ما هي أسباب هلاك قوم ثمود في القرآن؟

عذاب الله لقوم ثمود

بعد فترة طويلة من التكذيب والكفر من جانب قوم النبي صالح، أذن الله سبحانه وتعالى بإنزال عقابه وهلاكهم. فقد وعدهم نبيّهم بأن عذاب الله سيحل عليهم بعد ثلاثة أيام. عاشت القبيلة تلك الأيام في حالة من الخوف والترقب، حتى جاء اليوم المحدد، لكنهم استيقظوا ليجدوا أنفسهم في هدوء ظنوا أنه بداية الفرج. وعندما طمأنهم الأمان من العذاب، حدث ما لم يكن في حسبانهم؛ فجأة، وقع عليهم عذاب عظيم حيث أُصدِرَت صيحة مدوية من السماء، واهتزت الأرض من تحتهم، ليصبحوا جثثاً هامدة. وقيل إن صيحة قد نزلت عليهم قطعت قلوبهم، وسقطت منازلهم فوق قبورهم.

النبي صالح ودعوته

اختار الله سبحانه وتعالى نبيّه صالحاً ليقوم بدعوة قوم ثمود، حيث يعتبر صالح بن عبيد بن ماسح بن عبيد أحد الأعمدة الأساسية لنسبه، الذي يُقال إنه يصل إلى نبي الله نوح عليه السلام. تعرض صالح لدعوة قومه الذين كانوا يسكنون منطقة الحِجر، التي تقع بين المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية. وقد تم ذكر النبي صالح في القرآن الكريم تسع مرات، حيث أظهرت بعض السور تفاصيل قصته مع قومه، مثل سورة الأعراف، وسورة الحجر، وسورة الشعراء. كان صالح من أفضل رجال قومه وأكثرهم حكمة وعقلاً، وقد بعثه الله بعدما انتشرت عبادة الأصنام في قريته، ليعيدهم إلى عبادة الله الواحد الأحد.

معجزة الناقة

أظهر الله سبحانه وتعالى قوته ودليل صدق نبيه صالح من خلال معجزة الناقة، والتي كانت دليلاً قوياً على صدقه أمام قومه. عندما كان صالح يدعوهم لتوحيد الله ويدكرهم بنعمه، بدأوا في تحديه بأن يخرج لهم ناقةً من صخرة معينة، وحددوا صفاتها بدقة. إذا تمكن من تحقيق ذلك، فإنهم سيؤمنون به ويتبعونه. دعا نبي الله صالح ربه أن يُحقق له هذه المعجزة كأداة لمعالجة حال قومه. وبالفعل، استجاب الله لدعائه، وظهرت الناقة بالمواصفات التي طلبوها. آمن عدد من القوم بعد رؤيتهم لهذه المعجزة، بينما استمر الكثير منهم في كفرهم وتمسكهم بعنادهم.

Scroll to Top