة المرتبطة بالجذع، وتُنظم عبر عروق تنقل المواد الغذائية للأجزاء المختلفة. عملية التمثيل الضوئي تُعتبر الأساس لإنتاج الغذاء في النبات، وتتطلب الكلوروفيل الذي يمتص أشعة الشمس لبناء الكربوهيدرات.
عند بدء عملية البناء الضوئي، تتعاون الإنزيمات مع الطاقة الشمسية لتفكيك الماء إلى هيدروجين وأكسجين. يتم امتصاص الأكسجين الذي يخرج من الأوراق، بينما يُستخدم الهيدروجين مع ثاني أكسيد الكربون لتكوين الكربوهيدرات الضرورية للحياة.
تساقط الأوراق في فصل الخريف يظهر نتيجة لضعف الوصلة بين الورقة والساق. مع اقتراب مدة النهار القصير، تنخفض عملية التمثيل الضوئي، مما يؤدي لتكون خلايا طرية تؤدي في النهاية لسقوط الأوراق. هذا يحدث لتحجيم فقدان المواد الغذائية خصوصاً خلال الشتاء البارد.