تُعتبر مشكلة كثرة التبوّل من أكثر الأمور إحراجًا، خصوصًا في الأوقات والأماكن غير المناسبة. يتسبب ذلك في قلق وإنزعاج للكثيرين. في هذا المقال سنستعرض موضوع كثرة التبوّل، وسنناقش أسبابه، بالإضافة إلى العلاجات الممكنة.
هل تعد كثرة التبوّل حالة مرضية؟
إن تقييم كثرة التبوّل كحالة مرضية لا يعتمد فقط على عدد مرات زيارة الحمام. بينما يتفاوت العدد الطبيعي للتبوّل بين ثلاث إلى ثماني مرات يوميًا، فإن الحالة تُعتبر مرضية إذا أعاقت الشخص عن القيام بأنشطته الحياتية بشكل طبيعي. أي أنه لا ينبغي على الشخص إلغاء مهامه اليومية بسبب حاجة ملحة للتبوّل.
أيضًا، يجب أن يشعر الشخص بالراحة ولا يعاني من قلق شديد في الأماكن التي لا تتوفر فيها دورات مياه.
أسباب كثرة التبوّل
يمكن أن تعزى كثرة التبوّل إلى نمط حياة يمكن تعديله بسهولة، وأيضًا إلى أسباب مرضية متنوعة. من بين هذه الأسباب:
- شرب السوائل بكميات كبيرة: قد يؤدي تناول كميات كبيرة من السوائل أو المشروبات التي تحتوي على كافيين أو غازية إلى زيادة الحاجة للتبوّل.
-
مرض السكري: كلا النوعين من مرض السكري يسبب كثرة التبوّل كأحد أعراضه الأساسية.
- حيث يقوم الجسم بالتخلص من الغلوكوز غير الضروري عبر البول.
-
الحمل: تحتاج المرأة الحامل للتبول بشكل متكرر منذ بداية الحمل.
- ويعود ذلك إلى ضغط الجنين على المثانة مما يزيد من حاجة الحامل للتبوّل.
-
التهاب المثانة الخلالي: يتمثل في التهاب عضلات المثانة.
- ويصاحب هذا الالتهاب ألم وضغط على منطقة الحوض.
-
تضخم البروستات: البروستات المتضخّمة قد تضغط على مجرى البول، مما يعيق التدفّق.
- يؤدي ذلك إلى تشنجات في جدار المثانة وتقلصاتها.
- نتيجة لذلك، تقل المساحة المتاحة لتخزين السوائل في المثانة.
-
بعض الأدوية: يمكن أن تكون بعض الأدوية، مثل تلك المعالجة لارتفاع ضغط الدم، مدرة للبول.
- وهي تؤثر على الكليتين وتساعد في التخلص من السوائل الزائدة.
-
الأمراض العصبية: عند تعرض الأعصاب للتلف، تتلقى المثانة إشارات غير دقيقة.
- مما يجعل المثانة تثير الحاجة للتبوّل بشكل مستمر وعشوائي.
-
أسباب أخرى: تشمل وجود أورام في المثانة سواء كانت حميدة أو خبيثة.
- كما يشمل التبوّل الليلي المتكرر، الذي يحدث بشكل شائع لدى كبار السن.
- نظراً لأن الهرمون المسؤول عن التبوّل الليلي يتراجع إنتاجه مع تقدم العمر.
بغض النظر عن تنوع الأسباب، فإن كثرة التبوّل يمكن علاجها، وسنتحدث لاحقًا عن العلاجات المتاحة.
التشخيص الطبي لكثرة التبوّل
إذا كنت تعاني من كثرة التبوّل مع أعراض مثل الألم في الظهر، والغثيان المستمر، وفقدان الشهية، من الضروري مراجعة الطبيب الذي سيقوم بتشخيص الحالة عن طريق:
-
التاريخ الطبي: حيث يقوم الطبيب بمراجعة تاريخك الطبي واستفسار عن الأدوية السابقة والأعراض الجانبية المرافقة ولون البول، بالإضافة إلى أسئلة أخرى.
- تحليل البول: قد يحتاج الطبيب إلى إجراء تحليل للبول لفحص مكوناته.
-
إجراء فحص لديناميكا البول: قد يتطلب الأمر إجراء فحص لتقييم أداء المثانة.
- يمكن ذلك من تحديد وجود مشاكل في عضلات المثانة أو الأعصاب.
علاج كثرة التبوّل
بعد تحديد السبب وراء كثرة التبوّل، سيصف الطبيب العلاج المناسب. على سبيل المثال، إذا كان السبب هو مرض السكري، فسيصف دواءً مناسبًا للتحكم في مستوى السكر في الدم. وفي حالة وجود التهاب، سيتم وصف العلاج المناسب له.
العلاج السلوكي
في بعض الحالات مثل (فرط نشاط المثانة)، قد ينصح الطبيب بتغييرات في نمط حياتك ونظامك الغذائي، مثل:
- تدريب المثانة: يعني ذلك زيادة فترات التوجه إلى الحمام للمساعدة في تعزيز قدرة احتفاظ المثانة بالبول.
-
النظام الغذائي: فقد يتطلب الأمر تقليل تناول الكافيين والأطعمة المدرة للبول.
- كما ينبغي زيادة تناول الأطعمة الغنية بالألياف.
-
مواعيد شرب السوائل: يجب إعداد مواعيد محددة لشرب المياه خلال اليوم.
- وتجنب شرب الماء قبل النوم لتفادي التبوّل الليلي.
بينما يتم استخدام الأدوية لعلاج كثرة التبوّل، فإن العلاج السلوكي له تأثير ملحوظ أيضًا.
تمارين كيغل
تمثل مجموعة من التمارين التي تستهدف أسفل الحوض، حيث تساعد في تقوية العضلات المحيطة بالمثانة مما يسهل التحكم بها.
بالإضافة إلى العلاج السلوكي، قد يصف الطبيب أدوية لتنظيم عملية التبوّل. إذا لم تنجح العلاجات السلوكية والعلاج الدوائي، فإمكانية استخدام حقن البوتوكس لتخفيف نشاط عضلة المثانة قد تكون متاحة.
تعمل حقن البوتوكس على إرخاء المثانة وزيادة قدرتها على تخزين البول.
يمكن أيضًا اللجوء لجراحة زرع محفزات عصبية تحت الجلد للمساعدة في السيطرة على قاع الحوض، مما يعزز القدرة على التحكم في البول.
كثرة التبوّل لدى الرجال
تأتي كثرة التبوّل عند الرجال مع مجموعة من الأعراض، منها:
- عدم الارتياح أو الشعور بالألم عند التبوّل.
- التبوّل مع دم أو بلون غير طبيعي.
- فقدان السيطرة على المثانة بشكل تدريجي.
- صعوبة التبوّل بالرغم من الحاجة الملحة لذلك.
- الشعور بالغثيان أو القيء.
- ألم في أسفل الظهر أو في جانبه.
- عطاس مستمر.
- زيادة الشهية.
ما هي أسباب كثرة التبوّل لدى الرجال؟
قد تعود كثرة التبوّل إلى تناول كميات كبيرة من السوائل، أو أسباب أخرى مختلفة مثل مشاكل الكلى. ومن بين الأسباب الشائعة هناك:
- تناول كميات كبيرة من السوائل، وخاصة المدرة للبول كالكافيين والمشروبات الكحولية.
- القلق والاضطرابات النفسية.
- الأطعمة التي تزيد من الحاجة للتبوّل.
- السكتة الدماغية والمشاكل العصبية.
- وجود ورم في الحوض أو كتلة.
- متلازمة (فرط نشاط المثانة).
- سرطان المثانة.
- حصوات الكلى.
- الإصابة بعدوى في الكلى.
- عدوى تنتقل عبر العلاقة الجنسية.
لماذا تحدث كثرة التبوّل لدى النساء؟
تعاني بعض النساء من الحاجة المستمرة للتبوّل، مما يؤثر سلبًا على مهامهن اليومية. ومن الأسباب المحتملة لكثرة التبوّل عند النساء:
-
شرب السوائل: تناول كميات كبيرة من السوائل يعد سببًا رئيسيًا وراء كثرة التبوّل.
- حيث يسعى الجسم للتخلص من السوائل الزائدة.
- كذلك تناول مدرات البول مثل الحمضيات والكافيين والمشروبات الغازية والكحولية.
- التهاب المسالك البولية: يحدث نتيجة تسرب البكتيريا إلى المثانة.
-
الحمل: من الشائع أن تعاني النساء من كثرة التبوّل خلال فترة الحمل.
- لأن ضغط الجنين على المثانة يتسبب في زيادة الحاجة للتبوّل، وتكون هذه الحالة ملحوظة بشكل أكبر في الثلث الأول والثلث الثالث من الحمل.
- بينما في الثلث الثاني، يرتفع الرحم مما يقلل الضغط على المثانة، وغالبًا ما تختفي هذه الأعراض بعد الولادة.
- فرط نشاط المثانة: يعني الحاجة للتبوّل بشكل مفاجئ، وفي بعض الأحيان يصعب التحكم في ذلك، حيث تصل عدد مرات التبوّل إلى أكثر من ثماني مرات في اليوم.
أسباب أخرى
توجد عدة أسباب وراء التبوّل المتكرر لدى النساء، منها:
- حصوات المثانة.
- زيادة الوزن.
- السكتة الدماغية.
- سرطان المثانة.