تعريف الشعر المسرحي وأهميته في الفنون الأدبية

ما هو الشعر المسرحي؟

يُعتبر الشعر المسرحي أحد فروع الأدب التي ظهرت في العصور القديمة بأوروبا، وقد شهدت هذه الظاهرة ازدهارًا ملحوظًا في إنجلترا خلال أواخر القرن السادس عشر وأيضًا في فرنسا طوال القرن السابع عشر. على الصعيد العربي، بدأ الشعر المسرحي بالظهور حديثًا نتيجة اهتمام الأدباء العرب بالمسرح، حيث يُعتبر التمثيل وسيلة أكثر فاعلية لتوصيل الرسائل واستحضار العواطف في أذهان الجمهور مقارنةً بالقراءة التقليدية، مما يجعل المسرح محط جذب للجمهور.

يمكن تعريف الشعر المسرحي بأنه كتابة نص مسرحي وفقًا لمعايير وأساليب الكتابة الشعرية، وعادةً ما يعتمد على القصيدة القديمة أو غير المعاصرة، وهو بمثابة الأساس لبناء النصوص المسرحية. يُعرف الشعر المسرحي أيضًا بعدة تسميات مثل الدراما الشعرية، المسرحية الشعرية، أو الشعر الدرامي.

خصائص الشعر المسرحي

يسعى الشعر المسرحي إلى التألق من خلال عدة خصائص بارزة، أهمها:

  • لغة الحوار في المسرحية الشعرية تتميز بالإيقاع.
  • تتميز العواطف في المسرحية الشعرية بالقوة والعمق.
  • يعتمد الشعر المسرحي على الغموض، مما يعزز الجانب الإيحائي في العرض المسرحي.
  • يركز الشعر المسرحي على التصوير الغير محسوس وغير المرئي بشكل أكبر من النثر.

أبرز شعراء الشعر المسرحي

من أبرز شعراء العصور المسرحية:

  • الشاعر أحمد شوقي

من أهم أعمال أحمد شوقي في مجال الشعر المسرحي: “مصرع كليوباترا”، “مجنون ليلى”، و”عنترة”.

  • الشاعر مارون النقاش

تتضمن أشهر مسرحياته: “البخيل”، “أبو الحسن المغفل”، و”السليطي الحسود”.

  • الشاعر اليازجي

من أعماله المعروفة: “المروءة والوفاء”.

  • الشاعر محمود عباس

ومن أشهر مسرحياته: “قمبيز في الميزان”.

نماذج من الشعر المسرحي

تتعدد نماذج الشعر المسرحي، ومن أبرزها:

مسرحية مصرع كليوباترا

تُعتبر هذه المسرحية أولى مؤلفات أحمد شوقي، حيث تتناول تاريخ مصر في ظل حكم كليوباترا التي كانت تحت نفوذ روما. تُعرف كليوباترا بأنها شخصية أنانية وحرّة، وقد وقعت في حب القائد الروماني أنطونيو. خلال تلك الفترة، تفجرت صراعات السلطة بين أنطونيو وخصمه أكتافيوس، مما أدى إلى قيام معركة أكتيوم البحرية التي دعم فيها أنطونيو كليوباترا. ومع مرور الوقت، أسفرت هزيمته عن ترك كليوباترا له، مما جعله يعيش حالة من الحزن دفعت به إلى الانتحار بعد أن علم بخداعها.

فيما بعد، حاولت كليوباترا خداع أكتافيوس لكنها لم تنجح، مما دفعها هي الأخرى إلى الانتحار. ومن أبرز أبيات أحمد شوقي في هذه المسرحية:

“أنا أنطونيو وأنطونيو أنا

ما لروحينا عن الحب غنى

غننا في الشوق أو غني بنا

نحن في الحب حديث بعدنا

رجعت عن شجون الريح الحنون

وبعينيينا بكى المزن الهتون

وبعثنا من نفاثات الشجون

في حواشي الليل برقا وسنى

خبري يا كأس واشهد يا وتر

واروَ يا ليل وحدث يا سحر

هل جنيّنا من ربا الأنس السمر

ورشِفنا من دواليها المنى

الحياة الحب والحب الحياة

هو من سرحتها سر النواة

وعلى صحرائها مرت يداه

فجَّرت ماء وظلا وجنى

نحن شعرا وأغاني غدا

بهوانا راكب البيـد حدا

وبنا الملاح في اليم شدا

وبكى الطير وغنى موهنا

من يكن في الحب ضحى بالكرى

أو بمسفوح من الدمع جرى

نحن قربنا له ملك الثرى

ولقينا الموت فيه هينا

في الهوى لم نألُ جهد المؤثر

وذهبنا مثلًا في الأعصر

هو أعطى الحب تاج قيصر

لم لا أعطي الهوى تاجي منا”

مسرحية عنترة

تُعد هذه المسرحية واحدة من أعمال أحمد شوقي، التي تروي قصة عنتر بن شداد العبسي وعلاقته بحبيبته ابنة عمه عبلة. تعكس الأبيات التالية نموذجًا مميزًا عن مسرحية عنترة:

لم أنس ذكرك والرماح تسيل

درعي وتصبغ مشفري بالعندم

ولقد ذكرتك والرماح نواهل

منى وببيض الهند تقطر من دمي

فمضيت عتق الرماح لأنها

خطرت كأسمر قدمك المتقدم

وددت تقبيل السيوف لأنها

لمعت كبارق ثغرك المتبسم

الفرق بين الشعر المسرحي والمسرح الشعري:

يمثل الشعر المسرحي فن كتابة المسرحيات وصياغتها في إطار الشعر، إذ يؤسس على قصائد قديمة أو حديثة كقاعدة لتطوير النصوص المسرحية. يتضمن الشعر المسرحي العناصر الأساسية التي تشكل النص المسرحي كالدَّراما، والحوار، والشخصيات، بينما يُشار إلى المسرح الشعري على أنه عمل مسرحي يستند إلى مرجعيات شعرية قديــمة أو معاصرة كجذور لبناء العمل المسرحي.

Scroll to Top