صعوبات التعلم
يسعى كل والد ووالدة إلى أن يكون لديهم طفل بصحة جيدة، خالٍ من الأمراض، وقادر على التفاعل والمشاركة في الحياة الاجتماعية مثل أقرانه. ومن المهم أن يتمكن هذا الطفل من تطوير مهاراته اللغوية والفكرية. ومع ذلك، تعتبر صعوبات التعلم من أبرز التحديات التي يمكن أن تعرقل تقدم الأطفال في مجالات التعلم الأكاديمي والاجتماعي. إذ تؤثر هذه الصعوبات في عدة جوانب من حياة الطفل، بما فيها مهارات تنظيم الوقت والتفكير المجرد. فما هي صعوبات التعلم، وما هو تأثيرها على حياة أطفالنا؟
تعرف صعوبات التعلم بأنها مجموعة من التحديات التي قد يواجهها الأطفال الأصحاء في سياق المدرسة، مما يؤدي إلى صعوبة في العمليات المرتبطة بالتعلم مثل الفهم والقراءة والكتابة، بالإضافة إلى تحديات كبيرة في الانتباه والتركيز. هذه التحديات قد تسبب تشتت الأطفال داخل الصفوف الدراسية، مما يؤدي إلى تدني تحصيلهم الأكاديمي. وغالبًا ما يحتاج هؤلاء الأطفال إلى صفوف خاصة ومناهج تعليمية تتناسب مع قدراتهم وتلبي احتياجاتهم.
أسباب صعوبات التعلم
تبدأ احتمالية حدوث صعوبات التعلم أثناء فترة الحمل، حيث يمكن أن تؤثر الأمراض التي تصاب بها الأم على الطفل وتزيد من فرص المعاناة من صعوبات تعلم مستقبلية. كما تعتبر المشاكل التي قد تحدث أثناء الولادة، مثل انقطاع الأكسجين عن الطفل، من الأسباب الرئيسية وراء هذه الصعوبات، وقد تؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة.
علاوة على ذلك، تشكل زيادة تلوث البيئة والأضرار الناجمة عنه تهديدًا كبيرًا على صحة الأطفال وعقولهم بسبب تأثيره على الخلايا العصبية في الدماغ، مما يزيد من فرص الإصابة بصعوبات التعلم. كما يجب ألا نغفل عن التحدي الذي يمثله المنهاج الدراسي؛ حيث ينبغي أن يكون المنهاج متوازنًا يراعي مستويات قدرة الطلاب الذهنية، كمًا وكيفًا، فكلما كان المنهاج غير مبني على الفروقات الفردية بين الطلاب، زادت احتمالية وجود أطفال يعانون من صعوبات التعلم.
تصنيف صعوبات التعلم
- صعوبات تعلم نمائية: ترجع إلى اضطرابات وظيفية تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، مما يؤثر على العمليات العقلية والمعرفية التي يحتاجها الطفل في عملية التعلم والتطور الأكاديمي مثل الانتباه، الإدراك، اللغة، والتفكير.
- صعوبات تعلم أكاديمية: تتعلق بالجانب الأكاديمي داخل المدارس، وتتضمن تحديات في العمليات الفكرية، القراءة، الكتابة، وكذلك العمليات الحسابية مثل الجمع والطرح.
العلاج
- التشخيص المبكر: يساهم التشخيص المبكر في زيادة فرص العلاج والتعامل بشكل فعّال مع حالة الطفل.
- إشراك الأبوين: يجب أن يكون الأباء جزءًا من العملية العلاجية لفهم مشكلات أطفالهم بطريقة مهنية ومبنية على أسس علمية، بعيدة عن الانفعالات النفسية.
- التعاون بين المدرسة والأسرة: يعتبر التعاون بين المدرسة وعائلة الطفل عنصرًا أساسيًا لتطوير برنامج علاجي شامل يسهم في تحسين تجربة التعلم للطفل.
- تخطيط برامج تعليمية خاصة: ينبغي وضع برامج تعليمية تستهدف الأطفال ذوي صعوبات التعلم في المدارس، لتحسين مستوى تحصيلهم وزيادة مهاراتهم اللغوية والإدراكية.