تاريخ الأمن السيبراني وتطوره
يعود تاريخ الأمن السيبراني إلى سبعينيات القرن العشرين، حيث كان هناك نقص في المعلومات المتعلقة ببرامج التجسس، والاختراقات، والفيروسات، وغيرها من المصطلحات التي أصبحت شائعة بعد الارتفاع الكبير في جرائم الإنترنت.
أصبح الأمن السيبراني مفهومًا حيويًا وضروريًا بسبب الاعتماد المتزايد على الأجهزة الإلكترونية المتصلة بالإنترنت، بما في ذلك الشبكات اللاسلكية مثل البلوتوث والواي فاي. فيما يلي استعراض لتاريخ الأمن السيبراني وتطوره عبر العصور:
فترة السبعينات
كانت تكنولوجيا الكمبيوتر واتصالها بالإنترنت في تلك الفترة في بداياتها، مما جعل من السهل استهداف أمن هذه الأجهزة. تم تنفيذ العديد من التهديدات من قبل أفراد يسعون للوصول إلى مستندات وبيانات لم تكن مخصصة لهم، مما دفع العديد لتطوير برامج تهدف إلى توفير حماية قصوى لتلك الأنظمة.
في تلك الفترة، بدأ مفهوم الأمن السيبراني في التبلور عندما قام الباحث روبرت توماس بتطوير برنامج كمبيوتر يدعى “الزاحف” (بالإنجليزية: Creeper) القادر على التنقل عبر شبكة تنيكس (بالإنجليزية: Tenex).
بعد ذلك، نجح راي توملينسون، مخترع البريد الإلكتروني، في خلق برنامج بتاريخ “الحصاد” (بالإنجليزية: Reaper) الذي استطاع من خلاله ملاحقة وحذف برنامج “الزاحف”، مما يجعله أول برنامج ذاتي النسخ لمكافحة الفيروسات.
فترة الثمانينيات
كان الفيروس الذي ابتكره توماس موريس نقطة انطلاق لمجال جديد في أمان الكمبيوتر، مما أدى إلى سعي العديد لتطوير فيروسات أكثر فعالية وأشد ضررًا بأنظمة الشبكات. ونتيجة لذلك، نشطت الجهود لتطوير حلول فعالة لمكافحة تلك الفيروسات.
في عام 1987، تم إطلاق العديد من برامج مكافحة الفيروسات التي استخدمها مجموعة كبيرة من مستخدمي الكمبيوتر، حيث ظهر أول برنامج لمكافحة الفيروسات تحت اسم “Ultimate Virus Killer”. وتوالت لاحقًا إصدارات عديدة من قبل شركات متخصصة في هذا القطاع.
فترة التسعينيات
مع بداية التسعينيات، بدأت خدمات الإنترنت في الانتشار بشكل ملحوظ، مما زاد من عدد المستخدمين الذين بدأوا في مشاركة معلوماتهم الشخصية عبر المواقع الإلكترونية.
هذا الوضع أتاح المجال أمام القراصنة لسرقة تلك المعلومات لتحقيق مكاسب مادية. ومع حلول منتصف التسعينات، زادت التهديدات التي طالت الشبكات بشكل كبير، مما دفع الباحثين والشركات لإنتاج جدران حماية فعالة وبرامج لمكافحة الفيروسات بمستويات عالية من الكفاءة.
فترة القرن الحادي والعشرين
بنهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تنوعت التهديدات والاختراقات، حيث بدأت جماعات إجرامية محترفة في استخدام تقنيات متقدمة بشكل متزايد. هذا الأمر دفع الدول والحكومات إلى اتخاذ خطوات جادة تستهدف تقليص نطاق هذه التهديدات.
شملت تلك الخطوات سن تشريعات تتعلق بهذا النوع من الجرائم وتطبيق الأحكام الجنائية على المجرمين. ومع تقدم الزمن، تطورت أساليب أمان وحماية المعلومات على الإنترنت، لكن ما زالت هناك جهات تقوم بإنتاج أنواع متعددة من الفيروسات لخرق هذا الأمن.
الأمن السيبراني في المستقبل
تتواصل جهود الأمن السيبراني في مواجهة هجمات التخريب والتدمير، حيث يستمر قراصنة الإنترنت في تطوير استراتيجيات جديدة ومبتكرة لتنفيذ هجمات إلكترونية مفاجئة على المواقع الحيوية.
يتعين على الخبراء والباحثين في هذا المجال تكثيف جهودهم للاستفادة من أحدث التقنيات المتاحة للحد من خطورة تلك الهجمات والتقليل من آثارها المحتملة.
تتمثل الجهود المعاصرة في سعي معظم الشركات والمؤسسات لدمج الذكاء الاصطناعي في مكافحة هجمات الفيروسات، من خلال تطوير جدران أمنية عالية الكفاءة للحد من الأضرار الكارثية لأي هجمة إلكترونية، مثل تقييد الوصول لمنع أي محاولة لسرقة البيانات.