إتقان نطق آيات القرآن الكريم

علم التجويد

يعتبر علم التجويد من أبرز وأهم العلوم في الشريعة الإسلامية، نظراً لرابطته الوثيقة بكتاب الله تعالى، وطريقة قراءته بدقة وتفكر. ويُعتبر أهل القرآن الكريم وعلم التجويد هم الصفوة التي اختارها الله، حيث منحهم شرف حفظ كلماته، وجعلهم خداماً للقرآن، فقاموا بتطوير قواعد وضوابط تساعد المسلمين على قراءة القرآن بطريقة صحيحة، بعيداً عن أي لحن أو تحريف. وقد أطلق علماء القرآن والعلوم المرتبطة به على تلك القواعد اسم “علم التجويد”، والذي يتناول في الوقت الحاضر موضوعات تتعلق بأصول اللفظ القرآني وكيفية نطقه بشكل صحيح. في هذه المقالة، سنستعرض مفهوم تجويد القرآن الكريم من حيث معنى التجويد في اللغة والاصطلاح، وحكم تجويد القرآن الكريم، وأهميته، بالإضافة إلى بعض الأحكام المتعلقة بعلم التجويد من مسائل وفضائل.

تعريف تجويد القرآن الكريم

تتضمن كلمة التجويد معنيين: الأول يتعلق باللغة، والآخر يتعلق بالاصطلاح. وفي ما يلي تفصيل لهذين المعنيين من منظور اللغويين وأهل الشريعة:

  • في اللغة: كلمة “التجويد” تُستخدم كمصدر للفعل “جوّد”، والذي يعني تحسين الأداء أو الإتقان. وعندما نقول “جوّد المقرئ آيات القرآن الكريم”، فإننا نعني أنه حرص على إخراج الحروف من مخارجها المخصصة وأضفى على الآيات نغمة جميلة.
  • أما في الاصطلاح، فقد قُسّم التجويد إلى قسمين: الأول هو التجويد العلمي والنظري، والذي يشمل معرفة القواعد والأحكام التي وضعها العلماء في هذا المجال. والثاني هو التجويد العملي والتطبيقي، ويتعلق بإخراج كل حرف من مكانه المحدد دون تحريف أو تغيير.

حكم تجويد القرآن الكريم

يمكن تقسيم حكم تجويد القرآن الكريم إلى قسمين، بناءً على ما يُقصد بالتجويد، وهما كالتالي:

  • التجويد العلمي والنظري، والذي ينظر إلى القواعد والأحكام المعروفة، ويعتبر فرض كفاية.
  • أما التجويد العملي والتطبيقي، فيكون من خلال الالتزام بالمد والسكت، وإخراج الغُنّة في مواضعها دون تحريف أو تغيير، وقد اختلف العلماء حول الحكم المتعلق بهذا النوع:
    • رأى بعض العلماء أن الالتزام بأصول التجويد واجب، ويؤثم القارئ إذا تركه، سواء فيما يتعلق بالحروف التي قد تغير معناها أو في الأحكام التي وضعها العلماء مثل الإظهار والإخفاء، باستثناء من لديه عذر مثل صعوبة النطق.
    • بينما يرى فريق آخر أن الالتزام بقواعد التجويد واجب شرعي، ويؤثم القارئ إذا كان عدم التزامه يؤدي إلى تغيير في المعنى. من جهة أخرى، هناك مسائل في التجويد يُعتبر الإتيان بها واجباً صناعياً، مثل الإدغام والإظهار، ولا يُؤثم القارئ إن لم يلتزم بها.

أهمية علم التجويد

تحمل قراءة القرآن الكريم أهمية كبيرة، حيث تُعد من أعظم القربات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى. وقد أشار الله تعالى في كتابه إلى أهمية القراءة، وذُكر ذلك في الآيات الكريمة: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ)، وقد حثّ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على قراءة القرآن، مؤكدًا أنه سيكون شفيعاً لأصحابه يوم القيامة. لذلك، لضمان الحصول على الأجر الكامل والثواب العظيم، يجب على القارئ أن يتبع الصفة التي قرأ بها النبي والتي تصلنا بالتواتر، والتي تشمل مراعاة القواعد الأساسية لأصول القراءة وأحكام التلاوة. ومن الجدير بالذكر أن الإتقان في حفظ القرآن يتطلب الالتزام بالكيفية الصحيحة للنطق، والتي تتحقق من خلال التلقّي والمشافهة، مما يساعد على تحسين الصوت وجودة الأداء.

فوائد علم التجويد

يعد علم التجويد من أعلى العلوم، ويعود على قارئ القرآن الكريم بالعديد من الفوائد، ومن أهم هذه الفوائد:

  • يساعد التجويد في الحفاظ على اللسان من اللحن والخطأ أثناء قراءة القرآن الكريم.
  • يتيح تجويد الآيات للقارئ الحصول على أجر عظيم وثواب كبير من الله تعالى.
  • يعتبر التجويد وسيلة لجعل الناس يحبون تلاوة القرآن الكريم وإقبالهم على سماعه، مما يزيد من حثهم على أداء الصلوات في المساجد وصلاة التراويح خلال شهر رمضان، حيث يتم ذلك عندما يقرأ الإمام القرآن برواية صحيحة وبأحكام التجويد.
  • يساهم التجويد في تحسين فصاحة القارئ وتقوية لسانه.
Scroll to Top