تعريف علم الفقه بشكل مبسط للأطفال

مفهوم الفقه للأطفال

الفقه يُعرَّف في اللغة على أنه فهم الأشياء والعلم بها، وينطق بكسر حرف الفاء. وقد ورد هذا المعنى في قوله تعالى: (مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ). كما أوضح القرافي أن الفقه يعني فهم ما يخفى من الأمور. ويُستخدم الفقه في كثير من الأحيان كمصدر يشير إلى المعارف المتعلقة به، تماماً كما يُستخدم مصطلح العلم للدلالة على الشيء المعروف.

أما في الاصطلاح، فإن التعريف الشائع للفقه هو: “العلم بالأحكام الشرعية العملية المستمدة من أدلتها التفصيلية”. فالعلم هنا يعني معرفة حقيقة الشيء، وما يتلو ذلك من قيود في التعريف يستبعد ما ليس من الفقه.

أول القيود التي ترد في تعريف الفقه هي الأحكام، حيث تُعرف بأنها نسبة أمر إلى آخر، لذا يُستثنى من الفقه العلم بالذوات والصفات والأفعال. أما “الشرعية”، فتعني أن مصدر الأحكام هو الشرع. ويُشير كونها “عملية” إلى ارتباطها بأفعال العباد، مثل الصلاة والصيام. ونظرًا لقضية كون الأحكام مكتسبة من الأدلة التفصيلية، فهذا يعني أنه لا يجوز إصدار أحكام دون دليل، كما أنه لا يُقبل الأدلة العامة بل يجب أن تكون مفصلة ومحددة.

أهمية دراسة الفقه

يُعتبر الفقه من أهم العلوم الشرعية، إذ يُسهم في تحقيق سعادة المسلم في الدنيا والآخرة. وقد ورد في القرآن الكريم تحفيز على التفقه في الدين في مواضع عدة، مثل قوله تعالى: (فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).

كما أكد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أهمية الفقه بقوله: (مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ). وتبرز أهمية الفقه في شمولية تناوله لمختلف جوانب حياة العباد، وعلاقاتهم بعضهم ببعض، وكذلك علاقاتهم بالآخرين. إذ تُعدّ المعرفة في دين الله من علامات النجاة والفلاح، وقد رفع الله من شأن العلماء وكرّمهم.

مصادر الفقه

يتفق جميع المسلمون على أن السلطة الوحيدة في التشريع تعود إلى الله -تعالى- وحده، وهو المصدر الأساسي للشريعة الإسلامية وكافة شرائع الأنبياء. وبشكل عام، هناك مجموعة من المصادر التي اتفق عليها الجمهور، بينما اختلف العلماء بشأن مجموعة أخرى، وتتوزع على النحو التالي:

المصادر المتفق عليها

تشمل مصادر الفقه التي اتفق عليها جمهور العلماء ما يلي:

  • القرآن الكريم، وهو الكتاب الذي أنزله الله على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-.
  • السنة النبوية المطهرة، بما تحتويه من أقوال وأفعال وتقارير.
  • الإجماع، وهو توافق المجتهدين في عصر معين حول حكم محدد مستند إلى الكتاب والسنة.
  • القياس، الذي يمكن من إضافة فرع إلى أصل بسبب علة مشتركة بينهما.

المصادر المختلف فيها

تتضمن مصادر الفقه الإسلامي التي اختلف العلماء بشأن صحتها كمرجع ما يلي:

  • الاستحسان.
  • المصلحة المرسلة.
  • الاستقراء.
  • الاستصحاب.
  • البراءة الأصلية.
  • سد الذرائع.
  • العادة والعرف.
  • الأخذ بأقل ما قيل.
  • إجماع الشيخين.
  • إجماع أبي بكر وعمر وعثمان.
  • إجماع الأربعة الراشدين.
  • إجماع أهل البيت.
  • إجماع أهل المدينة.
  • إجماع أهل الكوفة.
  • إجماع أهل البصرة.
Scroll to Top