آراء المذاهب الأربعة حول حكم النقاب

حكم النقاب وفق المذاهب الأربعة

• تجدر الإشارة إلى وجود تباين في الآراء حول حكم النقاب بين المذاهب الأربعة. فقد اعتبر بعض العلماء أن الوجه والكفين من العورة التي يتوجب على المرأة سترها.
• في مذهب الإمام أحمد، يُشترط على المرأة تغطية وجهها وكفيها خصوصًا في حضور الرجال الأجانب.
• هذا الرأي يتوافق مع ما ذهب إليه الشافعية الذين يرون أن وجه المرأة وكفيها من العورات.
• على العكس، يرى مذهب المالكي ومذهب الحنفية أن ارتداء النقاب ليس من الضرورات، وقد يُعتبر غير مستحب أيضًا.
• يُشير بعض الفقهاء من مذهب الإمام أحمد بن حنبل ومذهب الإمام أبي حنيفة إلى تفضيل ستر الوجه والكفين في حالة كانت المرأة ذات جمالٍ ملفت قد يثير الانتباه.
• وبذلك، يصبح النقاب وسيلة لحماية المرأة من نظرات الغرباء.

حكم النقاب أمام الأجانب في مذهب الحنفية والمالكية

• اتفق الفقهاء في المذهب الحنفي على عدم جواز كشف المرأة لوجهها أمام الغرباء، وخاصة الرجال الأجانب.
  • وأشاروا إلى أن هذا الالتزام يعتبر واجبًا على كل امرأة.
  • استند رأيهم إلى ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية.

• من جانب آخر، رأى المذهب المالكي أن حجاب المرأة يعد من الأمور المفروضة التي لا جدال فيها.
  • قال ابن تيمية إن “كل ما يتعلق بالمرأة عورة، حتى ظفرها”، مما يعني ضرورة سترها.

حكم النقاب في المذهب الشافعي والحنبلي

• كان المذهب الشافعي واضحًا في فرضية ارتداء النقاب لدى النساء.
  • فقال البيضاوي عن الحجاب: “إن جميع بدن الحرة عورة لا يحل لغير الزوج أو المحرم النظر إلى شيء منها إلا للضرورة”.
• أما الإمام أحمد فاعتبر أن كل جسد المرأة جزء من العورة، مما يجعل النقاب أمرًا ملزمًا.
  • إلا أن بعض الفقهاء أشاروا إلى أن النقاب ليس واجبًا، وأنه يجوز للمرأة إظهار كفيها ووجهها، لكن الأفضل هو ستر نفسها بالكامل.

أوجه الاتفاق بين المذاهب الأربعة حول النقاب

• توافق المذاهب الأربعة على وجوب ارتداء النقاب للمرأة ذات الجمال اللافت، وذلك لتجنب الفتن التي قد تطرأ في المجتمع وحرصًا على الالتزام بتعاليم الدين.
• تزداد الحاجة لتغطية الوجه إذا كانت المرأة تعيش في بيئة غير مناسبة.

أسس اتفاق المذاهب الأربعة حول النقاب

• بعد دراسة الآراء المختلفة، اتفق كبار العلماء في المذاهب الأربعة على ضرورة التزام المرأة بالستر، وخاصة ستر الوجه.
• كما اعتبروا أن المخالفة لهذا الأمر تُعتبر قائمة ضمن المحرمات.
• وذكر الشيخ تقي الدين أنه “لا يجوز للنساء كشف وجوههن أمام الأشخاص الأجانب”، مما يعني التزامهن بارتداء النقاب.
• هذا الالتزام يهدف إلى تجنب إثارة الفتن في المجتمع.

أدلة من القرآن الكريم تدعم وجوب الستر

• توجد العديد من الأدلة في القرآن الكريم تؤكد أن الستر يعد من الأمور الأساسية التي استند إليها حكم النقاب.
• قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ”، مما يدل على ضرورة تغطية الوجه واليدين.
• تفسير الآية يشير إلى أن الجلباب يُفترض أن يُغطي الجسم من الرأس إلى القدم، حتى يشمل الوجه والكفين.
• أيضًا، وردت آية “إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا”، حيث تُفسر بأنها تدل على ضرورة عدم ظهور أي جزء من جسد المرأة.
• فضلاً عن ذلك، جاء في القرآن الكريم أن “وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ”، مما يفيد بأهمية ستر المرأة لجسدها.
• فيما نهى الله عن الزينة بكافة أشكالها، سواء على الوجه أو الجسد، إلا في حالة الزوج.

الأدلة على ضرورة الستر من السنة النبوية

• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين”، مما يشير إلى أن النقاب لا ينبغي ارتداؤه خلال الحج.
• لكن يجوز للمرأة أن تضع جزءًا من خمارها على وجهها للحفاظ على سترها.
• زعمت السيدة عائشة رضي الله عنها: “كنا إذا مر بنا الركبان في الحج سدلت إحدانا الجلباب على وجهها”، مما يعد دليلًا على ضرورة حجب الوجه أمام الرجال خلال الحج.
• كما ورد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان”، مما يعزز التأكيد على ضرورة ارتداء النقاب لحماية المرأة.

حكم النقاب وفق دار الإفتاء المصرية

صرح أحد علماء دار الإفتاء المصرية بأن النقاب ليس واجبًا على النساء مقارنةً بالحجاب الذي يُعتبر فرضًا، حيث قال الله تعالى: “وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ”. ويجب على المرأة المسلمة أن ترتدي ملابس شرعية لا تصف جسدها وتغطيه بالكامل، باستثناء الوجه والكفين، كما أنه يمكن ارتداء الملابس الملونة بشرط أن لا تثير الانتباه أو الفتنة.