تطعيم الشهر الرابع
يعتبر الالتزام بالجداول الزمنية الموصى بها لتطعيم الأطفال أمرًا بالغ الأهمية لضمان أمنهم وحمايتهم من الأمراض التي تتضمنها اللقاحات. إن تأخير اللقاحات قد يعرض الأطفال للخطر؛ لذا من المهم تلقي جميع الجرعات في مواعيدها المحددة. ومن المهم ملاحظة أن نسيان جرعة واحدة ضمن سلسلة اللقاحات لا يتطلب إعادة الدورة بالكامل. ضمن برامج التطعيم الوطنية، توجد عدة لقاحات تُعطى في الشهر الرابع من عمر الطفل، وهذه اللقاحات تشمل ما يلي:
اللقاح الثلاثي البكتيري
لقاح الثلاثي البكتيري (DTP) الذي يحمي من الخناق (Diphtheria)، والسعال الديكي (Whooping cough)، والكزاز (Tetanus) يتكون من ثلاثة لقاحات ويُعطى على خمس جرعات. تؤخذ الجرعة الأولى عند بلوغ الرضيع شهرين، والثانية عند أربعة أشهر، والثالثة عند ستة أشهر، والرابعة عند 15 شهرًا، والخامسة عند خمس سنوات تقريبًا. إذا كان عمر الرضيع أقل من سنة، يتم الحقن في عضلة الفخذ، بينما يُحقن الأطفال الأكبر سنًا في الجزء العلوي من الذراع.
يحمي هذا اللقاح من الأمراض التالية:
- الخناق: الذي يتسبب في تدهور التنفس بسبب نمو غشاء سميك في الحلق وقد يؤدي إلى تلف أنسجة الجسم.
- الكزاز: الذي يؤدي إلى تصلب عضلات الجسم وتقلصات قد تؤثر في التنفس.
- السعال الديكي: المعروف أيضًا بالشاهوق، يتسبب بنوبات سعال شديدة تؤدي إلى صعوبة في التنفس وتقليل إمداد الدماغ بالأكسجين.
لقاح المستدمية النزلية من النوع ب
يُعطى لقاح المستدمية النزلية من النوع ب (Haemophilus influenzae type B vaccine) للأطفال دون سن الخمس سنوات لحمايتهم من الأمراض المعدية الخطيرة مثل الالتهاب الرئوي (Pneumonia) والتهاب السحايا (Meningitis). يُعطى اللقاح كجزء من مزيج يتضمن عدة لقاحات، مما يوفر حماية متعددة في حقنة واحدة. يُعطى على أربع جرعات: الجرعة الأولى عند شهرين، الثانية عند أربعة أشهر، الثالثة عند ستة أشهر، والرابعة تقريبًا عند السنة.
لقاح شلل الأطفال
شلل الأطفال (Polio) يؤثر على الجهاز العصبي والنخاع الشوكي، مما يؤدي إلى ضعف العضلات وقد يتسبب في الشلل. ولحسن الحظ، يمكن الوقاية من هذا المرض عبر لقاح شلل الأطفال، الذي يستخدم الفيروس غير النشط. يُعطى هذا اللقاح على أربع جرعات يُحقن تحت الجلد أو في العضلات، حيث تكون الجرعة الأولى عند شهرين، الثانية عند أربعة أشهر، الثالثة عند ستة أشهر، والرابعة عند خمس سنوات تقريبًا.
لقاح المكورات الرئوية
تنتشر بكتيريا المكورات الرئوية (Pneumococcal infection) عن طريق الاتصال المباشر، مما يؤدي إلى أمراض خطيرة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا البكتيري وعدوى الدم (Sepsis). لطالما كانت لقاحات المكورات الرئوية ضرورية للوقاية من هذه العدوى. هذا اللقاح مدرج في برامج التطعيم الوطنية في بعض الدول العربية، مثل السعودية، لكنه غير مدرج حاليًا في الأردن. يتم إعطاء اللقاح على شكل أربع جرعات، مع الجرعة الأولى عند شهرين، الثانية عند أربعة أشهر، الثالثة عند ستة أشهر، والرابعة بين 12 و15 شهرًا. وفي حال لم يتلق الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنتين أي جرعة، يُنصح باستشارة الطبيب.
- الأطفال الذين يعانون من حالات صحية مزمنة مثل أمراض القلب أو الرئتين.
- الأطفال الذين لديهم حالات ضعف في الجهاز المناعي مثل غياب الطحال أو الإصابة بفيروس عوز المناعة البشرية (HIV).
لقاح الفيروس العجلي
ينتقل الفيروس العجلي (Rotavirus) بسهولة بين الرضع والأطفال الصغار، متسببًا في أعراض مثل الإسهال المائي والقيء والحمى وآلام البطن، مما قد يؤدي إلى الجفاف. يُعتبر أخذ لقاح الفيروس العجلي (Rotavirus vaccine) من أفضل الطرق للحماية، ويأتي على شكل سلسلة من الجرعات. النوع الأول يحتوي على جرعتين، تُعطى الأولى عند شهرين والثانية عند أربعة أشهر، بينما النوع الثاني يحتوي على ثلاث جرعات.
نصائح بعد التطعيم
قد تظهر بعض الأعراض الخفيفة بعد التطعيم، ويُعد هذا أمرًا طبيعيًا وغالبًا ما يختفي من تلقاء نفسه. من الأعراض المحتملة: الألم في موقع الحقن أو الطفح الجلدي. إليك بعض النصائح للمشرفين على الأطفال بعد التطعيم:
- قراءة المعلومات المتعلقة باللقاح المُقدمة من الطبيب لفهم الأعراض الجانبية المحتملة.
- احتضان الرضيع.
- زيادة عدد مرات إرضاع الطفل.
- مراقبة الرضيع بعناية في الأيام التي تلي التطعيم وضرورة مراجعة الطبيب في حال ظهور أي أعراض مقلقة.
- تجنب اختلاط الرضيع بالأطفال المرضى.
- عدم مشاركة الطعام أو الشراب من قبل الأفراد المصابين بأي مرض معدٍ.
- متابعة جدول التطعيمات والالتزام بتوصيات الطبيب.
- التعامل مع أي ردود فعل خفيفة بطريقة آمنة، مثل استخدام الماء الفاتر لتخفيف الألم في موضع الحقن.
دواعي مراجعة الطبيب
يوصى بمراجعة الطبيب في حال ظهرت على الطفل أي من الأعراض التالية:
- الحمى.
- التوعك.
- رفض تناول الطعام.
- مشاكل في النوم.
- الإسهال.
- القيء.
أهمية المطاعيم
تُعتبر اللقاحات أمرًا حيويًا في حماية الأطفال من الأمراض، حيث تساعد الجسم على بناء مناعة دون التسبب في الإصابة بالمرض. تُعد اللقاحات من أهم التدابير الوقائية ضد الأمراض الخطيرة، وهي مصنوعة من ميكروبات مُعَدلة أو سموم مُخففة. عند إدخال اللقاح إلى الجسم، يقوم الجهاز المناعي بإنشاء أجسام مضادة، مما يُعزز القدرة على مكافحة الأمراض لاحقًا.
تُعطى معظم اللقاحات للأطفال من الولادة حتى سن الست سنوات، وغالبًا ما تتضمن أكثر من نوع من الميكروبات. لذا، يُنصح بالاحتفاظ بسجل دقيق للقاحات الطفل، حيث تعطي الملايين من الناس اللقاحات سنويًا دون آثار جانبية خطيرة. من الجدير بالذكر أن التطعيم أكثر أمانًا مقارنة بالمعاناة من الأمراض التي قد تؤدي إلى مضاعفات أثناء الحياة بل وحتى الوفاة.