إن دعاء التوكل على الله وطلب العون منه يشكل جزءًا أساسيًا من حياة المسلمين، حيث يلجأ المسلمون إلى الله سبحانه وتعالى في جميع جوانب حياتهم لطلب الدعم والمساعدة. تعتمد قلوبهم عليه في مواجهة تحديات الحياة واختباراتها المتعددة، خاصة عند الإقدام على القيام بشيء معين، حيث يدعون الله ليمنحهم التوفيق في مساعيهم.
دور التوكل على الله
- يُعَد دعاء التوكل على الله وطلب العون منه أمرًا ذا أهمية كبيرة لتحقيق ما يحتاجه المسلم وتوفيق الله له في مختلف أمور حياته.
- إذ يُظهر المسلم في هذا الدعاء عجزه عن تحقيق أهدافه دون مساعدة الله، مما يعد موقفًا يجسد الخشوع والاعتراف بعظمة الله.
- هذا الاعتراف يُعطي الإنسان دفعةً معنوية قوية، مما يساعده على زيادة نشاطه وتركيزه نحو تحقيق أهدافه.
- ويدل دعاء التوكل أيضًا على رغبة الإنسان في الحصول على بركة الله في العمل الذي ينوي القيام به.
- وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على التوكل على الله في جميع شؤون الحياة لما يحمله ذلك من أهمية وقوة في إنجاز الأمور.
اقرأ المزيد عن:
الفرق بين التوكل والتواكل
- هناك فرق واضح بين دعاء التوكل على الله وطلب المعونة منه وبين التواكل، وهو انتظار حدوث الأمور دون جهد.
- على سبيل المثال، التوكل يتطلب من العبد أن يقوم بالتخطيط للعمل بدقة، ثم البدء في تنفيذه مع الاعتماد على الله لتحقيق النجاح فيه.
- في الوقت نفسه، يعتمد الشخص المتوكل على الله للحصول على توفيقه وبركته في عمله دون أي تهاون أو تقصير، بعد أن بذل جهدًا كافيًا.
- أما التواكل، فيمثل نوعًا من الكسل والتخلي عن المسؤوليات.
- حيث يتوهم الشخص أن الله سيحقق له ما يريد دون بذل جهد.
- تحذر الشريعة الإسلامية من هذا السلوك، إذ أمرت بالاجتهاد والتوكل النقي مع العمل الجاد للوصول إلى الأهداف المنشودة.
- لهذا، فإن دعاء التوكل على الله يعكس إقرار الإنسان بقدرة الله ورحمته.
دعاء التوكل على الله وطلب العون منه
- بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله خير الأسماء، بسم الله رب الأرض والسماء.
- بسم الله الذي لا ضرر مع اسمه، بسم الله أصبحت، وعلى الله توكلت.
- كذلك: بسم الله على قلبي ونفسي، بسم الله على ديني وعقلي، بسم الله على أهلي ومالي، بسم الله على ما أعطاني ربي.
- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.
- الله ربي لا أشرك به شيئًا، الله أكبر الله أكبر، وأعز وأجل مما أخاف وأحذر.
- عز جارك وجل ثنائك، ولا إله غيرك.
- اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل سلطان شديد، ومن شر كل شيطان مريد، ومن شر كل جبار عنيد.
- ومن شر قضاء السوء، ومن كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إنك على صراط مستقيم وأنت على كل شيء حفيظ.
أدعية حول التوكل على الله
- إن وليي الله الذي نزل الكتاب، وهو يتولى الصالحين، فإن تولوا فقل، حسبي الله.
- لا إله إلا هو، عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم. ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، توكلت على الحي الذي لا يموت، على المعبود الذي لا يجور.
- بسم الله الرحمن الرحيم، توكلت على الله الذي لا يغلبه أحد.
- توكلت على الجبار الذي لا يقهره أحد، على العزيز الرحيم الذي يراني وتقلبي في الساجدين.
- توكلت على الحي الذي لا يموت، توكلت على من بيده نواصي العباد.
- اللهم إني أستخيرك بعلمك وأسألك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم.
- فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب.
- اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك.
- ألجأت ظَهري إليك رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
- اللهم إني أصبحت في ذمتك وجوارك، اللهم إني استودعتك ديني ونفسي ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي.
وأعوذ بك يا عظيم من شر خلقك جميعًا، وأعوذ بك من شر ما يبلس به إبليس وجنوده.
أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن التوكل على الله
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعودٍ رضي الله عنه، قال: قَالَ رَسول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
- “مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لم تسد فاقته، ومَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِاللَّهِ فَيوشِك اللَّه أن يرزقه رزقًا عاجلًا أو آجلًا.” رواه جامع الترمذي.
- جاء في الصحيحين عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقول عِنْدَ الْكَرْبِ:
- “لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه الْعَظِيم الْحَلِيم، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه رَبّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه رَبّ السَّمَوَاتِ وَرَبّ الْأَرْضِ وَرَبّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ.”
- كما دخل رَسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يَوْمٍ المَسْجِدَ، فَإذا هو بِرجلٍ مِنَ الأنصَارِ يُدعى أَبَا أَمَامَة، فقال: “يَا أَبَا أَمَامَة، مَا لِي أَرَاكَ جَالسًا فِي المَسجِد فِي غَيرِ وَقتِ الصَّلاةِ؟”.
- قَال: همومٌ لَا زِمَتْني وَديونٌ، يَا رَسولَ اللهِ، قال: أَفَلَا أَعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذا أَنتَ قُلتَها أَذَهَبَ اللَّه -عز وجل- هَمَّكَ وَقَضَى عَنكَ دَيْنك؟ قال: قُلتُ: بَلَى يَا رَسولَ اللهِ.
- قال: قُل إِذا أَصْبَحْتَ وَإِذا أَمَسَيْتَ: اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الهم والحُزنِ، وأَعُوذُ بكَ مِن العَجْزِ والكسل، وأَعُوذُ بكَ مِن الجُبْنِ والبخل، وأَعُوذُ بكَ مِن غَلَبة الدَّينِ وقَهْر الرِّجَال، قال: فَفَعَلْتُ ذلك فأَذْهَبَ اللَّه هَمِّي وقَضَى عَنْي دَيْني.”
فضل التوكل على الله وطلب العون منه في القرآن الكريم
- قال الله تعالى في سورة آل عمران، الآية 159: “فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”.
- كما قال الله تعالى في سورة النساء، الآية 81: “فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا”.
- وقال الله تعالى أيضًا في سورة الأنعام، الآية 89: “فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ”.
- كما جاء في قوله تعالى: “إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ” (النحل: 99).
أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم في التوكل على الله
- إذا أتيتَ مضجعَكَ، فتوضَّأْ وضوؤك للصَّلاةِ، ثمَّ اضطجِعْ على شقِّكَ الأيمنِ، وقلِ: اللَّهمَّ أَسلَمتُ وجهي إليكَ، وفوَّضتُ أمري إليكَ.
- وألجأت ظَهْري إليكَ، رَهْبةً ورغبةً إليكَ، لا مَلجأَ ولا مَنجى منكَ إلَّا إليكَ، آمنت بِكِتابِكَ الَّذي أنزلتَ، وبنبيِّكَ الَّذي أرسَلتَ، فإن متَّ متَّ على الفطرةِ، فاجعَلها آخرَ ما تقول، فقلت أستذكرهنَّ: وبنبيِّكَ الَّذي أرسَلتَ، قالَ: لا، وبنبيِّكَ الَّذي أرسَلتَ.”
- عَنْ عَلِي بن أبي طالب (رضي الله عنه) أنَّ مكاتبًا جاءَه فقال: “إِنَّي قد عجزْتُ عن كِتابتي فأعِنِّي.” فقال:
- “أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لو كانَ عليكَ مثلَ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا، لأَدَّاهُ اللَّهُ عنكَ؟.”
- فقال: قُلْ: اللّهُمَّ اكفِنِي بحلالِكَ عن حرامِكَ، وأغْنِنِي بفَضْلِكَ عَمَّن سِواكَ.”
كما يمكنك الاطلاع على: