الإمبراطورية البريطانية
يعتبر المؤرخون الإمبراطورية البريطانية أحد أعظم الإمبراطوريات على مر العصور، ويرجع ذلك إلى تأثيرها العميق والامتدادات الواسعة التي امتدت لتشمل نحو ربع سكان العالم في فترات ازدهارها. وقد شملت هذه الإمبراطورية حوالي ربع اليابسة، تاركةً أثرًا واضحًا على الأنظمة السياسية والاجتماعية في العديد من الشعوب التي خضعت حكمها. كما أن اللغة الإنجليزية، التي أصبحت اللغة الرئيسية في العديد من الدول، تُعد أبرز تجليات تأثير هذه الإمبراطورية، إلى درجة أن قيل إنها “لا تغيب عنها الشمس”.
تاريخ الإمبراطورية البريطانية
يمر تاريخ بريطانيا بالعديد من الفترات التاريخية الهامة، ومن أبرزها ما يلي:
العصور القديمة
تعود جذور تاريخ الجزيرة البريطانية، التي تقع في شمال غرب أوروبا، إلى الأزمنة البعيدة قبل الميلاد. حيث بدأت الجزيرة في الانفصال الجيولوجي عن القارة الأوروبية تقريباً عام 6500 قبل الميلاد، معتمدين على نمط حياة يعتمد على الصيد والترحال. واستمر هذا النمط حتى حوالي 750 قبل الميلاد عندما وصلت تقنية صناعة الحديد إلى الجزيرة، مما أتاح لهم إنتاج الأسلحة.
بعد الميلاد، وبالتحديد في عام 43 ميلادي، تمكنت الجيوش الرومانية من عبور القناة التي تفصل بين فرنسا وبريطانيا، والمعروفة حاليًا بالقناة الإنجليزية. وقامت هذه الجيوش بالقضاء على مقاومة القبائل المحلية، وشرعت في بناء مدن جديدة مثل لندن، بالإضافة إلى تمهيد ورصف الطرق لنقل الجيوش والبضائع. وفي غضون عشرة أعوام، استطاع الرومان السيطرة على معظم أجزاء الجزيرة، واستمر وجودهم حتى القرن الخامس الميلادي.
العصور الوسطى
في عام 1066، غزا دوق نورمانديا، ويليام، بريطانيا وهزم الملك هارولد في معركة هاستينغز. عقب هذا النجاح، عمل ويليام على إعادة تنظيم البلاد لتتوافق مع التقاليد النورماندية، حيث نظم الطبقة الحاكمة بناءً على ولائها له.
أنشأ ويليام طبقة جديدة من النبلاء العسكريين الذين جلبهم من فرنسا، واستمر النظام الملكي بنفس النموذج تقريبًا حتى اجتياح الطاعون لعدد من المناطق في القرن الرابع عشر، بما في ذلك ويلز واسكتلندا، وكذلك في القرن السابع عشر، مما أثر سلبًا على الاقتصاد. وفي رد فعل على ذلك، حاولت الطبقة الحاكمة فرض السيطرة من خلال سن قوانين للحد من غضب الشعب، بما في ذلك التشريع النيابي الذي يعد بداية خروج بريطانيا من العصور الوسطى.
العصر الجورجي والفيكتوري
ينتمي العصر الجورجي إلى الملك جورج الأول الذي تولى الحكم في 1714، وقد ساهم بشكل كبير في النمو الاقتصادي لبريطانيا من خلال الاستكشافات البحرية والتوسع الاستعماري. كما أنشأ فعليًا منصب رئيس الوزراء من خلال تعيين السير روبرت والبول.
تولت الملكة فيكتوريا العرش البريطاني عام 1837 وهي في سن الثامنة عشر، وطالبت خلال حكمها الذي يُعد الأطول في التاريخ البريطاني بحق الشعب في الاقتراع العام والمشاركة في الانتخابات للمجالس النيابية. وهذه التشريعات تُعتبر أسس القوانين البريطانية المعمول بها حتى يومنا هذا.