تقديم حول سورة الأعلى
سورة الأعلى من السور المكية، وتتألف من تسع عشرة آية. سُمّيت بهذا الاسم بسبب بدء السورة بالأمر بتسبيح وتعظيم الخالق باستخدام الاسم “الأعلى”، جلّ جلاله. ومن الألقاب الأخرى التي تُعرف بها السورة: سورة “سبِّح اسم ربك الأعلى” وسورة “سبِّح”. ومن فضائل هذه السورة:
- يُستحب قراءتها في صلاة الجمعة والأعياد، فقد روى النعمان بن بشير -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في العيدين وصلاة الجمعة بـ {سبح اسم ربك الأعلى} و{هل أتاك حديث الغاشية}، وقد يُجمع بين السورتين في يوم واحد.
- تُستحب أيضًا قراءتها في صلاة الوتر: حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بها: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}.
- يستحب التسبيح عند بداية القراءة، حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا قرأَ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} يقول: “سُبْحَانَ رَبِيَ الأَعْلَى”.
تحليل مفردات السورة
يتضمن معاني السورة ما يلي:
- (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ): نزِّه ربكَ واذكر اسمه بلسانك.
- (الْأَعْلَى): الذي يتمتع بعلو الكمال ورفعة المنزلة وعظمة السلطان.
- (فَسَوَّى): أبدع خلقه وأحسنه.
- (فَهَدَى): سهّل له ما يناسبه.
- (الْمَرْعَى): الكلأ الأخضر.
- (غُثَاءً): هشيم جاف.
- (أَحْوَى): مُتغيّر.
- (إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ): إلا ما أراد الله أن يُنسَخ قراءته أو حكمه، أو يُنسيك إياه.
- (لِلْيُسْرَى): للطريقة المُيسَّرة في حياتك وشريعتك.
- (يَصْلَى النَّارَ): سيدخلها ويعاني حرَّها.
- (أَفْلَحَ): نال النجاح وتحصل على ما يُريد.
- (تَزَكَّى): طهّر نفسه من المعاصي وزيّنها بالطاعة.
المحاور الرئيسية للسورة
تناقش سورة الأعلى المواضيع التالية:
- صفات الله عز وجل والتأكيد على قدرته ووحدانيته.
- الوحي والقرآن، المعجزة الخالدة المُنزلة على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- الموعظة الحسنة التي تُفيد أهل القلوب الحيّة وتعود بالنفع على المؤمنين.
وتم تناول عدة موضوعات تفصيلية كما يلي:
- الخلق والتسوية: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى}.
- التقدير والهداية: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى}.
- البداية والنهاية (نموذج) في قوله تعالى: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى* فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى}.
- بشرى حفظ القرآن للنبي -صلى الله عليه وسلم-: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَى}.
- الأمر بتذكير الناس: {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى}.
- طريق الفلاح: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}.
أهداف السورة
تشمل أهداف السورة ما يلي:
- تنزيه الله -تعالى- عن كل نقص وعيب، وتعظيمه في القلوب: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}.
- تذكير النفس بالحياة الآخروية والتخلص من الارتباطات الدنيوية.
- الانتباه إلى أعمال القلوب وحالات الخلوات، حيث إن الله يعلم ما يُسر وما يُعلن: {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى}.
- مهمة الداعية تتمثل في تذكير الناس بطريق الخير والصلاح، وستكون النتيجة مرتبطة برغبة الفرد في الهداية: {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى* سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى* وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى}.
- تعزيز تزكية النفس وطهارتها، والالتزام بالمحاسبة الدائمة للنفس: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى}.
- عند حصول التعارض بين ما تحب وما يحبه الله، يُفضل ما يحبه الله -عز وجل-: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}.
- توضيح أن عقيدة الأنبياء واحدة: {إِنَّ هَـذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}.