دراسة حول حياة وأعمال عبد الحميد بن باديس

نشأة ابن باديس

ابن باديس هو عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس، وُلد في مدينة قسطنطينة في الرابع من ديسمبر عام 1889م. نشأ في كنف أسرة نبيلة تتمتع بالعراقة والثراء والتوجه الديني. كان والده حافظاً لكتاب الله عز وجل، وله مكانة مرموقة في المجتمع، حيث عُرف كأحد المدافعين عن حقوق المسلمين في الجزائر. ينتمي إلى عائلة معروفة في شمال أفريقيا، وقد حفظ ابن باديس القرآن الكريم وهو في الثالثة عشر من عمره. بعد ذلك درس علوم اللغة العربية والدراسات الإسلامية على يد العالم الشهير حمدان الونيسي، الذي كان له تأثيراً كبيراً في شخصيته. كما تابع دراسته في جامع الزيتونة بتونس، وأبرز شيوخه كان العلامة محمد الطاهر بن عاشور.

فكر ابن باديس

ابن باديس عُرف كرجل إصلاحي يمتلك رؤية شاملة لتحسين المجتمع، واستمد أفكاره الحضارية من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. كان يؤمن بأن تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي يتطلب أولاً تحرير العقل من الجهل والتقاليد الاستعمارية المعيقة للتفكير. لذا كانت جهوده علمية ومدروسة، مع تركيز كبير على التعليم كعنصر أساسي في تغيير العقول. بذل جهوداً ضخمة لتوفير بيئة مناسبة لنشر المعرفة والثقافة بين الجزائريين، وساهم في نشر الفكر الإصلاحي في مختلف أنحاء البلاد، حيث دمج بين العمل السياسي ونشاطاته من خلال الصحف والمجلات. وبذلك، يعتبر مشروع ابن باديس شاملاً، حيث استهدف كل من الفرد والمجتمع.

آثار ابن باديس

ترك الشيخ ابن باديس أثاراً متعددة، تشمل ما يلي:

  • إنشاء المدارس والكتاتيب التعليمية.
  • الكتابة والمساهمة في الصحف والمجلات.
  • مقاومة الاحتلال الفرنسي من خلال جمعية العلماء المسلمين.
  • كونه رائداً للنهضة الإسلامية في الجزائر في العصر الحديث.
  • قام بتأليف بعض الكتب، وعلى الرغم من جهوده الكبيرة، إلا أن إنتاجه العلمي والتأليفي كان نسبياً محدودًا. ومن مؤلفاته: تفسير ابن باديس، ومجالس التذكير من حديث البشير النذير، والعقائد الإسلامية المستمدة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

وفاة ابن باديس

عانى ابن باديس من مرض شديد في الأيام الأخيرة من حياته، وكان هذا المرض السبب وراء وفاته، حيث تُوفي في الثامن من ربيع الأول عام 1359هـ، والموافق لعام 1940م، عن عمر يناهز 51 عاماً. ورغم رحيله، فإن أعماله العظيمة لا تزال حاضرة، إذ كانت دائماً في خدمة الحق والخير، فرحمه الله رحمة واسعة.

Scroll to Top