خطبة حول الهجرة إلى الحبشة
تُعد الهجرة إلى الحبشة من الأمور البارزة في تاريخ الإسلام، حيث تجسد فن الدعوة وأدواتها التي استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام. في هذا المقال، سنلقي الضوء على هذه الهجرة وأهميتها في السياق التاريخي الإسلامي.
مقدمة الخطبة
الحمد لله الذي خلق الإنسان تفضلاً، واصطفى من عباده رسلاً ليكونوا مبشرين ومنذرين، ليهلك من هلك عن بصيرة، ويحيى من حيا عن بينة.
أحمده سبحانه وأشكره، وأستعينه وأسأله المزيد من فضله، وأعوذ به من سخطه وعقابه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تنزه عن الشبيه والنظير، وتقدس عن الصاحبة والأولاد.
وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، جاء بالحق، ورفع راية التوحيد، صلى الله عليه وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه الذين كانوا نبراسًا للمؤمنين، وعلى التابعين لهم بإحسان، وسلم تسليمًا كثيرًا.
الوصية بتقوى الله
- أوصيكم أيها المؤمنون بتقوى الله عز وجل في كل الأمور.
- فالتقوى هي سبيل النجاة من عذاب النار والفوز بجناته.
- قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
- وإن تقوى الله تقتضي اتباع الأوامر واجتناب النواهي.
- لذا يجب أن نحرص على تقواه، فهي من أفضل الأعمال التي تقربنا إليه سبحانه وتعالى.
- كما وردت العديد من الآيات التي توضح أهمية التقوى، قال الله تعالى:
- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.
الخطبة الأولى
-
أيها المؤمنون، كرمنا الله تعالى بنعمة الإسلام.
- وهي نعمة تتطلب شكرًا، حيث أرسل الله لنا رسولًا رحيمًا.
- فقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكل ما يملك من أجل هذا الدين العظيم.
- فالرسول صلى الله عليه وسلم بذل جهده ليخرج الأمة من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان.
- وبعثه الله لنشر الدين وتبليغ رسالة الإسلام بأمانة وإخلاص، كما ذكر في كتابه:
- {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}.
- عندما بعث الله نبيه، ظل في مكة 13 عامًا يدعو الناس إلى الإسلام.
- لكن قريشًا كافأتّه بالإيذاء ولم تكتف بذلك، بل حاربت النبي والصحابة.
تواصل الخطبة الأولى
- استمر النبي في الدعوة رغم أذى قريش، بينما كان الصحابة يتعرضون للاضطهاد.
- حتى اجتمع قريش في دار الندوة وقرروا قتل النبي صلى الله عليه وسلم.
- عزموا على اختيار مجموعة من كل قبيلة كي يتفرق دم النبي بينهم.
- ولكن الله سبحانه وتعالى حمى نبيه من مكرهم.
- وعندما اشتد الأذى على المسلمين، أوصى النبي بالهجرة، حيث قال:
- “إن بأرض الحبشة ملكًا لا يُظلم عنده أحد، فالتحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجًا.”
- وبالفعل، هاجر 12 رجلًا و4 نساء، ومن بينهم:
- عثمان بن عفان وزوجته رقية، والزبير بن العوام، ومصعب بن عمير، وعبد الله بن مسعود، وجعفر بن أبي طالب.
- أيها المسلمون، يجب أن ندرك أن هذه الهجرة لم تكن سهلة، فقد ترك المسلمون أوطانهم وأموالهم.
- وبعد أن استقروا في الحبشة، علمت قريش بمكانهم، فأرسلت عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص إلى النجاشي ملك الحبشة.
- وطلبوا من الملك تسليم المسلمين، إلا أن النجاشي غضب ولم يستجب لهم، وحافظ على المسلمين.
- وبهذه الهجرة شهد الكثير من أهل الحبشة دخولهم في الإسلام، وكان الملك النجاشي من بينهم.
- وعندما توفي النجاشي، صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد عبده ورسوله ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
أيها المؤمنون، تذكروا أن رحلة الهجرة إلى الحبشة كانت صعبة، لكن المسلمين لم يتخلوا عن صلاتهم أو عباداتهم.
استمر النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة مع الصحابة، وهم مطمئنون إلى نصرة الله لهم.
الدعاء
أيها عباد الله، أنتم مدعوون للدعاء إلى الله تعالى وطلب فضله:
- اللهمّ نسألك رحمتك ومغفرتك، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة والنجاة من النار.
- يا سميع الدعاء، يا مقيل العثرات، يا قاضي الحاجات، اجعل المسلمين والمسلمات في حفظك ورعايتك.
عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون. أستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.