تشخيص مرض السكري
تشخيص مرض السكري يعتمد بشكل أساسي على الأعراض السريرية ونتائج الفحوصات المخبرية للدم. تشمل الأعراض الشائعة زيادة العطش، كثرة التبول، الجوع المفرط، التعب المستمر، تشوش الرؤية، الإحساس بالتنميل أو الخدر في الأطراف، فقدان الوزن غير المبرر، وظهور جروح تحتاج إلى وقت طويل للشفاء.
من المهم الإشارة إلى أن مرض السكري يقسّم إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي: السكري من النوع الأول، السكري من النوع الثاني، وسكري الحمل. تختلف الأعراض حسب النوع؛ حيث تظهر أعراض النوع الأول فجأة وخلال فترة زمنية قصيرة، مما يؤدي إلى قلق المريض ورغبته في فحص مستويات السكر بشكل متكرر. على عكس ذلك، فإن أعراض النوع الثاني تتطور ببطء على مدى سنوات عديدة. في بعض الحالات، قد لا تظهر أي أعراض واضحة، أو قد تكون خفيفة جدًا. كما توجد حالات تصنف ضمن مرحلة ما قبل السكري.
إدراكًا لأهمية الفحص المبكر، أوصت الجمعية الأمريكية للسكري بإجراء فحوصات لمستويات السكر في الدم لفئات معينة من الأفراد، ومن هذه الفئات:
- الأشخاص الذين يمتلكون مؤشر كتلة جسم مرتفع (أكثر من 25 بشكل عام، وأكثر من 23 للأمريكيين من أصول آسيوية) ويعانون من عوامل خطر إضافية مثل ارتفاع ضغط الدم أو مستويات غير طبيعية للكوليسترول.
- الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 45 عامًا، إذ يُفضل إعادة الفحص كل ثلاث سنوات إذا كانت النتائج طبيعية.
- النساء اللاتي سبق لهن الإصابة بسكري الحمل، يُنصحن بإجراء فحص لمستوى السكر كل ثلاث سنوات.
- الأشخاص المصابون بمرحلة ما قبل السكري، يُفضل لهم فحص مستوى السكر سنويًا.
الفحوصات المخبرية للتشخيص
توجد مجموعة متنوعة من الفحوصات المخبرية المخصصة لتشخيص مرض السكري، والتي يمكن إجراؤها في مراكز الرعاية الصحية مثل العيادات أو المختبرات. غالبًا ما تتطلب هذه الاختبارات تكرارًا في اليوم التالي لضمان دقتها. ومع ذلك، في بعض الحالات، يمكن للطبيب تشخيص المرض من خلال فحص واحد في حال كانت نتائج الفحص مرتفعة بشكل كبير أو في حال مرافقته لأعراض واضحة.
تحليل السكر التراكمي
اختبار هيموغلوبين A1C، المعروف أيضًا باختبار السكر التراكمي، يُستخدم لتشخيص مرض السكري ومرحلة ما قبل السكر. يقيس متوسط مستوى الجلوكوز في الدم خلال الشهرين إلى الثلاثة أشهر السابقة. تُشير نسبة بين 5.7% و6.4% إلى مرحلة ما قبل السكري، بينما تُشير نسب 6.5% أو أكثر إلى الإصابة بالسكري. هذا الاختبار مريح حيث لا يتطلب الصيام، ولكن قد يُعتبر غير دقيق في حالات معينة مثل وجود تغيرات في بنية الهيموغلوبين أو فقر الدم.
للمزيد حول تحليل السكر التراكمي، يمكن الاطلاع على المقال: (تحليل السكر التراكمي).
اختبار سكر الدم الصيامي
اختبار سكر الدم الصيامي يقيس مستويات السكر في الدم بعد فترة صيام تمتد لثماني ساعات أو أكثر. يُجرى عادةً في الصباح، وهو واحد من أكثر الاختبارات شيوعًا لتشخيص السكري. يتم مقارنة النتائج مع جداول تشير إلى مستويات السكر الطبيعية ومرحلة ما قبل السكري. يجب إعادة الفحص إذا كانت النتائج غير طبيعية، ونسبة السكر الصيامية يجب أن تكون أقل من 99 ملليغرام لكل ديسيلتر، في حين أن النتائج بين 100-125 ملليغرام تشير إلى مرحلة ما قبل السكري، وأي نتيجة تتجاوز ذلك تعني الإصابة بالسكري.
اختبار سكر الدم العشوائي
اختبار سكر الدم العشوائي يُستخدم لتشخيص المرضى الذين يعانون من أعراض ارتفاع السكر، حيث يتم قياس مستوى السكر في الدم دون اعتبار لوقت تناول الطعام. ارتفاع مستوى السكر لمستوى 200 ملليغرام لكل ديسيلتر أو أكثر قد يُشير إلى وجود مرض السكري، ويجب تكرار الفحص للتأكد من النتائج.
اختبار تحمّل الجلوكوز الفموي
اختبار تحمّل الجلوكوز الفموي يتطلب الصيام لثماني ساعات، وبعدها يتم قياس مستوى السكر، ثم يُعطى المريض محلول يحتوي على الجلوكوز. يتم قياس مستويات السكر بعد ساعتين، ويجب أن تكون أقل من 140 ملليغرام. القيم بين 140 و199 تشير إلى مرحلة ما قبل السكري، وأي مستوى أعلى يعني الإصابة بالسكري.
تظهر أهمية اختبار تحمّل الجلوكوز في تأكيد التشخيص لدى المرضى الذين تظهر نتائج اختبار السكر الصيامي طبيعية على الرغم من وجود أعراض لمرض السكري.
فحوصات إضافية
قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات إضافية بعد التشخيص الأولي. من هذه الفحوصات، اختبار الأجسام المضادة الذاتية لناقل الزنك الثامن، وهو ضروري لتحديد نوع السكري. وكذلك توجد فحوصات أخرى كفحص الأجسام المضادة لخلايا بيتا أو الأجسام المضادة للإنزيم نازع كربوكسيل حمض الغلوتاميك. في حال توفر مؤشرات وجود النوع الأول، يمكن إجراء اختبارات للبول للتحقق من وجود الكيتونات، وهي دلالة على استخدام الجسم للأنسجة كمصدر طاقة بدلاً من الجلوكوز.
الأطفال المصابون بالنوع الأول من السكري يحتاجون لفحوصات مرتبطة بأمراض المناعة الذاتية، بينما الأطفال المصابون بالنوع الثاني يحتاجون لمراقبة وظائف الكلى والكبد. يمكن أيضًا إجراء مزيد من الفحوصات بناءً على الأعراض الواضحة مثل اختبارات النوم أو تقييم متلازمة المبيض متعدّد الكيسات لدى الفتيات.
ملخص حول مرض السكري
مرض السكري هو حالة مرضية تتمثل في ارتفاع مستوى سكر الدم نتيجة عدم كفاية إنتاج الإنسولين أو فشل الجسم في الاستجابة له بشكل صحيح. الإنسولين هو هرمون حيوي يتم إنتاجه في البنكرياس، ويلعب دورًا حاسمًا في بدء استخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة ومساعدته على الانتقال إلى خلايا جسم الإنسان.
لمعرفة تفاصيل إضافية عن مرض السكري، يُمكن الاطلاع على المقال التالي: (ما هو مرض السكري).
الهوامش:
(*) مرحلة ما قبل السكري: تشير إلى حالة ارتفاع مستويات السكر عن الحدود الطبيعية ولكن دون الوصول إلى تشخيص السكري.
(*) الداء البطني: حالة مناعية ناتجة عن حساسيات تجاه الغلوتين الموجود في الحبوب مثل القمح.
(*) انقطاع النَفَس الانسدادي النومي: اضطراب تنفس مرتبط بالنوم نتيجة انسداد مجرى الهواء أثناء النوم.
فيديو عن كيفية تشخيص مرض السكري
يناقش الفيديو طرق تشخيص مرض السكري.