دراسة شاملة عن حركة وتجمع الحيوانات

تنقّل الحيوانات

تعتبر القدرة على الحركة والتنقل من الحاجات الأساسية في حياة الحيوانات، حيث تتيح لهم الانتقال من مكان إلى آخر بحثاً عن الغذاء والمأوى، أو للهرب من الحيوانات المفترسة. وتعتمد هذه الحركة على التنسيق بين الجهاز العصبي والعضلي، حيث يبرز تآزر بينهما.

يقوم الجهاز العصبي بتنظيم انقباض العضلات من حيث المقدار والنوع والمكان، مما يمكّن الحيوان من تحريك أعضائه أو جسمه بالكامل. وتختلف أنماط الحركة تبعًا للبيئة التي يعيش فيها الحيوان؛ فهناك حيوانات تتنقل في الماء، وأخرى في الهواء، وثالثة على اليابسة أو في الأشجار.

التّنقل في الماء

تعيش العديد من الحيوانات في الماء، بما في ذلك الثدييات البحرية، مثل الحيتان، بالإضافة إلى الأسماك والحيوانات اللافقارية. وتختلف طرق انتقال هذه الكائنات من نوع إلى آخر.

وفيما يلي بعض الطرق التي تستخدمها أنواع من الحيوانات للتنقل في الماء:

  • تتحرك بعض الحيوانات، مثل قنديل البحر، عبر الماء دون الحاجة لاستخدام الأطراف أو العضلات، بل تعتمد على حركة الماء لتحريكها، وتُعتبر هذه الحركة سلبية، حيث لا تحتاج إلى بذل أي طاقة.
  • تنتقل الروبيان (القريدس) من مكان إلى آخر باستخدام زوائد صغيرة تُسمى أرجل العوم.
  • تتحرك الثدييات البحرية في الماء بشكل مختلف عن الأسماك؛ حيث تقوم بتحريك جسمها بطريقة تشبه حركة الثدييات على اليابسة. فالدلافين والحيتان تحرك ذيولها لأعلى ولأسفل، في حين أن الأسماك تتحرك بها لليسار واليمين. تستخدم الفقمات زعانفها الخلفية لدفع أجسامها، بينما تُستخدم الزعانف الأمامية لتوجيه الحركة.
  • تستطيع ثدييات المياه العذبة، مثل ثعالب الماء والقنادس، السباحة في الماء بفضل الأغشية بين أصابع أرجلها، ويساعد ذيلها أيضًا في السباحة.
  • تسمح التنسيقات الانسيابية والأسماك بسباحة سلسة في الماء، حيث تُساعد الزعانف الذيلية والحوضية والصدرية في ذلك، وتحتوي الأسماك على مثانة عوم، التي يتم التحكم في حجم الهواء بداخلها للتحكم في الطفو والغوص.
  • تسبح الضفادع عن طريق فتح أرجلها الخلفية ودفعها للماء، بينما تستخدم سمادل الماء حركة تموجية في أجسادها.
  • تتحرك خنافس الماء داخل الماء بسلوك مميز بفضل شعيرات تغطي أرجلها الخلفية، تعمل كالمجداف.
  • تستطيع حشرات بق الماء التنقل على سطح الماء بفضل الهواء الذي يتخلل الشعيرات الكثيفة التي تغطي أرجلها، مما يحافظ على جفافها.
  • تستطيع العديد من العوالق المجهرية التنقل في الماء بواسطة الأهداب أو الشعيرات أو الزوائد، مثل قرون الاستشعار.

التّنقل في الهواء

بعض أنواع الحيوانات قادرة على الطيران والتنقل في الهواء بفضل تطور أطرافها الأمامية إلى أجنحة، مثل الطيور والخفافيش. وقد تكيَّف جسم هذه الحيوانات للطيران بنجاح، حيث تمتلك عظامًا خفيفة، قلبًا كبيرًا، وعضلات صدر قوية، بالإضافة إلى حاسة بصر حادة.

كما أن هناك حيوانات تستطيع الحركة في الهواء بالرغم من عدم امتلاكها لأجنحة، وتُعتبر حركتها نوعًا من الانزلاق وليس طيرانًا حقيقيًا. ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:

  • تتحرك بعض أنواع الأسماك في الهواء بفضل زعانفها الشبيهة بالأجنحة.
  • بعض السحالي والضفادع تستطيع الانزلاق في الهواء بفضل الأغشية التي تربط بين أصابع أرجلها.
  • تمتلك بعض السحالي والأفاعي القدرة على الانزلاق بفضل انتفاخ ضلوعها بوجود الهواء.
  • أنواع معينة من الجرابيات الطائرة، وحيوانات الكولوجو، والسناجب الطائرة تمتلك طيّات جلدية بين الأطراف الأمامية والخلفية، مما يُساعدها على الانتقال من شجرة إلى أخرى.

التّنقل على اليابسة

تعيش العديد من الحيوانات على اليابسة، حيث يتمتع بعضها بأطراف تساعد على المشي، والركض، والقفز، بينما تفتقر أنواع أخرى للأطراف وتتحرك بالزحف.

وفيما يلي بعض طرق تنقل الحيوانات على اليابسة:

  • الزّحف

تتنقل العديد من الكائنات عبر الزحف، ومنها:

    • نطاط الحلزون وبفضل الطرف العضلي، يترك آثارًا لزجة خلال حركته.
    • تنقل الأفاعي زحفًا بمساعدة الحراشف القاسية، بمساعدة عضلات قوية. تتحرك الأفاعي بحركة تموجية معروفة باسم الحركة الزواحفية.
    • زحف دودة الأرض يتحقق من خلال انقباض عضلاتها الدائرية والطولية بشكل متتابع، مما يسهل الحركة الأمامية.
  • التّسلّق

يتنقل حيوان الوشق بتسلق الأشجار باستخدام مخالب قوية، بينما تتمتع السناجب الحمراء بأصابع ومخالب طويلة تسهّل عملية التسلق. تُساعد الأقدام الخلفية السنجاب في القفز، كما يعمل الذيل كثيف الشعر كدَفَّة توجيه.

  • الرّكض

تتنقل العديد من الحيوانات عبر الركض، وخاصةً الحيوانات المفترسة التي تسعى للإمساك بفريستها.

  • القفز

تنتقل بعض الحيوانات التي تمتلك أرجلًا خلفية طويلة عبر القفز، مثل الجندب الأمريكي والأرنب والضفدع.

  • حفر الأنفاق

تنتقل بعض الحيوانات تحت الأرض من خلال حفر الأنفاق، مثل الخلد الذي يمتاز بمخالبه القوية وأطرافه الأمامية التي تشبه المجرفة مما يُسهّل عملية الحفر.

Scroll to Top